الوقت- أعلن وزير الصحة الافغاني "فيروز الدين فيروز"، تسجيل 56 حالة إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، ليرتفع بذلك إجمالي الحالات الإيجابية المؤكدة إلى 840 شخصا في جميع أنحاء البلاد خلال الـ 24 ساعة الماضية ولفت وزير الصحة الأفغاني إلى أنه تم تسجيل 37 حالة إيجابية جديدة في العاصمة "كابول" و11 حالة في مدينة "هيرات" و6 حالة في مدينة "بلخ" وحالة في مدينة "ننجرهار" وأخرى في إقليم "لغمان". ووفقاً لمسؤولين في وزارة الصحة العامة، تسبب فيروس "كورونا" حتى الآن في وفاة ما لا يقل عن 30 شخصاً في جميع أنحاء البلاد، بينما تعافى 54 آخرون على الأقل. وفي سياق متصل، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، أن الرئيس الأفغاني "محمد أشرف غني" طلب من أبناء الشعب الأفغاني البقاء في البيوت وذلك من أجل أن تتمكن وزارة الصحة الأفغانية من السيطرة على الأوضاع عقب تفشي فيروس "كورونا" في العديد من المدن والمحافظات الأفغانية.
فيروس "كورونا" يصل إلى القصر الرئاسي الأفغانية
كشفت العديد من التقارير الاخبارية بأن فيروس "كورونا" استطاع اقتحام قصر الرئاسة في أفغانستان وإصابة 20 شخصا على الأقل من العاملين فيه، بحسب ما أظهرت نتائج اختباراتهم. وحول هذا السياق، قالت مصادر حكومية أفغانية إن إصابة عدد من العاملين في القصر، دفعت الرئيس الأفغاني "محمد أشرف غني"، الذي يبلغ من العمر 70 عاما، إلى جعل معظم تعاملاته مع فريق الاتصالات الرقمية، الذين يجهزون اجتماعاته ولقاءاته الافتراضية عبر شبكة الإنترنت. وطبقا لمسؤول صحي كبير فإن هناك اعتقادا بأن وثيقة رسمية وصلت إلى القصر الرئاسي في كابول من دائرة حكومية أخرى، هي السبب في إصابة العاملين، الذين شعروا بأن صحتهم ليست على ما يرام، وتم إجراء اختبارات لهم في وقت مبكر من الشهر الجاري.
تحذيرات من إصابة الملايين بفيروس "كورونا" في أفغانستان
تواجه أفغانستان، التي لا تزال تعاني من الهجمات الإرهابية التي يقوم بها مقاتلين حركة "طالبان"، حاليا نقصاً حاداً في المواد الغذائية والدوائية وهنا ذكر العديد من الخبراء أن هذا البلد الفقير الذي يعيش في خضم أزمة أمنية وسياسية، أصبح في وقتنا الحالي في مواجه شديدة مع فيروس "كورونا". ويقول مسؤولو الصحة في أفغانستان إن عدد الحالات المصابة بهذا الفيروس الخطير أعلى بكثير من تلك التي كشفت عنها التقارير الرسمية وذلك يرجع إلى عدم وجود مرافق صحية كافية. كما حذرت وزارة الصحة العامة الأفغانية من أنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية بجدية أكبر وتحسينها في جميع أنحاء البلد الذي مزقته الحرب، فإن أفغانستان ستواجه كارثة وسيُصاب الملايين من سكانها في الايام القادمة.
انتقادات لسؤ إدارة حكومة "أشرف غني" لأزمة تفشي "كورونا"
في الآونة الأخيرة، تبرعت الحكومة الأفغانية بـ 4.4 كيلوغرام من القمح لكل أسرة محتاجة في العاصمة "كابول" وبعد ذلك بدأت ردود الفعل المنتقدة لمساعدات القليلة التي قدمتها الحكومة الأفغانية للمحتاجين الذين تم تسريحهم من عملهم بسبب الحجر الصحي التي فرضته الحكومة على العاصمة "كابول" والذي لا يزال مستمر حتى يومنا هذا وخلال الايام الماضية تم نشر العديد من مقاطع الفيديو لسكان العاصمة "كابول" على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يدل على استياء الناس وانتقادهم لكمية القمح القليلة التي وزعتها الحكومة على الأسر الفقيرة ويُظهر أحد مقاطع الفيديو رجلًا في منتصف العمر يقف بجانب كيس قمح في منتصف زقاق في العاصمة "كابول" وهو يقوم بتوزيع ذلك القمح على سكان الحي ويقول ساخرا: "لا أعرف ما إذا كانوا قد أعطونا هذا القدر من القمح لنا أم لدجاجنا ؟ هذه هي حصتنا من ملايين الدولارات التي قدمتها الدول الغربية كمساعدات ؟ في أي مصنع يجب أن نطحن هذا القمح؟"
الجدل حول اجراء فحوصات طبية خاصة للمسؤولين الحكوميين الأفغان
انتشرت تقارير يوم أمس تفيد بأن الرئاسة الأفغانية أمرت وزارة الصحة العامة بإجراء اختبارات طبية لعائلة رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني "هادي مسلميار" للتأكد من عدم اصابته بفيروس "كورونا"، ولكن الجهاز الحكومة أنكر هذه الامر وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي أثيرت فيه شكاوى حول نقص الرعاية الصحية للأشخاص الذين يعانون من فيروس "كورونا" وفشلهم في إجراء الاختبارات الطبية الضرورية في الوقت المناسب بسبب نقص معدات التشخيص في كافة المستشفيات الأفغانية.
وحول هذا السياق، قال "لطيف محمود"، نائب المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، إن "المزاعم التي تفيد بأن الحكومة أمرت بإجراء اختبار كورونا من عائلة السيد مسلميار، لا أساس لها من الصحة وإنما هي شائعات ونحن نرفض هذا الادعاءات وهذا الامر غير صحيح على الإطلاق".
ومن جهته، قال وزير الصحة الافغاني: "الحاكم هو الحاكم، والوالي هو الوالي، ويمكنه أن يفرض رأيه على الجميع. إنه قائد القادة. يقول لي أنه من الضروري أن أجري فحوصات على عينات من عائلتي، والدكتور شابين، طبيبنا، ينتظر ليذهب ويحصل على الفحوصات." وهذه التصريحات أثرت الكثير من الجدل في وسائل التواصل الاجتماعية التي أكدت بأن النخبة الحاكمة تتمتع بالكثير من المميزات التي لا يملكها عامة الناس.
"كورونا" لا يوقف الصراع على السلطة في "كابول"
ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن فيروس "كورونا" المستجد غيّر العالم كله، وقلب أولويات القوى العالمية والمحلية، إذ بات كل الاهتمام منصبّ على أخذ الحيطة والحذر وإيجاد لقاح للتصدي للفيروس، غير أن "كورونا" لم يغيّر كثيراً في أفغانستان؛ لا في ميدان المعركة المسلحة ولا في المعترك السياسي، ولا حتى في الشارع. ولفتت تلك التقارير إلى أنه في وقت ترتفع فيه أعداد المصابين بالفيروس متخطية الثلاثين حالة، بالإضافة إلى إصدار الرئيس الأفغاني "محمد أشرف غني" أوامره لجميع الدوائر بالتأهب لمواجهة حالات شديدة جراء "كورونا"، إلا أنه لم ينخفض في المقابل مستوى العنف في البلاد، وسط تصعيد متواصل بين طرفي الصراع الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان". ويتواصل سقوط القتلى يومياً، وتقام الجنائز من قبل الطرفين. فعلى مدى الأيام الأخيرة، شهدت الساحة الأفغانية أعمال عنف تعتبر الأسوأ منذ أن تم التوقيع على اتفاق السلام بين واشنطن وحركة "طالبان" في العاصمة القطرية الدوحة في الـ29 من فبراير الماضي.
وعلى صعيد متصل، حذرت وزارة الصحة الافغانية من أنه إذا استمر وضع تفشي فيروس "كورونا" في أفغانستان كما هو عليه الآن، فإن البلاد سوف تدخل في حالة من الاضطرابات التي قد تؤدي إلى حدوث كارثة إنسانية في هذا البلد الفقير، وقد تحطم حلم إنهاء أعمال العنف والقتل إلى الأبد.
مخاوف من حدوث مجاعة في أفغانستان
كشفت العديد من التقارير الاخبارية، بأنه عقب تفشي فيروس "كورونا" في العديد من المدن والمحافظات الأفغانية، حذرت منظمة الأمم المتحدة، من وجود 3 ملايين أفغاني بحاجة عاجلة لمواد غذائية، ويمكن أن يواجهوا المجاعة في حال عدم حصولهم على مساعدة، فيما تبذل السلطات جهودًا للتصدي لأسوأ جفاف في تاريخها. وأعلن منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في أفغانستان، "توبي لانزر"، أن المنظمة الدولية تبذل جهودا كبيرة للوصول إلى 2.5 مليون شخص من بين الثلاثة ملايين، هم بأمس الحاجة للمواد الغذائية. وقال "لانزر": "هؤلاء الأشخاص يعيشون على أقل من وجبة يوميا هى على الأرجح خبز وشاي"..."ثلاثة ملايين شخص يعتبرون أكثر المتضررين، وهم مصنفون على مؤشر انعدام الأمن الغذائي المستخدم على نطاق واسع، في المرحلة الرابعة وهو مستوى الطوارئ الذى يسبق مستوى المجاعة". وأضاف: "هذا الرقم هو من بين الأعلى في العالم ويتطلب إجراءات عاجلة". وتابع المسؤول الأممي: "لم نصل إليهم هناك خطر من انتقال هؤلاء الأشخاص إلى المستوى الخامس".
تأثير فيروس "كورونا" على التطورات السياسية الأفغانية
على الرغم من تفشي فيروس "كورونا" في العديد من المدن والمحافظات الأفغانية، إلا أنه يبدو أن هذه القضية لم يكن لها تأثير كبير على التطورات السياسية الداخلية الحالية في البلاد وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن محادثات السلام بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية مستمرة في التقدم خطوة بخطوة، لكن نتائج هذه المحادثات لا تزال غير واضحة ولا يزال من غير المعروف في هذا الوقت ما ستفعله حركة "طالبان" خلال الفترة القادمة، ولا يزال من غير المعلوم هل سوف تقوم هذه الحركة الأفغانية في الايام القادمة بعمليات إرهابية أم لا وذلك لأن العديد من المصادر الميدانية، ذكرت أن هذه الحركة لم يكن لها موقف واضح حول تفشي فيروس "كورونا" في البلاد.