الوقت- قال حسن هاني زاده، الخبير في شؤون غرب آسيا، في اجتماع تحليلي تخصصي افتراضي عقد بمناسبة يوم القدس: يعتبر يوم القدس العالمي يوماً استثنائياً في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ضد كيان الاحتلال في القدس. حيث انه قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، كانت قضية فلسطين مهمشة بسبب الظروف الإقليمية والأوضاع الداخلية للأراضي المحتلة، وكانت الدول العربية والإسلامية قد نسيت القبلة الأولى للمسلمين التي احتلها الكيان الصهيوني.
وأضاف: "مع انتصار الثورة الإسلامية والأمر التاريخي للإمام الراحل بتخصيص آخر جمعة من شهر رمضان المبارك باليوم العالمي للقدس، عادت قضية فلسطين إلى دائرة الضوء مرة أخرى. والان تحتفل بهذا اليوم جميع الدول الإسلامية وحتى العديد من الدول غير الإسلامية التي تنظر إلى قضية فلسطين باعتبارها قضية إنسانية.
وتابع قائلا: إن الكيان الصهيوني حساس للغاية تجاه اليوم العالمي للقدس، وفي كل عام عشية يوم القدس يحاول أن يطغى على هذا اليوم من خلال خلق أزمة ومهاجمة شعب غزة الأعزل.
وأكمل الخبير في شؤون غرب آسيا بالقول: "بعد أن تناول الإمام الراحل قضية فلسطين ويوم القدس واعتبر هذا اليوم يوم تحرير القبلة الأولى للمسلمين، من الطبيعي أن يكون للعديد من حركات النضال الفلسطيني استراتيجية المواجهة ضد الكيان الصهيوني والأنظمة العربية الرجعية، وهذا يدل على أن قضية فلسطين لا تزال في ضمير الشعوب العربية والإسلامية.
وفي إشارة إلى تطبيع العلاقات بين بعض الأنظمة العربية والكيان الصهيوني، قال: "على الرغم من أن بعض الأنظمة العربية الرجعية قامت في الأشهر الأخيرة بتهميش قضية فلسطين بشكل غير واقعي، إلا أنها اتجهت نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. لكن في النتيجة خلص الفلسطينيون إلى أن إيران ومحور المقاومة لا يزالان في الواقع يعملان من أجل تحرير القدس المقدسة، وأن إقامة علاقة بين النظامين الرجعي العربي والإسرائيلي لا يمكن أن تخرج القضية الفلسطينية مرة أخرى من أذهان الدول الإسلامية.
وأضاف: "يوم القدس العالمي هو يوم محدد وحاسم، ووجود ملايين الشعوب الإسلامية في الميدان وفي مسيرة يوم القدس يثبت أن الكيان المحتل يجب أن يعترف بالقدس باعتبارها القبلة الأولى لمسلمي العالم وعاصمة الشعب الفلسطيني والا سيواجه هذا الكيان ضرراً كبيراً.
كما قال "أحمد رضا روح الله زاد"، الخبير في الشأن الفلسطيني، عن يوم القدس ومكانة فلسطين في العالم الإسلامي: "فلسطين قضية مركزية في العالم الإسلامي. فلسطين أرض إسلامية، وهي من الناحية الفقهية دار الإسلام التي يشغلها غير المسلمين، أي دار الكفر. وعليه، فإن آيات القرآن وتعاليم الدين تؤكد أن تحرير هذه الأرض هو واجب يفوق ويتجاوز كل الأعراق والقوميات والمذاهب. أي إنه يجب على جميع أجيال العالم الإسلامي تحرير دار الإسلام من احتلال دار الكفر.
وأضاف: "بإعلانه اليوم العالمي للقدس، أثار الإمام الراحل هذه القضية المحورية للعالم الإسلامي حتى يتمكن العالم الإسلامي من التوحد حول هذه القضية الاستراتيجية، وهي قضية فلسطين، ويقومون بواجبهم فيما يتعلق بها، وبالتالي فإن قضية فلسطين في حد ذاتها لها القدرة على الجمع بين العالم الإسلامي للقيام بمهمة دينية ضرورية واستعادة الوحدة العملية في العالم الإسلامي.
واكد روح الله زاد انه قبل الثورة الإسلامية لم يعنى بالقضية الفلسطينية بالقدر الذي يجب ان ينظر اليها، وكانت التيارات الفلسطينية في المقاومة على الأرض ذات فكر يساري، وكانت مطالبها الأساسية في القضية الفلسطينية هي ضرب الكيان الصهيوني وكسب بعض التنازلات، ولهذا السبب نرى أن قضية فلسطين كانت قد تراجعت قبل الثورة الإسلامية. وتوصلت الجماعات الفلسطينية نفسها إلى استنتاج مفاده أنها لم تعد قادرة على هزيمة إسرائيل واستسلمت؛ بل إن بعض الأنظمة العربية دخلت هذا المجال ايضا. لكن تسببت الثورة الإسلامية الإيرانية، بتركيزها على تحرير فلسطين، في إخراج قضية فلسطين من احتكار فئات فلسطينية معينة، وإحالتها إلى سياق المجتمع بأسره، وعلى المجتمع الفلسطيني بأسره ليشعر بواجبه تجاهها.
واعتبر روح الله زاد تحرير فلسطين واجبا دينيا وقال: "يجب أن يكون الجميع في الميدان وان يحرروا فلسطين التي هي أرض إسلامية". لهذا السبب شهدنا قيام المجتمع الفلسطيني بإطلاق انتفاضتين شعبيتين كبيرتين على أساس التعاليم الإسلامية، كان لهما نتائج وإنجازات مهمة للغاية، فقد خرجا وتحررت غزة، ورغم أنها تحت الحصار إلا أن الكيان الصهيوني لم يعد قادرا على فعل أي شيء. وهذا يدل على أن الإمام الراحل قد أعاد عمليا إحياء قضية فلسطين في العالم الإسلامي.
ووصف روح الله زاد استراتيجية تحرير فلسطين بأنها المقاومة وقال: لقد اقترح الإمام الراحل استراتيجية دقيقة للغاية. بالنظر إلى تاريخ الغرب ومهمة العالم الإسلامي ، كانت استراتيجية الإمام عدم المساومة والتفاوض مع الكيان الصهيوني، لأن الإمام كان يدرك بدقة أن القوة التي احتلت الأرض ليست مستعدة أبدا للتفاوض و إنهاء الاحتلال ما لم يكن بالإمكان استخدام قدرات الأجهزة في هذا المجال،
لهذا السبب أكد الإمام الراحل أن حل تحرير فلسطين هو المقاومة. هذه هي المقاومة التي يتصدرها الشباب الفلسطيني، وعلى بقية العالم الإسلامي أن يبذل قصارى جهده لمساعدة النضال الفلسطيني.
وشدد على أن فلسطين لن تتحرر إلا بالبنادق المتكية على إيمان الشباب الفلسطيني، وهذا هو السبيل الوحيد لإنهاء قضية فلسطين وتحرير هذه الأرض.