الوقت- شنّت القوات التركية قبل أسبوعين وبالتنسيق مع حكومة بغداد عملية واسعة النطاق تسمى "مخلب النمر" في شمال العراق رداً على زيادة نشاط عناصر جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في تلك المناطق. وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية صعّدت خلال الفترة الماضية من هجماتها الغادرة والمفاجئة في المناطق المتاخمة للمقاطعات الجنوبية الشرقية لتركيا، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من القوات التركية، وهذا الأمر دفع أنقرة إلى اتخاذ قرار البدء بعملية عسكرية واسعة في تلك المناطق الحدودية. ولفتت تلك التقارير إلى أن إرهابيي حزب العمال الكردستاني نفّذوا معظم عملياتهم الأخيرة في إقليم كردستان العراق وبالتحديد في محافظتي دهوك وأربيل ضد القوات العسكرية التركية المتمركزة في مقاطعتي "هكاري وشيرناك"، وفجّروا خط أنابيب الغاز بين إيران وتركيا.
يذكر أنه في المرحلة الأولى من عملية "مخلب النمر"، استهدفت مقاتلات الجو التابعة للجيش التركي والطائرات من دون طيار عدداً من مواقع إرهابيي حزب العمال الكردستاني، وتمكنت وحدات القوات الخاصة التابعة للوحدة البرية التركية من دخول منطقة "مصيف الحفتانين" الواقعة شمال محافظة دهوك العراقية. ووفقاً لبعض المصادر الاخبارية، فإن عملية الجيش التركي في الجزء الشمالي من العراق لم تكن محدودة، وإنما على العكس من ذلك فلقد صعدت أنقرة من هجماتها وزادت من تقدمها في تلك المناطق خلال الأيام الأخيرة.
ووفقا لأحدث المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد وسعت القوات البرية التركية هجومها في المناطق الحدودية في محافظتي "حكاري وشيرناق" ضد عناصر جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في شمال العراق (محافظتي أربيل ودهوك).وبحسب مصادر ميدانية، فلقد تسللت القوات التركية من المحور الجنوبي لمحافظة "شيرناق" ووصلت إلى عمق 40 كيلومتراً شمال وشمال شرق وشمال غرب محافظات "دهوك" وشمال محافظة "أربيل" في العراق، واستولت على عدة مناطق في هذه المناطق واحتلتها.
وحول هذا السياق، أفادت العديد من المصادر الاخبارية، أن قوات الجيش التركي قد استولت على جزء كبير من منطقة "زاخو" ومناطق في شمال وشمال شرق محافظة "دهوك"، إلى جانب أجزاء من محافظة أربيل؛ ولا سيما مناطق "تل حمزه، وشرانش، وحذاوه، وبتيفا، وبامراي، وكاني ماسي، وهرور، والدوسكية، وسيدكان، وسوران"، والعديد من المرتفعات والجبال المطلة على تلك المناطق. وفي الوقت نفسه، تواصل قوات الجيش التركية هجماتها المدفعية على مناطق الحدود الشمالية في محافظتي دهوك وأربيل، بهدف تدمير مواقع عناصر حزب العمال الكردستاني الإرهابية، ولقد تسببت تلك الهجمات المدفعية في أضرار (حرائق في المزارع والحدائق) للسكان الذين يعيشون في هذه المناطق.
ولفتت تلك المصادر الاخبارية، إلى أن العشرات من سكان المحافظات الشمالية، بما في ذلك "نيهلي وحفتانين وبير سيفي وأجزاء من منطقة داركار (شمال شرق مدينة زاخو)، وما إلى ذلك، قاموا بإخلاء قراهم وانتقلوا إلى الضواحي لتجنب الهجمات المدفعية التي يشنها الجيش التركي على مواقع قوات حزب العمال الكردستاني الإرهابية. وأشارت تلك المصادر إلى مقتل عدد من سكان المناطق الحدودية الشمالية لمحافظة دهوك خلال تلك الهجمات، حيث أسفرت الهجمات على قرية "صيدا" الواقعة في مدينة العمادية عن مقتل اثنين من السكان، وأسفرت أيضا الهجمات على بلدة "كاني ماسي" عن مقتل خمسة وجرحى أخرين.
وعلى صعيد متصل، قال وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار" في كلمة له خلال اجتماع مع كبار قادة الجيش التركي، أن العملية العسكرية المذكورة "مستمرة كما هو مخطط لها". وأضاف إنّ العملية أسفرت حتى صباح الاثنين، عن تحييد 41 إرهابياً، إلى جانب ضبط كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة. وأوضح أن نجاحات القوات البرية في عملية "مخلب النمر" ستسطّر في صفحات التاريخ كغيرها من النجاحات التي تحققت سابقا، مشيراً إلى أن الجيش التركي أحرز اليوم تقدماً في مناطق الإرهابيين شمالي العراق، إثر عملية هجومية جوية. ولفت إلى تدمير 81 هدفاً للإرهابيين عبر هجمات جوية، منذ بدء العملية في 17 حزيران الحالي.
وفي سياق متواصل، شدد الوزير التركي أن بلاده تحترم للغاية سيادة العراق ووحدة أراضيه، وأن العمليات العسكرية ضد الإرهابيين تأتي في إطار حق الدفاع المشروع ووفقا للقانون الدولي مع اتخاذ التدابير اللازمة لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين. ولفت الوزير التركي إلى أن القوات التركية المشاركة في عملية "مخلب النمر"، ضبطت كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، عائدة لإرهابيي حزب العمال الكردستاني، في منطقة "حفتانين"، شمالي العراق.
وحول هذا السياق، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، يوم الثلاثاء الماضي: "القوات المشاركة في عملية "مخلب النمر" مستمرة في عمليات التمشيط ضد مخابئ وأوكار الإرهابيين في المنطقة، وقامت بضبط وإتلاف أسلحة وذخائر تابعة للمنظمة الإرهابية". وأضافت، "العملية تتواصل بنجاح ضد "بي كا كا"، وفق ما هو مُخطط لها منذ انطلاقها في 17 حزيران الحالي". وضبطت القوات كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة بينها قناصات وذخائر مضادة للطائرات وألغام متنوعة. وفي 17 يونيو الجاري، أطلقت تركيا عملية "مخلب النمر" في "حفتانين"، ضد عناصر حزب العمال الكردستاني، وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
وتعتبر هذه العملية الثانية شمالي العراق ضد المنظمة الإرهابية، بعد "مخلب النسر" التي انطلقت فجر 15 من الشهر نفسه. يُذكر أن قوات حزب العمال الكردستاني الإرهابية، تتخذ من جبال قنديل شمالي العراق، معقلا لها، وتنشط في العديد من المدن والبلدات، وتحتل عدداً كبيراً من القرى في المنطقة، وتشنّ هجمات على الداخل التركي.
بشكل عام، تظهر التطوّرات الميدانية أنّ أنقرة تحاول استغلال القتال ضد الجماعات الإرهابية، من أجل إعادة الأمن والاستقرار للمناطق الحدودية، واحتلال أجزاء أخرى من المناطق الشمالية من محافظتي دهوك وأربيل، وتسعى أيضاً إلى تكرار السيناريو الذي قامت به في محافظات الحسكة وحلب والرقة السورية، في شمال العراق، ويبدو أنّهم حقّقوا هدفهم بسبب ردّة الفعل الضعيفة من جانب بغداد والمنطقة الكردية على تلك الهجمات التي قامت بها ضدّ عناصر حزب العمال الكردستاني الإرهابيّة.