الوقت- بتغريدات انتقادية ضد دول قامت بتطبيع علاقاتها مع تل أبيب، يسميها هؤلاء المستخدمون شركاء في الجرائم الإسرائيلية ضد شعب غزة وفلسطين، ويفسرون صمت الدول العربية الأخرى على أنه تطبيع للعلاقات ويسخرون منهم.
يبدو أن الهدف من إطلاق هذه الحملة هو رسالة واحدة إلى الحكومات التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، والأخرى إلى شعوب هذه الدول للضغط على حكوماتها المتنازعة لإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني. بالطبع، في بعض الحالات، يتم استخدام لغة الفكاهة والرسائل الحادة واللاذعة إلى الجمهور العربي في المنطقة.
على سبيل المثال، كتب مستخدم يُدعى "وسن الشيخلي" في إشارة إلى تاريخ دول مثل البحرين والإمارات ومقارنتها بآثار فلسطين مع السخرية من البلدين في تطبيع العلاقات مع إسرائيل: البحرين تبلغ من العمر 41 عاما. والإمارات التي يبلغ تاريخها 48 عاما، تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومواجهة الفلسطينيين الذين يملكون أقدم شجرة زيتون عمرها 200 عام.
وأضاف مخاطباً الفلسطينيين: "الإمارات دولة تعود هويتها إلى عام 1971، بينما تأسست شركة نابولي للأحذية في الخليل عام 1947، لذا اعلموا أن معداتكم أقدم من تاريخ هذه الدول".
كما قال المستخدم "AmeenSheryan" وهو احد أستاتذة جامعة اليمن، حول تطبيع العلاقات: "اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية أوسلو، وخطة السلام العربية التي قدمها الملك عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر بيروت، وتطبيع العلاقات بين كثيرين من دول المنطقة.. فماذا تريد إسرائيل من أجل السلام ولمنع إلحاق الأذى بالشعب الفلسطيني بعد الآن؟!
وقال مستخدم اسمه "HaidarAMansour" مع هاشتاغ فلسطين حرة: "يوم النكبة هو يوم أثبت انتصار إرادة المقاومة، فإذا عارضت الدول العربية بصدق تطبيع العلاقات بين أنظمتها، فإن الرؤساء مجبرون على إلغاء اتفاقات العار.
وكتب مستخدم آخر اسمه رجاء "@ Rajaa1117" مع هاشتاغ "نصر القدس قريب": ان تطبيع الشرفاء هكذا...
كما كتب مستخدم "Boycott4Pa" مع هاشتاغ "التطبيع خيانة وغزة تحت القصف": "اليوم العديد من المدن والعواصم العربية صامتة بينما تشهد مدن حول العالم تظاهرات واسعة تندد بعدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني. هل أصبح التضامن مع فلسطين جريمة تستحق المحاكمة في زمن تطبيع الأنظمة مع إسرائيل؟
وكتب مستخدم اسمه "مبارك الجزائري" مع هاشتاغ "فلسطين قضيية شرف" يحذر الدول من تطبيع العلاقات قائلا: "دقت صفارات الانذار لكم ولتعلموا أننا سنبقى مع فلسطين وشعبها ومبادئها وسنرى نتيجة علاقتكم مع إسرائيل".
كما كتب مستخدم اخر يُدعى "طيف السيابي" على مواقع التواصل الاجتماعي ردا على الهجمات الصهيونية الوحشية على غزة: "منذ بدء الانتفاضة، فهمت معنى الكبرياء والكرامة. علمت أن من يبتعد اليوم عن الوطن شبرا واحدا فسيأتي اليوم الذي سيخسر فيه الوطن كله، وكل هذا التطبيع وأي اسم اخر ما هو إلا خيانة. الشعب الفلسطيني لا يتنازل عن كرامته ولا يتاجر بها. لقد اختاروا الحياة او الموت بكرامة ويؤمنون إيمانا راسخا بالعناية الإلهية. وخلال هذا الوقت، تعلمت عن فلسطين أكثر مما تعلمت في حياتي.
وكتب "محمد معوض"، رئيس تحرير قناة الجزيرة العربية، أن "الجزيرة فقدت مكاتبها في غزة بعد الضربات الجوية الإسرائيلية، لكن التصميم على نقل الأخبار تضاعف فالمراسل لا يحتاج إلى مكتب، حيث ان شجاعته وقلمه وكاميرته تكفي...
وأشاد مستخدم يُدعى "نور اليقين" بالشعب المغربي في نصرة فلسطين قائلا: "تظاهر الآلاف من أشقائنا المغاربة لمساندة الشعب الفلسطيني رغم تطبيع علاقات بلادهم مع الكيان الصهيوني المحتل. طوبى لكم".
وقالت مستخدمة آخرى تدعى "ابتسام السائق" وهي ناشطة قانونية واجتماعية: "أينما ذهبنا نحمل معنا القضية الفلسطينية، لأن هذه هي قضيتنا الأولى وليس هناك تطبيع مع المحتل فالتطبيع خيانة".
وقال المستخدم "علي العكش"، ردا على الجرائم الصهيونية وتهكما بتطبيع العلاقات: "كل ما يخدم المحتلين الصهاينة ووجودهم المغتصب في الأراضي الفلسطينية من اعتراف أو تطبيع أو دعم سياسي، واقتصادي ليس فقط مخرجاً من دين الإسلام، بل هو أيضاً اشتراك في الجرائم التي ارتكبت بحق إخواننا الفلسطينيين وضد المسجد الأقصى المبارك".
كما غرد "محمد حسين" بنشره صورة للقدس: "في العالم العربي فقط فلسطين تدافع عن الكرامة العربية المتبقية، وسيبقى أهل القدس، وخاصة أهل غزة. بارك الله في رجال القسام وأهل فلسطين أجمعين".
وكتب مستخدم باسم مستعار "عين علي القرآن الكريم": "تطبيع العلاقات بين الأنظمة العربية الرجعية ووجود العدو الإسرائيلي ختم موافقة على ما قلناه منذ اليوم الأول من أن هذه الدول تخدم اهداف امريكا واسرائيل والبعض نفى هذه الحقيقة بينما تم الكشف عن الحقيقة اليوم؟ !!
ونشر المستخدم الفلسطيني "@ yoya176" صورة كاريكاتورية لصمت التطبيع في الدول العربية وكتب: هذا هو الوضع الراهن للدول المطبعة مع الكيان الصهيوني.
كان هذا مجرد جزء من تغريدات مستخدمي الفضاء الإلكتروني. إضافة إلى ذلك، عبر العديد من المستخدمين الآخرين عن تعاطفهم مع شعب غزة وفلسطين المظلوم من خلال نشر مقاطع فيديو للمظاهرات حول العالم، وكذلك صور القدس وغزة والعلم الفلسطيني، وانتقدوا بشدة بعض الدول العربية التي تلتزم الصمت ازاء الجرائم الصهيونية.
وإلى جانب مستخدمي الفضاء الإلكتروني، نشط صحفيون معروفون وشخصيات بارزة في نفس الفضاء، ومنهم عبد الباري عطوان، الخبير والصحافي البارز في العالم العربي، قائلا: مع وصول صواريخ المقاومة إلى جميع المدن الإسرائيلية، فان هدف كل الوسطاء من المطبعين العرب إلى الأمريكيين، هو إنقاذ إسرائيل بأقل ضرر ممكن، لكن يجب أن تعلموا أن المقاومة منتصرة ولا شيء غير ذلك.
كما غرد أحمد الطيب شيخ الأزهر مستنكرا الدول المطبعة: استمرار الإرهاب الصهيوني في استهداف الأبرياء الفلسطينيين وتدمير طرق ومباني ومنازل ومباني الهلال الأحمر وتهجير العائلات قسرا واستهداف وسائل الإعلام. قد اضاف نقطة سوداء لتاريخ مصاصي الدماء، وعار على من يتواطأ معهم في صمت.
كما كتبت صحيفة القدس العربي في تغريدة: "كل من يتفق مع إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر هو عدو لنا، والتطبيع يعتبر خيانة، وأي دولة سواء الإمارات أو مصر أو غيرها، اقامت علاقات مع إسرائيل فقد خانت فلسطين والمسجد الاقصى.
كما كتبت مراسلة الجزيرة "غادة عويس" مخاطبة المطبعين العرب: "كيف تقبلون وصمة العار والتسوية مع الكيان الإجرامي الذي يستهدف الأطفال والنساء بوحشية؟ عار عليكم ...
كما كتب عبد الله اطريجي، عضو مجلس الأمة الكويتي: القدس في قلوب المسلمين وهذا التطبيع لا يمكن أن يخرجها من قلوبنا. فمن اتحد مع إسرائيل فقد خان الله ورسوله، وليعلم أن عواقب وخيمة تنتظر الصهاينة وحلفاءهم، والله قادر على كل شيء.
الى ذلك كانت الإمارات والبحرين، اللتان أعلنتا العام الماضي عن تطبيع علاقتهما بإسرائيل، من أكثر ما تم انتقاده من بين التغريدات إضافة الى الحكومة السعودية، التي أفادت التقارير بأنها حافظت على علاقات سرية مع تل أبيب أثناء الحرب الجارية في غزة. ومع هذا فان مضمون الرسائل يظهر أن شباب الجاليات الإسلامية والعربية ما زالوا يأملون في أن تنضم هذه الدول إلى صفوف أنصار الشعب الفلسطيني وأن تتوقف عن التعاون مع تل أبيب رغم أن ذلك يبدو صعباً.