الوقت-أفادت وسائل إعلامية امريكية أن الولايات المتحدة وحلفاءها من الدول الغربية ومجموعة ليما لدول أميركا الجنوبية، تمكنت من إفراغ مشروع القرار الأفريقي ضد العنصرية من مضمونه، المقدم إلى مجلس حقوق الانسان، التابع للأمم المتحدة.
وأكدت أن تلك الأطراف مارست ضغوطاً كبيرة على الدول الأفريقية، التي تخلت في المرحلة الأولى عن مطلب تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بالانتهاكات العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية.
وأشارت إلى أن الدول الأفريقية تخلت في المرحلة الثانية نتيجة الضغوط عن أي إشارة للولايات المتحدة في القرار الذي صدر بصورة عامة، بلا تحديد مسؤوليات مباشرة للأطراف المتهمة بممارسة العنصرية، ولا سيما في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
وفي أبرز نقاط القرار الصادر عن مجلس حقوق الانسان حول العنصرية، دان المجلس "الممارسات التمييزية والعنيفة المستمرة التي تمارسها وكالات إنفاذ القانون ضد الأفارقة، والسكان المنحدرين من أصل أفريقي، ولا سيما التي أدت إلى وفاة جورج فلويد".
ولفت المجلس إلى أن "القرار يعرب عن استيائه من الحوادث الأخيرة للاستخدام المفرط للقوة، وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان".
وطلب المجلس في قراره، من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وبمساعدة أصحاب الولايات الخاصة ذات الصلة، إعداد تقرير عن العنصرية المنهجية وانتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان ضد الأفارقة والسكان المنحدرين من أصل أفريقي.
كما طلب دراسة ردود الحكومات على الاحتجاجات السلمية، التي تشنها العملية السلمية المناهضة للعنصرية، بما في ذلك الاستخدام المزعوم للقوة المفرطة ضد المتظاهرين والمارة والصحفيين، وتقديم معلومات شفوية مستكملة عن إعداد تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان في دورتيه الـ45 والـ46.
ودعا القرار جميع الدول وجميع أصحاب المصلحة المعنيين، إلى التعاون التام مع المفوضية السامية في إعداد التقرير.
ووافق المجلس الذي يضم في عضويته 47 دولة، بالإجماع على قرار قدمته الدول الأفريقية يفوض مكتب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، بأن يقدم نتائج التقرير في غضون عام.
ونتيجة الضغوط تم التراجع عن صياغة أولية "دعت بشكل صريح إلى تشكيل لجنة تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في العنصرية في الولايات المتحدة وغيرها من الدول".
ويأتي ذلك بعد أن وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على طلب الدول الأفريقية عقد جلسة طارئة، بعد الاضطرابات التي شهدتها الولايات المتحدة وغيرها إثر وفاة جورج فلويد.
ويذكر أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحبت من المجلس قبل عامين بعد أن اتهمته بالانحياز ضد "إسرائيل".