الوقت- لا تكفّ بعض الجهات العربيّة والدوليّة المفضوحة عن محاولة القضاء على القضيّة الفلسطينيّة، وتحويل حقّ هذا الشعب المظلوم إلى خسارة كُبرى تقدّم لهم على طبق من ذهب، كُرمى عيون المحتل الأرعن، حيث رفضت حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس" عرضاً دوليّاً لإقامة ما أطلقوا عليها "دولة في غزة"، بالإضافة إلى رشوة ماليّة بمليارات الدولارات، مقابل التنازل عن مقاومة العدو الصهيونيّ وقضيّة القدس.
تجارة خسارة
في حديث لصحيفة "لوسيل" القطرية، نشرته الإثنين المنصرم، أعلن رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، "إسماعيل هنيّة"، أنّ حماس رفضت قبل شهرين، عرضاً من جهات لم يذكرها، يقضي بتنفيذ مشاريع في قطاع غزة بقيمة 15 مليار دولار، موضحاً أن الجهات التي قدمت العرض، طلبت نزع سلاح المقاومة ودمجها في القوات الشرطيّة وإدارة القطاع بشكل منفصل وإنهاء المقاومة والتخلّي عن القدس، وذلك في إطار خطّة الرئيس الأمريكيّ، "دونالد ترامب"، لتصفية القضيّة الفلسطينيّة.
وبحسب الصحيفة، فقد جاءت أطراف وسيطة إلى حركة حماس قبل شهرين، وهي من الأطراف المعروفة بأنّها مدفوعة من قوى كبرى، عرضت على الحركة مشاريع جديدة في قطاع غزة بمليارات الدولارات، ووفق العرض سيتم إنشاء مطار وميناء ومشاريع اقتصاديّة داخل القطاع مقابل الموافقة على التضحية بكامل القضية الفلسطينيّة وحقوق الشعب الفلسطينيّ المقهور والمهجر.
ما هو المقابل؟
قال رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، "إسماعيل هنيّة"، أنّهم فعلاً يتطلعون لأن يكون لديهم ميناء ومطار ومشاريع تنمويّة وكسر الحصار عن قطاع غزة باعتباره مطلباً فلسطينياً، مبيّناً أنّ الحركة تدرك المقابل من هذا العرض بأن تقوم حماس بحلّ الأجنحة العسكريّة لفصائل المقاومة، ودمجها في أجهزة الشرطة وأن يصبح سلاحها خارج الخدمة، خاصة السلاح الثقيل والصواريخ التي تضرب "تل أبيب" وما بعدها، كذلك القبول بإدارة قائمة بنفسها في غزة تتشكل من المكونات الداخلية للقطاع.
وأضاف هنية أنّ أصحاب العرض يريدون إنهاء وجود المقاومة وتحييد قطاع غزة عن الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة والتفرغ للضفة الغربيّة بعد الانتهاء من جبهة القطاع باعتبارها الجبهة العسكريّة، مؤكداً أنّ حماس رفضت هذا العرض، وقالت لأصحابه: "تموت الحُرّة ولا تأكل بثدييها".
وشدد هنية على أنّ الحركة لا يمكن أن تقبل أن نتخلى عن فلسطين أو المقاومة والقدس وشعب الضفة وحق العودة لأرض فلسطين، مقابل تلك المشاريع، قائلاً: "نحن نعرف أن هذه المشاريع كانت مقدمة من جهات ودول كبرى".
وتابع هنية أن حركته ترغب بكسر الحصار عن قطاع غزة، وتنفيذ مشاريع كبيرة كإنشاء ميناء، ولكن كحق وليس مقابل الثوابت السياسيّة أو نزع سلاح المقاومة، على مبدأ أنّ فلسطين من البحر إلى النهر وحق العودة، وتحرير الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينيّة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وما ينبغي ذكره، أنّ الشعب الفلسطينيّ على وجه التحديد والعربيّ بشكل عام، يُجمع على رفض خطة "صفقة القرن" الخبيثة التي أعلنها الرئيس الأمريكيّ "دونالد ترامب"، في كانون الثاني المنصرم، وتتضمن نهب الحقوق التاريخيّة للشعب الفلسطينيّ، وتتعارض مع القرارات الإنسانيّة والدوليّة المرتبطة بالقضية الفلسطينيّة.
ومن الجدير بالذكر، أنّ قطاع غزة يتعرّض لحصار مشدّد من قبل الاحتلال الصهيونيّ الغاصب، منذ عام 2007، ما أدّى إلى تدهور الأوضاع المعيشيّة للسكان بشكل كامل.
التخلّي عن القدس والضفة والمقاومة
أوضح المستشار الإعلاميّ لرئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، "طاهر النونو"، أنّ قيادة الحركة رفضت وبوضوح وبمنتهى الثقة العرض الدوليّ لمقايضة الحقوق الفلسطينية بالمال، واصفاً هذا الموقف بـ "التاريخيّ بامتياز".
وفي هذا الصدد، قال النونو إنّ رئيس الحركة تحدّث بلسان كلّ الأحرار من أبناء الشعب الفلسطينيّ قائلاً: "نحن لسنا سماسرة وإنما أصحاب وطن وقضية"، وشدّد أنّ البعض ظنّوا أنّ الحصار وهذه السنوات الصعبة ومحاولة تركيع الشعب بإمكانها فرض معادلات جديدة وتقديم الأموال والمشاريع للتنازل عن الحقوق الفلسطينيّة.
خلاصة القول جاءت على لسان النونو بأنّه لا يمكن لحماس أن تقوم بدور الانسلاخ عن غزة والكل الفلسطينيّ وتتخلى عن القدس وعن الضفة وعن الشعب الفلسطينيّ، ولا ترى التحرير إلا مع بنادق المجاهدين وطائرات الأبابيل، وصواريخ السجيل، وفي عيون كل شاب فلسطينيّ مرابط على الثغور، ومن يعملون دائماً على تطوير أدوات المقاومة الفلسطينيّة، وفي عيون القيادة التي باتت ترى التحرير قريباً.