الوقت- بعد أن أمضت السعودية أكثر من شهر وهي تشنّ حرباً على منتجي النفط الأمريكيين بينما القوات الأمريكية تقوم بحمايتها حطّت الحرب رحالها عند اتفاق اعتبر تاريخياً طرفاه الأساسيان روسيا والسعودية.
فبعد أشهرٍ من التوترات بين روسيا والسعودية وأسابيع من "حرب الأسعار" من جراء وباء كورونا المستجد، الذي أحدث شللاً في الاقتصاد العالمي وأدّى إلى فرض إجراءات الحجر الصحي وقيود التنقل على مليارات البشر حول العالم توصّلت منظّمة الدوّل المصدّرة للنفط أوبك وشركاؤها، مساء الأحد إلى "أكبر خفض للإنتاج في التاريخ".
حيث أعلنت أوبك+، المكونة من مجموعة الدول المنتجة للنفط بالإضافة إلى روسيا، عن خطتها للاتفاق في التاسع من نيسان، ولكن المكسيك أبدت تردداً في خفض الإنتاج.
وعقب مفاوضات مطوّلة امتدت إلى فجر الجمعة، اتفقت أوبك وشركاؤها على خفض الإنتاج العالمي في أيار/وحزيران/ بعشرة ملايين برميل يومياً، وفق ما أعلنت المنظمة.
لكن المكسيك التي اعتبرت أن نصيبها من خفض الإنتاج مفرط (400 ألف برميل يوميا)، لم تبد موافقتها، ما دفع الولايات المتحدة إلى التكفل بجزء من حصّتها.
ويعد هذا الخفض الأكبرَ على الإطلاق ويمثل 10% من إجمالي الإنتاج العالمي من النفط. ويأتي الاتفاق بعد اجتماع عبر دائرة تلفزيونية شاركت فيه دول تحالف "أوبك بلس".
وقالت المنظمة إن أعضاء جمهوريين بارزين من مجلس الشيوخ تحدثوا إلى وزير النفط السعودي عبر الفيديو، في محاولة لدفع المحادثات قدماً، مؤكدة أن بعض أعضاء المجلس من الجمهوريين أثاروا احتمال قطع المساعدات عن السعودية إذا لم تخفّض المملكة إنتاجها وتنهي حرب الأسعار التي بدأتها الشهر الماضي.
يذكر أن أميركا وهي أكبر منتج عالمي، ليست عضواً في "أوبك بلاس"، لكنها تسعى لخفض العرض لتحقيق استقرار في الأسعار وتوفير متنفّس لقطاع إنتاج النفط الصخري الذي يواجه صعوبات كبيرة.
حيث بادر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للإشادة بالاتّفاق، وكتب على تويتر أنّ "الاتّفاق الكبير مع أوبك بلاس تمّ إنجازه. هذا سيُنقذ مئات آلاف الوظائف في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة"، وأضاف "أودّ أن أشكر وأهنّئ الرئيس الروسيّ (فلاديمير) بوتين والملك السعودي سلمان. لقد تحدثت إليهما للتوّ من المكتب البيضوي. إنّه اتّفاق عظيم بالنسبة إلى الجميع".
وشدّد بوتين وترامب، الأحد، على "الأهمّية الكبرى" لاتّفاق أوبك وشركائها بشأن الخفض التاريخي لإنتاج النفط، وقال الكرملين في بيان إنّ الزعيمين شدّدا مرّةً جديدة، خلال اتّصال هاتفي، على "الأهمّية الكبرى للاتّفاق بصيغة أوبك بلاس بشأن خفض إنتاج النفط".
من جهته أكد الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسى كيريل ديمتريف، أن الاتفاق الأخير لأوبك بلاس جاء نتيجة جهود القادة في السعودية وروسيا.
وشدد قائلاً: "لولا هذا الاتفاق لأصبحت أسعار النفط عند مستوى العشرة دولارات للبرميل".
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قبيل بدء الاجتماع إن الولايات المتحدة مستعدة لخفض إنتاجها النفطي ما بين مليونين وثلاثة ملايين برميل يومياً، معتبرا أن قرار السعودية الأخير بشأن زيادة الإنتاج غير عقلاني.