الوقت-لا تزال قضية تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني تستقطب اهتمام العديد من المحللين ، الاتفاق الذي يظهر خيانة الدول العربية للقضية الفلسطينية.
ومن ناحية أخرى ، فإن أحد ادعاءات الإمارات من أجل توقيع هذه الاتفاقية هو وقف خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة ، في حين أن الكيان الصهيوني أعلن أنه لن يوقف هذه الخطة.
كما التفت المحللون السياسيون الى قضية بيع أمريكا لمقاتلات إف -35 للإمارات وتنفيذ أو عدم تنفيذ هذه الصفقة التي كانت جزءاً من الاتفاقية بين الإمارات والكيان الصهيوني ، حيث أصبحت هذه القضية محلّ خلاف بين الجانبين.
وفي هذا الصدد أجرينا مقابلة مع البروفيسور "نادر انتصار" عميد كلية العلوم السياسية بجامعة ألاباما النوبية ، كالتالي:
أثير مؤخراً موضوع بيع المقاتلة الأمريكية إف -35 للإمارات في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب ، هل تعتقد أن هذا التقييم صحيح؟ وهل ستكون أمريكا على استعداد لتقديم هذه المقاتلات إلى الإمارات؟
انتصار: تناقش أمريكا بيع طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى الإمارات منذ عدة سنوات ، حيث يعود تاريخها إلى فترة ما قبل ترامب ، لكن في الماضي ، عارض العديد من أعضاء الكونغرس بيع طائرة F-35 إلى الإمارات، وعلى الرغم من أن هذه المعارضة لا تزال قائمة ، إلا أن الإمارات تأمل في أن تتمكن بمساعدة إسرائيل ولوبيها من التغلب على عقبة الكونجرس وجعل شراء مقاتلة F-35 جزءاً من اتفاقية التطبيع مع إسرائيل وفي سياق تعزيز سياسة المحور الغربي العربي العبري المعادي لإيران.
يعتقد البعض أن خطة بيع مقاتلة F-35 مقابل تطبيع علاقات أبو ظبي مع تل أبيب تهدف إلى خداع الرأي العام ، حيث أعلنت الإمارات في البداية أنها ستطبع العلاقات مع تل أبيب مقابل عدم ضم الضفة الغربية الى الاراضي المحتلة ، بينما نفى الصهاينة هذا الادعاء ، وبعبارة أخرى ، تُطرح قضية المقاتلات بشكل يصرف الرأي العام عن صفقة الإمارات مع أمريكا بشأن المقاتلات وليس ضم الضفة الغربية ، ما هو تقييمك؟
انتصار: يجب على الإمارات أن تظهر الإنجازات للشعب لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل ، حيث يدرك النظام الحاكم في الإمارات جيدًا أنه لا يريد ولا يمكنه منع ضم الضفة الغربية من قبل إسرائيل ، لذلك يأمل في حرف الرأي العام من خلال الإعلان عن شراء مقاتلة F-35 ، وبالطبع ، إذا لم يوافق الكونجرس الأمريكي على بيع مقاتلة F-35 إلى الإمارات ؛ ستكون ضربة قاسية لسمعة النظام الإماراتي.
لماذا في هذا الوقت ومن بين الدول العربية كانت الإمارات المختارة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني؟
انتصار: تتمتع الإمارات بعلاقات واسعة مع إسرائيل منذ سنوات ، وفي هذه الحالة ، تكون علاقات الإمارات مع إسرائيل في بعض الحالات أعمق من العلاقات التي تربط الأردن ومصر بإسرائيل ، لذلك ، ليس من المستغرب أن تصبح الإمارات خيارًا في عملية تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية في هذا الوقت.
يجادل البعض بأنه مع إثراء دول الخليج الفارسي في السنوات الأخيرة وعلاقاتها الوثيقة بالدول الغربية ، وخاصة مع أمريكا ، فإن القضايا المركزية في العالم العربي ، بما في ذلك "العروبة" والقضية الفلسطينية ، إلخ ، أصبحت بشكل أساسي خارج أجندة العالم العربي ، لأن الدول العربية في الخليج الفارسي ، وبسبب التركيبة السكانية والسياق الثقافي ، فإن هذه القضايا في الأساس ليست من أولوياتهم ، حتى دول مثل مصر أو الأردن تعتمد مالياً على دول الخليج وتتبع سياساتها الخاصة ، إلى أي مدى توافق على هذا التقييم؟
انتصار: أنا أتفق إلى حد كبير مع هذا التقييم ، فلا شك في أن "القومية العربية" وفلسطين اليوم خارج جدول أعمال دول العالم العربي ، حتى منظمة مثل جامعة الدول العربية أصبحت مؤسسة سخيفة وفارغة ، على الرغم من أن "القومية العربية" كظاهرة توحّد العرب سياسياً قد تركت في مزبلة التاريخ في الوقت الحاضر ، إلا أن فلسطين لا تزال قضية مهمة في الرأي العام العربي ، فإذا كان قادة الدول العربية يعتقدون أن بإمكانهم تجاهل الأزمة الفلسطينية إلى الأبد وإخفائها تحت الرماد ، فقد ارتكبوا خطأ كبيرا.