الوقت - موقع "ورد امترز" الذي ينشر لحظة بلحظة الإحصاءات العالمية حول عدد المصابين بفيروس كورونا ، أعلن في آخر إحصاءاته أن أكبر عدد من المصابين وضحايا كورونا حتى الآن هو في أمريكا.
وفي هذا الصدد، تأتي أمريكا التي سجل فيها 520 الف مصاباً بفيروس كورونا، في مقدمة الدول في العالم من حيث أعداد المصابين بفيروس كورونا.
يلي أمريكا، على التوالي، إسبانيا 161 ألفاً، وإيطاليا 152 ألفاً، وفرنسا 124 ألفاً، وألمانيا 123 ألفاً، حيث تتصدر دول العالم من حيث أعداد المصابين بفيروس كورونا.
واليوم، سجّلت أمريكا أيضاً أكبر عدد من ضحايا كورونا ، وتم تأكيد وفاة 20000 في البلاد اثر كورونا.
يذكر أن 1388 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم اثر كورونا في أمريكا يوم السبت.
وبعد أمريكا ، سجّل أكبر عدد من ضحايا كورونا في العالم في إيطاليا 19468 حالة وفاة وإسبانيا 16353 حالة وفاة.
في الوقت الراهن وبحسب آخر الإحصائيات، أصيب مليون و 754 ألف شخص في العالم بالمرض الناجم عن الفيروس التاجي، وتوفي 106 آلاف شخص ايضاً بسبب المرض الذي سببه هذا الفيروس.
إيران تواجه العقوبات وكورونا في آن واحد
أدّى انتشار فيروس كورونا في إيران وزيادة عدد الضحايا إلى زيادة الضغط على إدارة ترامب لتخفيف العقوبات المفروضة على طهران، لكن إدارة ترامب رفضت حتى الآن تخفيف القيود المفروضة على إيران.
لقي أكثر من 4000 شخص حتفهم في إيران حتى الآن بسبب فيروس كورونا، ويقول مسؤولون إيرانيون وبعض منظمات الإغاثة إن سياسة " الضغط الأقصى" للإدارة الأمريكية على إيران تفاقم حالة المرض في إيران.
أمريكا زعمت أنها مستعدة لمساعدة إيران، لكنها في الوقت ذاته ألقت باللوم على الحكومة الإيرانية في انتشار فيروس كورونا.
على الرغم من أن برايان هوك، المسؤول الخاص في وزارة الخارجية الأمريكية بشأن إيران، يدعي أن هناك استثناءات كبيرة تم أخذها بعين الاعتبار لإمكانية شراء إيران للأدوية والمعدات الطبية، لكن من الصعب إيجاد الشركات التي تريد أن تأخذ هذه الاستثناءات على محمل الجد وتبيع المنتجات الطبية الى إيران. ووفقا للباحثة في قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش "تارا سبهري"، فإن العقوبات جعلت الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لإيران حتى في توفير المساعدات الإنسانية.
وتضيف سبهري: "إن الإعفاءات المزعومة فشلت في تحييد إحجام الشركات الأمريكية والأوروبية، وكذلك البنوك، عن قبول مخاطر العقوبات الأمريكية والإجراءات القانونية، وإقناعهم بتصدير أو تمويل السلع الإنسانية إلى إيران. لقد رأينا بعض الرسائل في البنوك والشركات يرفضون القيام بالتجارة الإنسانية مع إيران."
وقال جارت بلانك، وهو باحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومنسق سابق في وزارة الخارجية الأمريكية في شؤون نزع السلاح النووي في إدارة باراك أوباما، إن الحكومات الأمريكية السابقة عادة ما كانت ترسل مسؤولين إلى أوروبا وآسيا لتمهيد الطريق أمام المساعدات الإنسانية من خلال إزالة الغموض عن القرارات المتعلقة بالاستثناءات.
وأضاف، لكن إدارة ترامب تخيف الأطراف الأجنبية للقيام بالمساعدات الإنسانية. الرسالة التي يرسلونها هي أنه "لا توجد طريقة يمكنك القيام بذلك قانونيا."
على الرغم من تفشي كورونا في إيران ، تواصل الإدارة الأمريكية فرض المزيد من العقوبات على إيران ، واستهدفت هذا الشهر مجموعة من الشركات النشطة في قطاع البتروكيماويات والعديد من العلماء النوويين في البلاد.
وذكرت صحيفة الغارديان أن الحكومة البريطانية دعت سراً إدارة ترامب إلى خفض العقوبات ضد إيران بسبب تفشي كورونا. وفي هذا الشأن قال جوليان بارنز ديسي مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالاتحاد الأوروبي "هناك إحباط وربما غضب متزايد من أن الأمريكيين لن يذللوا عقبات العقوبات من اجل ايصال المساعدات لإيران ولن يسمحوا بأن تساعد هذه القضية على خلق الثقة المطلوبة بين البلدين.
كما تعمل منظمات حقوق الإنسان التي لا ترغب في الدخول في سجال علني مع أمريكا على ايصال المواد إلى إيران ، على الرغم من العقوبات.
وقال مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية ، "نريد منع تسييس هذه الأحداث". وقال إن هدف المنظمة هو توفير "وصول إيران إلى الأسواق التي تحتاجها" لكي " تتمكن من تحرير مواردها وتوفير الضمانات (المالية) اللازمة للشركات والأخرين".
كورونا وتغيير النظام العالمي
ما يتفق عليه العديد من العلماء هو أن "الحقيقة هي أن العالم لن يكون كما كان بعد فيروس كورونا" (كيسنجر ، وول ستريت جورنال ، 3 أبريل 2020) ، لأن الغرب لن يكون قادراً على التحكم وتوجيه النبضات البشرية المنبثقة عن هذه الجائحة. من الواضح أن نسبة كبيرة من سلطة الغرب ستختفي، وسوف تتجه إلى الشرق ، ولكن لم يتضح بعد بالضبط قامة أي مجموعة ومستقبل وحضارة أي بلد سترتدي عباءة سيادة المستقبل.
عندما نتحدث عن التغييرات التي تسببها كورونا ، فإن القضية الرئيسة هي دراسة وتحليل أبعاد "أزمة" بهدف ان يتم القيام بـ "السيطرة على العواقب قصيرة المدى" و "المعرفة والقيام بدور فعّال في نظام جديد طويل الأمد" بدقة وشكل صحيح. كورونا باعتبارها أزمة – وبالتأكيد خلافاً للتيار السائد في العالم في نموذج الحكم النيوليبرالي ، الحامل للواء السلوك الجماعي واللامحدود والعابر للحدود في "القرية العالمية"- كشفت مرة أخرى الحاجة الى لعب دور جدي من قبل الحكام الوطنيين والمحليين في حماية اتباعهم ( الذين همّشوا وصاروا في غياهب النسيان خلال العقود الأخيرة).
لذلك يستنتج عدد من المحللين والمفكرين من التقارب بين "القصور النسبي للحكام الليبراليين في حل هذه الأزمة" وبين "التنافس الوثيق بين العديد من القوى العالمية الكبرى" تخلف المعسكر الغربي والمدافعين عن الديمقراطية الليبرالية عن الدول القومية - مثل الصين والهند وربما إيران – ونتيجة هذا التحول يتوقعون ضعف القوة في "التفكير" الليبرالي والحرية غير المحدودة واللامبالاة المتطرفة والأصولية.