الوقت-أعلن نيد برايس، المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، خلال مؤتمرٍ صحافي في مقرّ الوزارة أمس الخميس، أن بلاده "قلقة" إزاء تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، مفاده أنَّ الصين باشرت بناء أكثر من 110 صوامع إطلاقٍ لصواريخ بالستية عابرةٍ للقارّات.
ووفقاً للإعلام الأمريكي، قال برايس إنّ "هذه المعلومات، إلى جانب تطوّرات أخرى، تُشير إلى أنَّ ترسانة الصين النووية ستنمو بشكلٍ أسرع، وإلى مستوى أعلى ممّا كان متوقّعاً من قبل".
وأضاف برايس إنّ "هذا أمر مقلق، كما أنه يُثير تساؤلاتٍ حول نوايا الصين الشعبية. وبالنسبة لنا، فإنّه يؤكّد أهمية الحفاظ على تدابير ملموسة لتقليل المخاطر النووية".
وأشار إلى أنه "على الرّغم من محاولات الصين للتستّر على ذلك، فإنّ هذا التراكم السريع أصبح إخفاؤه أكثر صعوبة".
وشدّد المتحدّث الأميركي على أنّ هذه المعلومات "تسلّط الضوء على حقيقة أنّ الصين تبدو وكأنّها تبتعد عن استراتيجية نووية قائمة منذ عقود على الحدّ الأدنى من الردع".
وردّاً على سؤال بشأن مضامين الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ، بمناسبة الاحتفال بمئوية الحزب الشيوعي الصيني، والذي ضمّنه إيحاءات وطنية قوية، قال المتحدّث باسم الدبلوماسية الأميركية إنّ إدارة بايدن "أخذت علماً" بهذه التصريحات لكنّها "لن تعلّق على التفاصيل".
وأضاف أنّ إدارته كانت منذ أشهرٍ عديدةٍ واضحة للغاية بشأن انطباعاتها عن الحزب الشيوعي الصيني بشكل عام.
وقال تقرير الـ"واشنطن بوست" إنّ الصين تبني في الصحراء الواقعة شمالي مدينة "يومِين" في مقاطعة "غانسو"، 119 صومعة لصواريخ بالستية عابرة للقارات.
وأكّدت الصحيفة أنّ تقريرها يرتكز إلى بحثٍ أجراه خبراء في "مركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار"، الذي يتّخذ من مونتيري بولاية كاليفورنيا مقرّاً له، وذلك بالاستناد إلى صورٍ التقطتها أقمار صناعية تجارية.
وتابعت أنَّ هذه الصور تُظهر 119 موقعَ بناءٍ شبه متطابقة، موزّعة على منطقة تبلغ مساحتها مئات الكيلومترات المربّعة، وتُظهر خصائص مشابهة لتلك التي شوهدت في مواقعَ إطلاقٍ تحتوي على ترسانة الصين من الصواريخ البالستية القادرة على حملِ رؤوسٍ نووية.
وفي خطابه حذّر الرئيس الصيني من أنّ "الشعب الصيني لن يسمح أبداً لأي قوة خارجية بأن تظلمه، أو أن تضطهده أو أن تستعبده، ومن يجرؤ على ذلك سيتحطّم أمام سورٍ فولاذي عظيم بناه 1.4 مليار صيني"، وأكّد أن زمن التنمر على بلاده قد ولّى إلى غير رجعة.