الوقت- الصناعات العسكرية للکيان الصهيوني، مع التعاون التكنولوجي غير المحدود لشركات الأسلحة الغربية والمساعدات العسكرية السنوية للجيش الأمريكي، تنتج جزءًا كبيرًا من معدات الجيش الإسرائيلي.
لكن فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية وأكثر ما تركز عليه الدعاية، هو أنظمة الدفاع التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي. ومنذ حرب الـ 33 يومًا في عام 2006 ومقتل العشرات من الصهاينة في هجمات حزب الله الصاروخية، فكَّر الجيش الإسرائيلي في تطوير أنظمته الدفاعية لمنع وقوع خسائر فادحة في المعارك المستقبلية.
ولهذه الغاية، طورت الصناعة العسكرية للکيان الصهيوني ثلاثة أنظمة دفاع محلية:
- القبة الحديدية لمواجهة التهديد الصاروخي للمقاتلين الفلسطينيين وترسانة حزب الله الصاروخية.
- نظام مقلاع داوود لمواجهة الصواريخ الباليستية التكتيكية مثل سكود التي تطلق من لبنان أو سوريا.
- نظام أرو 2 و 3 للتعامل مع الصواريخ الباليستية قصيرة المدى وبعيدة المدى الإيرانية.
کما تم التبرع بعدد من الصواريخ الخاصة بنظام باتريوت من طرازي PAC2 و PAC3، لهذا الکيان من قبل الجيش الأمريكي.
وعلى الرغم من الهزائم العديدة التي مني بها الدفاع الصاروخي الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، يعتقد القادة العسكريون لهذا الکيان أنه بالنظر إلى القدرة الصاروخية العالية لدول محور المقاومة وأعداء إسرائيل، فإن تطوير الدفاع الصاروخي واستخدامه على نطاق واسع هو الأولوية الأولى لهذا الکيان وله أعلى حساسية ممكنة؛ لأنه مهما کانت قوة القوات الجوية والبرية الإسرائيلية في المجال الهجومي وقدرتها على ضرب الخصم، ولکن دون وجود شبكة دفاع صاروخي متماسكة في أي معركة صغيرة أو كبيرة ضد أعداء إسرائيل، فإن مئات وربما آلاف الصواريخ والقذائف ستضرب مدناً أو منشآت عسكرية واقتصادية حساسة في الأراضي المحتلة يومياً، مسببةً أضراراً لا يمكن تصورها.
لكن الأحداث التي وقعت في اليومين الماضيين في عمق الأراضي المحتلة وفي أكثر المجالات الأمنية حساسيةً واستراتيجيةً لهذا الکيان، كانت بمثابة هزيمة وفضيحة کبيرتين للدفاع الجوي الإسرائيلي.
بعد ظهر الاثنين 19 أبريل 2021، تم نشر مقطع فيديو غامض لانفجار وحريق في منطقة صحراء النقب في الأراضي المحتلة، ولم يلق الكثير من الاهتمام في البداية.
لكن بعد مرور 24 ساعة تقريبًا، وبتغطية إعلامية واسعة النطاق، أصبح من الواضح أن الفيلم كان في الواقع انفجارًا مروعًا في مصنع IAI في الکيان الإسرائيلي، والذي ينتج الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ العسكرية الإسرائيلية.
وبسبب الرقابة الأمنية الشديدة التي يمارسها الکيان الصهيوني، لا تتوفر معلومات عن مدى الضرر الذي لحق بهذا المصنع العسكري، ولكن إذا تعرض قطاع إنتاج الوقود الصلب للصواريخ في هذه المنشأة لأضرار جسيمة، فقد يتسبب ذلك في تعطيل كبير في إنتاج وتطوير أنظمة دفاع الجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الذي يعدّ مسألة حياة أو موت لهذا الکيان.
لكن هذا لم يكن الحادث المرير الوحيد لقطاع الدفاع في الجيش الإسرائيلي بالأمس. حيث نشرت الليلة الماضية صور غريبة لصفارات إنذار الهجوم الصاروخي وانفجار مروع في المناطق الوسطى من الکيان الإسرائيلي وحول منطقة مفاعل ديمونة النووي الفائق الحراسة.
بحسب وزارة الحرب الإسرائيلية، هاجم طيران الکيان أهدافًا في جنوب دمشق الليلة الماضية، الأمر الذي قوبل برد من الدفاع الجوي للجيش السوري.
الجيش السوري أطلق صواريخ دفاعية بعيدة المدى من طراز S-200 على المقاتلات الإسرائيلية، وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن أحد الصواريخ التي تم إطلاقها قد أصيب بخلل بشكل غريب وتوجَّه إلی عمق الأراضي المحتلة ومنطقة ديمونا الحساسة!
هنا، يطلق نظام باتريوت للدفاع الجوي، الموجود حول منطقة ديمونة والمسؤول عن الدفاع عنها، صاروخين اعتراضيين لتدمير الصاروخ، لكن كلا صاروخي باتريوت فشلا في تدمير الهدف، فأصاب صاروخ S200 الدفاعي الأرض.
حتى لو صدقنا جميع ادعاءات السلطات الإسرائيلية، وافترضنا أن الصاروخ الذي أصاب منطقة ديمونة هو صاروخ دفاعي للجيش السوري، فإن فشل قطاع الدفاع في الجيش الإسرائيلي في اعتراض وتدمير صاروخ هجومي واحد فقط، في أكثر المناطق الأمنية حساسيةً في هذا الکيان، يثير العديد من التساؤلات والغموض حول قدرة شبكة الدفاع الإسرائيلية على الدفاع ضد الهجمات الصاروخية للمنافسين، وخاصةً في حال إطلاق وابل من الصواريخ.