الوقت - نفَّذت القوات التركية الأسبوع الماضي عمليةً في منطقة غارا في كردستان العراق، بهدف تحرير 13 رهينة احتجزتهم عناصر إرهابية من حزب العمال الكردستاني لمدة ست سنوات.
نفذت العملية باستخدام 40 مقاتلة وعدد من الطائرات دون طيار والمروحيات وعدد من القوات العسكرية، لكن كل الرهائن فقدوا حياتهم في العملية، ووفقًا لمسؤولين عسكريين أتراك فقد قُتل 53 من أعضاء حزب العمال الكردستاني أيضاً.
وبخصوص العملية في منطقة غارا، أعلنت القوات الأمنية التركية أنه بعد شراء عدد من أجهزة التنفس الاصطناعي ونقلها إلى منطقة غارا من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني، اشتبهت في وجود أعضاء رفيعي المستوى من هذه المجموعة في المنطقة المذكورة، وبعد عمل استخباراتي في المنطقة نفذوا عملياتهم.
في المنطقة التي تم تطهيرها بعد العملية، تم اكتشاف أجهزة تكشف تفاصيل جديدة لعلاقة حزب العمال الكردستاني ببعض الدول. وفي هذا الصدد، قدمت صحيفة "ايدينليك" التركية تقريراً مفصلاً عن هذا الموضوع کما يلي.
تحتاج جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية إلى معدات طبية في مستشفياتها الميدانية، والتي توفر بعضها من تركيا، لكن جزءاً آخر منها والمال الذي يتم به شراء هذه المعدات يجري في بعض الدول الأخرى، ما يوضح علاقة المجموعة بهذه الدول.
کما يتم نقل هذه المعدات، الذي يتم في أجزاء منفصلة، كإمدادات صحية من جمارك هذه البلدان.
ويقال إن 7 مستشفيات جهزت من قبل جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، قد دمرت نتيجة عملية القوات الجوية التركية في مرتفعات "قنديل" في كردستان العراق، ولهذا السبب أصبحت منطقة "غارا" الجبلية أكثر أهميةً بالنسبة لهذه المجموعة لتجهيزها کمستشفى.
ووفق مصادر أمنية تركية، فقد ازداد انتشار فيروس كورونا بين أعضاء حزب العمال الكردستاني خلال العام الماضي، فأطلقوا حملةً لجمع التبرعات في دول أوروبية لمعالجة مرضاهم.
وبعد ذلك، بدؤوا بتجهيز مستشفياتهم الميدانية في قلب الجبال، بأجهزة مثل جهاز التنفس الصناعي. وإضافة إلى مرضى کورونا، فقد قاموا بنقل جرحاهم إلى منطقة غارا أيضًا.
ولهذا الغرض، تم نقل معدات طبية إلى غارا من دهوك وأربيل، بواسطة سيارات مدنية. وفي المراكز المنشأة لعلاج مرضى کورونا والجرحى، تم تركيب معدات مثل المعامل وغرف التنبيب لمرضى کورونا وأجهزة التنفس الاصطناعي، وكذلك وحدات العناية المركزة.
تم شراء المعدات الطبية من الصين والهند وتركيا، وانتُقلت إلى شمال العراق. ومعظم الأدوية تأتي من الهند. کما قاموا باستيراد المعدات المتطورة من الصين، ونقل الشاشات والمعدات المماثلة من تركيا. کذلك، توسطت بعض الأطراف التركية في شراء الإمدادات الطبية من الصين.
الأجهزة التي تم شراؤها من تركيا کانت تُنقل إلى كردستان العراق عبر عدة وسطاء، من أجل عدم اعتراضها، وبعض هذه المعدات کانت تُنقل بالحاويات من معبر "خابور" علی الحدود العراقية التركية تحت عنوان تصدير البضائع، وکان يتم العبث ببوليصة الشحن الخاصة بها.
تم شراء العديد من هذه الأجهزة بائتمان ونفقات السعودية، بحيث كان بعض المشترين مواطنين سعوديين قاموا بعمليات الشراء في دبي. كما کان الکيان الإسرائيلي يتابع العملية عن كثب.
لقد ذهبت بعض هذه المعدات إلى كردستان العراق وتم نشرها في المستشفيات الميدانية، وذهب جزء آخر إلى شمال سوريا واستخدمه حزب العمال الكردستاني في المستشفيات التي أقيمت في المنطقة. کما تم استخدام فنيين أتراك لتجميع الأجهزة التي تم نقلها بشكل منفصل إلى كردستان العراق.
وفي هذا الصدد، عيَّن وزير الصحة التركي "فخر الدين قوجة" مفتشين لمتابعة الأمر، لتحديد مكان إجراء عمليات الشراء ومن هم الفنيون الذين يعملون مع حزب العمال الكردستاني.
وفي هذا السياق، تمت مراقبة الشركات الطبية التي تتخذ من أنقرة مقراً لها والتي تبيع المعدات الطبية إلى حزب العمال الكردستاني، وسرعان ما أغلقت شركاتها لعلمها أنها تخضع للمراقبة. كما أن سفر أصحاب هذه الشركات إلى الکيان الإسرائيلي هو نقطة لافتة.
وقال مسؤولون عسكريون وأمنيون أتراك إنهم حصلوا على معلومات قيمة من مخابئ الإرهابيين ومستشفياتهم في منطقة غارا، والتي ستُتاح تدريجياً لوسائل الإعلام.