الوقت-لقد كانت عمليات "البنيان المرصوص" اليمنية في أوائل شهر فبراير من العام الماضي لتطهير الجزء الشرقي من العاصمة، نقطة البداية للهزائم الكبيرة لقوات التحالف السعودية في وسط اليمن، الأمر الذي حول ميزان القوى 180 درجة لصالح القوات اليمنية. وخلال المرحلة الأولى من هذه العمليات، خسر التحالف السعودي الأراضي التي أحتلها سابقا في مديرية "نهم" شمال شرق محافظة صنعاء، إلى جانب أجزاء من الجزء الغربي من محافظة مأرب والجزء الجنوبي من محافظة الجوف، وتعرضت قوات التحالف لضربات شديدة. وأثناء العمليات، حقق المقاتلون اليمنيون انتصارًا كبيرًا آخر، واستعادوا السيطرة على قاعدة "فرضة" العسكرية في شمال شرق العاصمة صنعاء، وصدموا قوات التحالف السعودية.
إن تحرير القواعد العسكرية، التي هي القلب النابض للتحالف السعودي، هي احدى الاستراتيجيات الرئيسية للقوات اليمنية في عملية تحرير المناطق المحتلة من محافظتي الجوف ومأرب، وتأتي ضمن أولوياتهم العسكرية لأنها تفتح الطريق لمزيد من التقدم. وخلال عملية تطهير الأراضي المحتلة في الجنوب الغربي والشمال الغربي من محافظة الجوف، تمكن المقاتلون اليمنيون من السيطرة على قواعد "اللبنات والخنجر" الإستراتيجيتين.
تعتبر قاعدة "اللبنات" العسكرية في الجزء الشرقي من منطقة "الحزم" أهم قاعدة عسكرية للتحالف السعودي في جنوب غرب محافظة الجوف، وتم تطهيرها في شهر أبريل الماضي بعد قتال عنيف، حيث كانت هذه القاعدة مركزا لعمليات قوات التحالف بعد تحرير منطقة الحزم. وترتبط قاعدة اللبنات العسكرية بمحافظة مأرب من المحور الجنوبي وتبعد حوالي 57 كم من المحور الغربي عن مدينة الحزم وتقع على بعد 53 كم عن مدينة مأرب من المحور الجنوبي وقد ضاعف هذا الموضوع أهميتها.
كما تقع قاعدة الخنجر العسكرية شمال غرب محافظة الجوف (منطقتي خب والشعف) بالقرب من الحدود مع محافظة صعدة وطريق "البقع - الحزم" الاستراتيجي ويعد تطهير هذه القاعدة ذو تأثير كبير على تحرير المدن الأطراف كمدينة "اليتمة".
تحتل قوات التحالف السعودية حاليا قاعدة "الكنايس" العسكرية على المحور الجنوبي لمحافظة الجوف، واستعادة هذه القاعدة من أولويات القوات اليمنية لإكمال الانتصارات الميدانية في المحافظة، حيث يبعد المقاتلون اليمنيون حوالي 27 كيلومترًا من قاعدة الكنايس، التي تربط المحور الجنوبي بمدينة مأرب والمحور الجنوبي الشرقي بمصفاة "الصافر" النفطي، التي تربط بين منطقتي الجوف ومأرب، وحولت قوات التحالف السعودية غرفة عملياتها إلى قاعدة الكنايس بعد خسارتها قاعدة "اللبنات".
وفي المحور الغربي لمحافظة مأرب (شرق منطقة صرواح)، تمكنت القوات اليمنية من استعادة قاعدة "كوفل" العسكري في شهر أبريل / نيسان الماضي؛ وتقع هذه القاعدة على بعد حوالي 18 كم من المحور الشرقي وهي متصلة بمدينة مأرب من المحور الغربي.
وفي الأيام الأخيرة، تم تحرير قاعدة طارق بن زياد (الجفرة) العسكرية في محافظة مأرب شمال غرب البلاد من أيدي قوات التحالف السعودية وسيطرت عليها القوات اليمنية، وتقع هذه القاعدة شرق مدينة الجوف قرب طريق "صنعاء - مأرب" الهام والإستراتيجي.
ويحاول المقاتلون اليمنيون في المحور الشمالي الغربي لمحافظة مأرب تطهير قاعدة "ماس" العسكرية وتحريرها من قوات التحالف السعودية، وحين يتم تحرير هذه القاعدة، ستتحرر المواقع المحتلة في مدن "مدغل الجدعان ومجزر" بشكل تلقائي.
في الوقت الراهن، تحتل قوات التحالف السعودية قواعد "صحن الجن وتداوين" العسكرية في مدينة مأرب الشمالية؛ وتقع هاتان القاعدتان العسكريتان على بعد 4 و 2 كيلومتر من المحور الشمالي مع مدينة مأرب على التوالي. وفي حال استطاعت القوات اليمنية تحرير هاتين القاعدتين العسكريتين من سيطرة قوات التحالف السعودية، سيتم تمهيد الطريق لدخول مركز مدينة مأرب من القسم الشمالي.
وتعد قاعدة "صحن الجن" مخزنًا للمعدات العسكرية ولاستقرار قوات التحالف السعودي لذلك تتضاعف أهمية هذه القاعدة على قاعدة "تداوين" العسكرية. وبحسب مصادر ميدانية، فإن القوات الأجنبية المحتلة منتشرة أيضًا في قاعدة صحن الجن العسكرية؛ ففي الأشهر الأخيرة، استهدفت وحدة الصواريخ التابعة لقوات أنصار الله اليمنية، هذه القاعدة الاستراتيجية عدة مرات؛ ويجب على المقاتلين اليمنيين تحرير قاعدة الكنايس العسكرية كخطوة أولى لتحرير قواعد صحن الجن وتداوين العسكرية.
كما تحتل قوات التحالف السعودي قاعدة "الرويك" العسكرية في شمال شرق محافظة مأرب، بالقرب من حدود مدينة الجوف، وترتبط هذه القاعدة بطريق "مأرب - حضرموت" ومنشآت "الصافر والرجاء" النفطية من المحور الجنوبي. وإذا تمكن المقاتلون اليمنيون من استعادة السيطرة على القواعد المحتلة في محافظتي الجوف ومأرب والسيطرة عليها، فسيتم تحرير الأراضي المحتلة واحدة تلو الأخرى في هاتين المحافظتين، وسيتم تطهير جزء كبير من وسط اليمن وسيتغير مصير المعارك بشكل كبير.