الوقت- تعد مسألة تحديث الأسطول الإيراني الضخم المكون من طائرات الهليكوبتر الهجومية الموجودة تحت تصرف القوات الجوية الإيرانية من أهم القضايا ذات الأولوية القصوى في السنوات الأخيرة، وحتى الآن تم تحقيق العديد من الإنجازات والتحركات الهامة في هذا المجال ولقد اعتمدت مجمل المشاريع على التصميم الأصلي المسمى "الهليكوبترات الهجومية"، والتي تتضمن مناقشات متعددة حول تركيب أنظمة الاستهداف والاستطلاع البصري، ونظارات الرؤية الليلية للطيار، وتركيب أسلحة جديدة لهذا النوع من الطائرات الهجومية. وبحسب الدراسات والأخبار المعلنة في هذا الصدد، فقد تم تنفيذ عدة مشاريع تتعلق بتحديث مروحيات "كوبرا" الهجومية، منها تركيب صواريخ من السلسلة "الانفجارية"، مثل صاروخ "كورنيت" الإيراني الشهير، وصاروخ "قمر بني هاشم"، وصاروخ "حيدر" ولكن ربما كان أحد أكثر المشاريع الخاصة في هذا القسم هو مشروع يسمى "شفق".
مروحیة "كوبرا" الهجومية مزودة بصاروخ "شفق" مضاد للدبابات
إن صاروخ "شفق" هو صاروخ ذكي يستطيع العثور على هدفه باستخدام مكتشف الصور بالأشعة تحت الحمراء ويبلغ مداه من 2 إلى 2.7 ماخ بمدى يتراوح من 8 إلى 10 كيلومترات. وبحسب المعلومات المنشورة، فإن هذا الصاروخ الذي يبلغ وزنه 60 كيلوغراماً له القدرة على الاختراق من متر إلى 1.5 متر لأنواع مختلفة من الدبابات والدروع العائمة ودقته تستطيع الوصول إلى 30 سنتيمترا مربعاً على مسافة 10 كيلومترات. وصواريخ "شفق" تعد واحدة من أولى الصواريخ المحلية التي تستخدم كاشف التصوير بالأشعة تحت الحمراء ويتمتع هذا النوع من الصواريخ بالقدرة على تتبع الأهداف المدرعة والعائمة من جميع الزوايا، ولديه مقاومة عالية نسبيًا للتشويش، ولديه حساسية أفضل بكثير في اكتشاف الأهداف.
صاروخ "شفق"؛ من "شهاب الثاقب" إلى سلسلة "طوفان"
ووفقًا للدراسات، تم تصميم وبناء الجيل الأول من صواريخ "شفق" في الأصل بناءً على صواريخ "جو- جو" من سلسلة "الشهاب الثاقب"، وهو صاروخ كتلته حوالي 84 كجم ويحمل 13.5 كجم من الشظايا، وتصل سرعتها القصوى إلى 740 مترًا في الثانية بسبب دفع الوقود الصلب ويبلغ مدى الصاروخ ما بين 8.8 إلى 11 كم عند اطلاقه من السطح إلى الجو ضد أهداف مختلفة. وهذا الصاروخ كبير وثقيل للغاية، وبناءً على ما يمكن رؤيته في الصور، يمكن لطائرة هليكوبتر "كوبرا" أن تحمل أخيرًا اثنين من هذه الصواريخ. وتعتبر هذه القضية قضية حساسة في ساحة المعركة اليوم، وعلى الرغم من القدرة المناسبة للجيل الأول من صاروخ "شفق" في مجالات مثل المدى والسرعة وقوة الاختراق، إلا أنه لا يزال في وضع غير ملائم من حيث كمية وعدد الصواريخ المحمولة لكل طائرة هليكوبتر.
الجدير بالذكر أنه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها القائد العام للجيش الإيراني إلى إحدى القواعد ومراكز الدعم الجوي في محافظة قزوين، تم نشر صور متعلقة بصاروخ "شفق"، والتي تظهر معلومات جديدة حول هذا الإجراء المهم لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية. بالطبع، لم تكن هذه الصور هي الصور الأولى لرؤية هذا الصاروخ، فقد كانت المرة الأولى لرؤية هذا الصاروخ خلال مناورة الطائرات بدون طيار لجمهورية إيران الإسلامية العام الماضي والتي نُشرت فيها صورة لطائرة هليكوبتر "كوبرا" حديثة ومجهزة بهذا السلاح.
صاروخ "شفق" مُحسَّن عند السهم الأحمر وصاروخ "شفق" من الجيل الأول موضح بالسهم الأخضر - لاحظ الاختلاف في حجم الصاروخين
وفي ذلك الوقت، استندت بعض التقديرات إلى تحليل رسمي للصور على تركيب قنابل خفيفة مصغرة على مروحيات محمولة جواً وبعد ذلك تم تحسين أجسام كل من هذه القنابل المستقيمة والقنابل ذات السرج على غرار صواريخ "شفق"، وهي في الواقع تستند إلى تصميم صواريخ "طوفان" و"تاف" وبمقارنة الصور المتعلقة بزيارة قائد الجيش الأخيرة بصورة مروحية سلاح الجو في التدريبات العسكرية السابقة، يتضح أن ما شوهد في ذلك الوقت هو تحسين لصاروخ "شفق".
صورة من مناورة عسكرية كبيرة العام الماضي تظهر فيها طائرة هليكوبتر "كوبرا" مسلحة بصاروخ "شفق"
إن المعلومات حول الصاروخ الجديد، والمذكورة في الجدول الموجود في الصورة، يصعب قراءتها بدقة، لكن يبدو أن الصاروخ يبلغ مداه من 10 إلى 20 كم، ونظام التوجيه بالليزر أو التعشيش بالأشعة تحت الحمراء ورأسه الحربي من نوع الانفجاري. وتشير الأنماط المحددة لتوجيه الصاروخ، وخاصة وضع التعشيش بالأشعة تحت الحمراء، إلى أن الصاروخ المعني سيكون على الأرجح من نوع "أطلق وانسى". وعند مشاهدة مشروع "أطلق وانسى"، يجب أن يقال إن الجمهورية الإسلامية تمكنت من تنفيذ المشروع المهم لتطوير صاروخ "أطلق وانسى" على أساس صاروخ "تاف". ويظهر استخدام الرؤوس الانفجارية بوضوح أن القدرة المضادة للدبابات تعتبر الأولوية الرئيسية لهذا الصاروخ وعند النظر في إمكانية تغيير مستشعرات هذا الصاروخ وإمكانية تغيير الرأس الحربي وعند النظر في خيارات مثل الضغط الحراري أو الشظايا من أجل مواجهة هياكل أو مدرعات العدو، فإن ذلك العدو لن يكون العدو في مأمن عن هذه الصواريخ.
ومن حيث المدى، يبدو أن مدى 10 كيلومترات هو خيار منطقي لأنه نظرًا لحجم الصاروخ والقيود المفروضة على نظام الدفع في هذا البعد، فإن الوصول إلى بُعد 20 كيلومترًا أمر غير متوقع إلى حد ما. وفي الوقت نفسه، فإن مدى 10 كيلومترات هو رقم محدث لصاروخ "شفق" المضاد للدبابات الذي يتم إطلاقه من طائرات الهليكوبتر، إلى أنه يمتلك منصة إطلاق من مدى قصير. كما ذكرنا سابقًا، ففي صاروخ "شفق" الأول نرى استخدام صاروخين في المروحية. وبناءً على الصور المتعلقة بالزيارة الأخيرة لقائد الجيش الإيراني، فمن الممكن أن تكون مروحية "كوبرا" التابعة للقوات الجوية بأكملها قادرة على حمل أربعة صواريخ على الأقل من هذا النوع من الصواريخ وطبعا هذا الرقم هو مجرد تخمين بناء على الصور المتوفرة، ومن الممكن أن يصل هذا العدد إلى 4 صواريخ على كل جانب و 8 صواريخ في المروحية بأكملها.
وهناك حاليًا خيارات تسمى صواريخ "شفق الجيل الأول، والانفجارية، وقمر بني هاشم (ع)، حيدر وشفق الأمثل" لتسليح مروحيات "كوبرا" الإيرانية، ونظرا بأن القوات المسلحة الإيرانية لا تنوي شراء عدد كبير من النماذج الجديدة من طائرات الهليكوبتر الهجومية في المستقبل القريب، فإن هذه المبادرات وزيادة القدرة القتالية بشكل كبير وحتى ترقية القدرة الدفاعية لهذه المروحيات، قد يُساعد الجيش الإيراني على خلق قوة كبيرة في هذا المجال في المنطقة.