الوقت- هزت صورة الشهيد قاسم سليماني، في شوارع مدينة غزة بفلسطين الشارع الإسرائيليّ، وأثارت غضب مسؤولي الكيان الغاصب، حيث أعاد المتحدث باسم جيش العدو، أفيخاي أدرعي، نشر تغريدة تضمنت صورة الشهيد سليماني على صفحته الشخصية في تويتر، مصدوماً من الصورة الضخمة للراحل الإيرانيّ في شوارع قطاع غزة، وتداول مسؤولو العدو الصورة على صفحاتهم، وقد كان واضحاً مدى الرعب الذي تركته في قلوبهم.
وفي هذا السياق، نشر المتحدث باسم رئيس وزراء الكيان الغاشم، أوفير جندلمان، الصورة عبر تويتر، مبديّاً استياءه من الصورة الضخمة للشهيد قاسم سليماني في غزة، وعبر عن غضبه من العلاقة الإيرانيّة الجيدة مع سوريا واليمن والعراق ولبنان وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
صورة واحدة للشهيد سليماني كانت كافية لصب جام غضب الصهاينة ومسؤوليهم، بعد أن رفع الفلسطينيون لوحة ضخمة في شارع الرشيد بقطاع غزة، تحمل صورة قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، الجنرال الراحل قاسم سليماني، والذي استشهد بعدوان أمريكيّ وحشيّ في 3 كانون أول الماضي، بالقرب من المطار الدوليّ للعاصمة العراقية بغداد، حيث يترقب العدو الغاصب بذعر الذكرى الأولى لاغتياله بعد أيام قليلة، تخوفاً من رد فعل إيرانيّ محتمل، وخاصة بعد العمليّة الإجراميّة يوم 27 تشرين الثاني 2020، والتي أدت إلى استشهاد العالم النوويّ الإيرانيّ محسن فخري زادة.
وقد كان الانزعاج الصهيونيّ من صور الشهيد سليمانيّ متوقعاً، وهو القائد الذي لم يعرف الجلوس خلف طاولة مكتب، ودأب على العمل العسكريّ الميداني، متنقلاً من جبهة إلى أخرى طوال 40 عاماً، تارة في صلاح الدين العراقيّة خلال استعادة تكريت من تنظيم داعش الإرهابيّ، وتارة في البوكمال آخر معاقل داعش في سوريا، ومرة برفقة السيد حسن نصر الله والشهيد عماد مغنية في الضاحية الجنوبيّة خلال حرب تموز، وأخرى مع القيادات الفلسطينيّة في لبنان، فيما تحاول تل أبيب جاهدة ألا تنعم تلك الدول بالراحة ولو ليلة واحدة لتستمر في اغتصاب أراضي وثروات الأبرياء، وتتمادى في عدوانها وإجرامها.
أكثر من ذلك، أثبتت التصريحات الصهيونيّة مدى هشاشة ذلك الكيان المعتدى الذي يدرك أنّ المعركة التي ستخفيه من على وجه الأرض تقترب يوماً بعد آخر، رغم كل الدعم الأمريكيّ والأوروبيّ لبقاء سرطانه الذي يفصل بين مشرق الوطن العربيّ ومغربه، ويزرع الخلافات والفتن والحزن والدمار أينما استطاع لتكون عواصم المقاومة في العالم العربيّ ملتهبة بشكل دائم بما يحقق منافع الإدارة الأمريكيّة والدول الغربيّة، ويضمن وجوده لوقت أطول.
وكيف لا تخيفهم صورة الشهيد سليماني الذي حصل على وسام "ذو الفقار" من مرشد الثورة الإيرانية، سماحة السيد علي خامنئي، وكانت المرة الأولى التي قلد بها أحد في هذا الوسام منذ قيام الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، بفضل انجازاته الكبيرة وخاصة خلال الأعوام الـ 10 الماضية، والتي حوّلت الجنرال النادر الظهور والتصريحات، إلى مادة رئيسة على نشرات الأخبار والمقالات والأفلام الوثائقيّة.
فيما زادت قضية استشهاده بالعدوان الأمريكيّ – الصهيونيّ، شعبيته الكبيرة لدى الشعب الإيرانيّ والشعوب المقاومة للجلاد الأمريكيّ وطفله "الاحتلال الغاشم"، وخاصة بعد دوره الرئيس والمهم في القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا، والمحوريّ في إسقاط الخطط الأمريكيّة التي كانت معدة للبلدين.
في النهاية، إنّ وضع صورة الشهيد سليمانيّ في غزة يعبر بوضوح عن الولاء للقائد الإيرانيّ الفذ الذي لم تحد بوصلته عن القدس يوماً، وأعلن بصريح العبارة أن نزع سلاح المقاومة وهم لن يتحقق، وتمنى مراراً أن يتوفاه الله شهيداً مقاوماً، فيما تمثلت رؤيته دائماً بضرورة القضاء على العدو الصهيونيّ المعتدي، وبقي لآخر لحظة في حياته نصيراً قويّاً لفلسطين قولاً وفعلاً.