الوقت- أثار خبر إعلان المملكة العربية السعودية تنظيم مؤتمر للدول المانحة لليمن، سخط اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار أنَّ السعودية هي رأس الحربة في العدوان الذي يشن على بلادهم، وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الجمعة المنصرم، أعلنت أن الرياض تعتزم تنظيم مؤتمر للدول المانحة لليمن الثلاثاء المقبل، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة التي حذرت من "خطر كبير" سيواجه اليمن بسبب تفشي فيروس كورونا، ويهدف هذا المؤتمر لجمع نحو 4,2 مليار دولار لتوفير نفقات ما قالو أنَّه أكبر عملية إغاثة في العالم.
توجيهات الملك
ذكرت قناة العربية السعودية صدور أوامر من الملك "سلمان بن عبد العزيز" وولي عهده، لإقامه هذا المؤتمر الذي تَدعي السعودية من خلاله، وقوفها مع اليمن وشعبه، في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي كانت الرياض مسببها الأول.
وبهذا الصدد؛ أوضحت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، "ليز غراندي"، أنَّه في حال لم تحصل الأمم المتحدة على التمويل اللازم، وإذا لم تبذل المزيد من الجهود لكبح جماح الفيروس في اليمن، فإنه قد يجتاح كامل البلاد.
وتجد الإشارة إلى أنَّ اليمن، حتى الخميس المنصرم، سجل 281 إصابة بفيروس كورونا بالإضافة إلى 55 حالة وفاة، ليرتفع بذلك معدل الوفيات جراء الفيروس هناك إلى 20 %، مقارنة بمعدل الوفيات العالمي الذي تقدره الأمم المتحدة بنسبة 7% ، وقد حذرت المنظمة من أنَّ فيروس كورونا أصبح ينتشر في أنحاء اليمن "دون رادع"، وفق ماذكرت.
انتقادات لاذعة
تعرضت الأمم المتحدة منذ اللحظة الأولى لإعلان المملكة العربية السعودية عن مؤتمر المانحين، إلى سيل من الانتقادات، من قبل سياسيين وإعلاميين وناشطين يمنيين، بسبب الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة و منظماتها في اليمن، و الفشل التام في إدارة الملف الإنساني والصحي وتضارب البيانات الصادرة عن المنظمات التابعة لها، مع بروز مؤشرات تدل على حالة الفساد والأجندات السياسية المؤثرة على عملها.
ومن الجدير بالذكر أنَّ الانتقادات الموجهة لمكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن تأتي بالتزامن مع صدور تقارير إعلامية عن فشل المنظمة في التعاطي مع أزمة تفشي فيروس كورونا، والتحذيرات من احتمالية تأثير هذا الفيروس على نحو 16 مليون يمني، أي ما يزيد على نسبة 50% من عدد السكان، بعد كل الادعاءات التي أطلقتها طوال الفترة الماضية عن خلو اليمن من فيروس كورونا المستجد.
ويرى نشطاء يمنيون أن دور الأمم المتحدة في اليمن أصبح يقتصر في الحديث عن حجم الكارثة الإنسانية والصحية وطلب المزيد من الأموال دون أي انعكاس إيجابي على أرض الواقع، حيث أنَّ معاناة اليمنيين تزداد أكثر فأكثر، رغم كل ما يحكى عن مؤتمرات ودعم إنساني.
وبهذا الصدد؛ أعلن منسق الشؤون الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة "مارك لوكوك"، قبل عدة أيام، عن إطلاق حملة لجمع نحو 2.4 مليار دولار الأسبوع المقبل لأكبر عملية إغاثية في العالم، موضحاً أنَّ الوضع في اليمن مثير للقلق، ولا توجد طريقة لوصفه، متسائلاً "هل العالم مستعد ببساطة لمشاهدة اليمن يسقط من حافة الهاوية”، مشيراً إلى أنَّ أرواح عشرات الملايين من اليمنيين أصبحت في خطر، ما لم يحصلوا على الدعم المطلوب، على حد تعبيره.
وأفاد "مارك لوكوك" أنَّ منظمة الأمم المتحدة تلقت وعوداً بتقديم 3.2 مليار دولار العام الماضي لليمن، لكنها حتى الآن لم تحصل سوى على 474 مليون دولار.
أكثر من ذلك؛ أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق أن اليمن يواجه كارثة "ثلاثية الأبعاد" وهي الحرب وكورونا وانهيار الاقتصاد، فيما ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أنَّ عملها في اليمن يقترب من ما سمته "نقطة الانهيار المحتمل" مع انتشار فيروس كورونا المستجد.
إذن؛ يعيش الشعب اليمني أسوأ وضع إنساني مع انتشار فيروس كورونا المستجد وحتى قبل ظهوره، الفرق هو أنَّ المأساة ازدادت شدة وقسوة، وما يطلبه اليمنيون فقط هو أن تكف السعودية ومن معها عن قتل اليمنيين وتدمير بلاهم، فلولا الحرب الملعونة بقيادتها، لرأينا اليمن هو من يجمع المساعدات للشعب السعودي، بعد الأزمة النفطية الخانقة.