الوقت_ لا تكف وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية ومن يدور في فلكها، عن تلفيق الأخبار و اختلاق الأكاذيب وبث الشائعات، لنكها تمادت في كذبها المفضوح لدرجة لا تحتمل، فبعد التقارير الإعلامية المثيرة للشفقة و التي صاغتها تلك المحطات المغرضة، حول توصل كل من إيران وروسيا وتركيا إلى اتفاق بشأن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه، نفى السفير الروسي، لدى طهران، "ليفان جاغاريان"، الأحد الماضي، كل هذه الشائعات، مبيناً أنَّه لا أساس لها من الصحة، و أكد جاغاريان على مواصة الدعم الروسي للحكومة الشرعية في سوريا، وأضاف أنَّ مستقبل البلاد يحدده الشعب السوري فقط، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية.
الحليف الروسي
روسيا ستواصل دعم العملية السياسية في سوريا والحكومة السورية الشرعية للبلاد، كلام جاء على لسان السفير الروسي، لدى طهران، "ليفان جاغاريان"، الذي شدد على أن كل ما يذكر حول "عدم الرضا "الروسي عن الرئيس الأسد، مجرد شائعات، موضحاً أنَّ من أدلى بهذه التصريحات هم أشخاصٌ عاديون لا يملكون أيّ دور سياسي في روسيا، واعتبر أنَّ تلك الآراء الشخصية، لا تعكس ابداً الموقف الرسمي للحكومة الروسية.
وأشار السفير الروسي لدى إيران، إلى تقديره الجهود المشتركة لأطراف عملية أستانا (روسيا وإيران وتركيا) ، وذكر أنَّ تلك الجهود ساهمت في توقفت العمليات العسكرية في سوريا، وتم تمهيد الطريق لبدء المفاوضات، وقال "آمل في استمرار العملية السياسية بعد جائحة كورونا".
ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض وسائل الإعلام المعادية لسوريا بالإضافة لإعلام المعارضة السورية الخارجية والمدعومة من دول معروفة، نشرت أخباراً ملفقة، قبل عدة أيام، تحدثت عن التوصل لاتفاق روسي-إيراني-تركي، بشأن دفع الرئيس الأسد للتنحي، بهدف تسريع ما أسموها عملية "تسوية سياسية" للأزمة السورية التي بدأت عام 2011.
الحليف الإيراني
لم يمضي شهر واحد على زيارة وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" إلى دمشق، حيث استقبله في ذلك الحين، الرئيس السوري، بشار الأسد، رغم التوتر العالمي الذي حدث بعد أزمة كورونا، ليؤكد الجانبان الحرص المتبادل على تعزيز التعاون الثنائي والعلاقات الاستراتيجية المشترکة، لتبدأ وسائل الإعلام نفسها في تغطيتها الإعلامية لهذا الحدث بالتشويه والتضليل والكذب، حيث عملت تلك المحطات على فبركة تقارير متعددة حول دوافع الزيارة، کما زعمت بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض وقف إطلاق النار في إدلب حينها.
وبناءً على ذلك، و وفقاً للمعطيات السياسية، واهم من يعتقد أنَّ العلاقات السورية – الإيرانية المتجذرة، يمكن أن تهزها تقارير مفبركة أو أخبار ملفقة أو جمل منمقة، كلام تؤكده تصريحات المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية، "حسين أمير عبد اللهيان"، الذي قال أنَّ "الأنباء حول الاتفاق بشأن استقالة الرئيس الأسد كذبة كبرى" ، ونفى صحة التقارير الإعلامية حول هذا الاتفاق، مضيفاً أنَّ الرئيس الأسد هو الرئيس الشرعي لسوريا والقائد الكبير في محاربة الإرهاب التكفيري في العالم العربي، مشدداً على أن طهران تدعم بقوة سيادة و وحدة الجمهورية العربية السورية، بحسب تغريدة له على تويتر، السبت المنصرم.
في النهاية، لا يمكن للمنابر الإعلامية السوداء، أن تغير من واقع الأمر شيئاً، فبدل أن تحقق وسائل الإعلام الصفراء، غايتها المستحيلة وطموحها الأعرج، في اختلاق أزمة دبلوماسية بين سوريا وكل من روسيا وإيران، أظهرت تلك الفبركات الإعلامية، بريق العلاقة التي تربط دمشق بطهران وموسكو، وليس ببعيد أبداً أن نسمع في الأيام المقبلة، أخباراً أشد بلاهة، فالحماقة أعيت من يداويها.