الوقت- كشفت العديد من المصادر الاخبارية، عن وصول تسعة من سفراء دول الاتحاد الأوروبي يوم السبت الماضي إلى مدينة عدن اليمنية والتقوا برئيس الوزراء "معين عبد الملك" في حكومة "منصور هادي" المستقيلة ووزير خارجيته "أحمد عوض بن مبارك" في أول زيارة لهذا العدد من السفراء إلى جنوب اليمن. وذكرت تلك المصادر، أن سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن "هانس جروندبرج" ومعه ثمانية سفراء لدول الاتحاد الأوروبي وصلوا صباح يوم السبت الماضي إلى عدن وتوجهوا فوراً إلى قصر "معاشيق" حيث عقدوا لقاءات مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية في حكومة "منصور هادي" المستقيلة والقابعة في فنادق الرياض، وأعلنوا خلال تلك اللقاءات دعمهم ومساندتهم لإحلال السلام والأمن في كل الأراضي اليمنية ومواجهة التحديات وبالذات في مواجهة الإرهاب عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي نهاية ديسمبر الماضي. وحسب المصادر فإن الوفد ضم سفير الاتحاد الأوروبي وسفراء فرنسا وهولندا وبلجيكا والنرويج وألمانيا والسويد وإيرلندا وفنلندا، وأكدت تلك المصادر أن هذا الوفد الأوروبي ناقش استحقاقات السلام والتحديات الاقتصادية والأمنية، واطلع على ما تم تنفيذه في اتفاق الرياض والمفاوضات السابقة مع حكومة صنعاء لإعادة التعافي للاقتصاد اليمني شمالاً وجنوباً.
وخلال هذه الزيارة أكد الوفد الأوروبي أن الدول الأوروبية ماضية نحو احلال المصالحة الوطنية الشاملة بشراكة سياسية مع المجتمع الدولي لإرساء القواعد اللازمة لتحقيق سلام حقيقي دائم وشامل في اليمن باعتبار السلام هو الطريق الوحيد لحل الازمة السياسية في اليمن ومعالجة تداعياتها الإنسانية الكارثية. وتم اطلاع السفراء خلال هذه الزيارة على الوضع المعيشي والخدمات الأساسية التي يحتاج إليها أبناء الشعب اليمني، ومناقشة القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية والجهود الأممية لتسهيل العمل الإنساني في اليمن والوضع الاقتصادي في اليمن بشكل عام. وشدد الوفد الأوروبي على أهمية دعم المجتمع الدولي للمشاريع الخدمية وإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار والتعافي الاقتصادي.
وحول هذا السياق، ذكر العديد من الخبراء والمراقبين أن زيارة الوفد الأوروبي لليمن جاءت عقب إعلان حكومة "جو بايدن" الجديدة عن نية واشنطن وقف دعمها لتحالف العدوان السعودي في حربه على اليمن، وإلغاء تصنيف حركة "أنصار الله" اليمنية منظمة إرهابية، وذلك يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي اتخذته الإدارة السابقة في اللحظة الأخيرة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم. ولقد رحبت الأمم المتحدة بنية واشنطن إلغاء إدراج "أنصار الله" في قائمة الإرهاب وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، "ستيفان دوجاريك"، إن الأمم المتحدة رحبت يوم الجمعة الماضي بخطة واشنطن لإلغاء تصنيف الولايات المتحدة جماعة "أنصار الله" اليمنية على أنها منظمة إرهابية. وأضاف "دوجاريك": "نرحب بالنية المعلنة للإدارة الأمريكية لإلغاء التصنيف لأنه سيوفر إغاثة ضخمة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الأساسية للبقاء". وفي هذا السياق، أشار الوفد الأوروبي إلى أن إلغاء هذا القرار سو يسهم في تخفيف كثير من التداعيات القائمة، وسيؤسس لعمل جديد ومختلف مع شركاء اليمن من الدول والمنظمات المانحة خاصة في الجوانب الإغاثية والإنسانية والتنموية. كما شدد سفراء الاتحاد الأوروبي، على الحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في اليمن، وتحسين الظروف المعيشية لليمنيين في كل أنحاء البلاد.
وقال بيان صادر عن بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، مساء الأحد الماضي، في ختام زيارة السفراء إلى عدن، إن الوفد أكد دعمه لجهود مبعوث الأمم المتحدة، "مارتن غريفيث"، والحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة لليمن بأكمله. وأضاف البيان "كما شدد السفراء على أهمية تحسين الظروف المعيشية بشكل ملموس لليمنيين في مختلف أنحاء البلاد، وتشجيع الحكومة على الدفع بجهودها في محاربة الفساد. وأشار إلى أن الوفد بحث التحديات المختلفة التي تواجهها البلاد، وكيفية مساهمة الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي في الاستجابة لها. وأوضح البيان أن الزيارة "تؤكد على دعم الاتحاد الأوروبي الثابت لشعب اليمن في ظل مجاعة وشيكة". وحسب البيان جدد السفراء التأكيد على الهدف الأوروبي المتمثل في معالجة الاحتياجات الإنسانية وتحسين التنمية الاقتصادية الشاملة على المدى الطويل في البلاد. ودعوا جميع الأطراف إلى منح الوصول الإنساني الكامل دون عوائق.
واختتم الوفد الذي ترأسه سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، "هانس جروندبرج"، زيارة ناجحة دامت يومين إلى عدن عقد خلالها اجتماعات مع عدد من أعضاء حكومة "منصور هادي" المستقيلة وممثلين عن المجتمع المدني اليمني ومنظمات دولية غير حكومية ومكتب وكالات الأمم المتحدة في عدن. وركزت النقاشات على التحديات المختلفة التي تواجه اليمن، وكيف يمكن للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي أن يساهموا في الاستجابة لتلك التحديات، وفقاً للبيان. وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها وفد رسمي بهذا المستوى مدينة عدن منذ بداية العدوان على اليمن. ويضم الوفد سفراء دول كلا من فرنسا وهولندا وبلجيكا والنرويج وألمانيا والسويد وإيرلندا وفنلندا.
وهنا تجدر الاشارة إلى أنه لا شك أن إعلان السياسة الأمريكية الجديدة في اليمن، وتعيين مبعوث خاص لمتابعة قضية انهاء الحرب وتحقيق السلام، كان باعثاً آخر من بواعث تحقيق هذه الزيارة الهامة، مما يعني أن مرحلة جديدة من العمل ستأخذ مداها بصورة تعيد ترتيب قضية اليمن إلى مقدمة القضايا التي لا بد للمجتمع الدولي أن يعطيها الإهتمام والجهد الكافي للحل. إن الزيارة الاوربية تعني فيما تعنيه أن شراكة أوربا في تحقيق السلام في هذه المنطقة مسألة لها بعدها عندما يتعلق الأمر بالمصالح المشتركة للأمم والتي تتنظم في إطار من التعاون والاتفاقات التي لا يمكن تجاهلها. وسيكون من المفيد التركيز على مسارات أساسية في عمل كل أطراف المعادلة السياسية الفاعلة في اليمن.
وفي الختام، أكد العديد من المراقبين أن التوجهات الأمريكية الجديدة وقرار إلغاء تصنيف "أنصار الله" كمنظمة إرهابية يعتبر خطوة جادة من شأنها أن تنهي الحرب المستعرة في اليمن منذ عام 2015 ولفت اولئك المراقبين أن قرار إلغاء تصنيف "أنصار الله" كمنظمة إرهابية سوف يساعد المنظمات الانسانية على مواصلة أعمالها الانسانية في العديد من المحافظات اليمنية وسوف يساعد ذلك عن إنقاذ الكثير من أرواح أبناء الشعب اليمني المحاصر وسوف يخلق بيئة مناسبة لعقد مفاوضات جديدة لإحلال السلام والامن في هذا البلد المنكوب.