الوقت-أعلنت وسائل إعلامية أمريكية، اليوم السبت، أن الجيش الأمريكي بدأ بالانسحاب الكامل من أفغانستان، بعد أن احتلته عسكرياً عام 2001 على رأس تحالف دولي بحجة طرد تنظيم القاعدة من معاقله بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الأركان الأفغاني أن انسحاب القوات الأجنبية "بدأ بالفعل"، مشيراً إلى أن قوات بلاده ستستلم غداً الأحد قاعدة هلمند.
وبدورهم، قال مسؤولون أميركيون في أفغانستان إن عملية الانسحاب جارية أصلاً، مشيرين إلى أن تاريخ الأول من أيار/ مايو رمزيّ قبل كل شيء.
وكان هذا التاريخ يمثّل الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية الذي حدّدته الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترامب طبقاً لاتفاق الدوحة، لكن واشنطن أخلفت الاتفاق.
وبدأ حلف شمال الأطلسي، يوم الخميس الماضي، سحب وحدات من مهمة "الدعم الحازم" الذي يُفترض أن يحصل بشكل منسّق مع الأميركيين.
وقال وزير الداخلية الأفغاني بالوكالة حياة الله حياة لقادة الشرطة، في وقت متأخر أمس الجمعة، إن "الأميركيين سيبدأون رسمياً انسحابهم اعتباراً من الأول من أيار/مايو وطالبان قد تكثّف العنف".
وأضاف مخاطباً قواته: "آمركم بزيادة نقاط التفتيش في المدن وإجراء عمليات تفتيش عند نقاط الوصول".
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، في منتصف نيسان/أبريل، التطلع إلى سحب 2500 جندي لا يزالون في أفغانستان.
وأكد أن "الوقت قد حان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "التهديدات الإرهابية باتت الآن في أماكن كثيرة حول العالم ومنها أفريقيا وآسيا".
وتدخلت الولايات المتحدة في أفغانستان بذريعة هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع. وسرعان ما أطاحت بنظام "طالبان" الذي اتهمته بإيواء تنظيم القاعدة.
وفي أوج انخراط الولايات المتحدة في الحرب، خلال عامي 2010-2011، كان هناك حوالى 100 ألف جندي أميركي في البلاد.
وتسبب غزو أفغانستان بمقتل أكثر من 2000 أميركي وعشرات آلاف الأفغان.
ورغم السيطرة العسكرية الدولية خلال هذه المدة الطويلة، لم تسهم الحرب الدولية على أفغانستان في إحداث أي تطور إيجابي لصالح الشعب الأفغاني.
وأقرّ رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، يوم الأربعاء الماضي، بعدم تمكنه من استبعاد احتمال حصول "فوضى كاملة" بعد مغادرة القوات.
وأضاف: "في أسوأ الحالات، ستنهار الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني، وتقع حرب أهلية وكارثة إنسانية مصاحبة لها، مع عودة محتملة للقاعدة".