الوقت- أكد المحلل السياسي الأمريكي "جيمس كيري"، أن الجمهورية الاسلامية الإيرانية حطمت التفوق التقني والصاروخي الأمريكي من خلال توجيهها ضربة صاروخية لقاعدة عين الأسد في العراق.
وأشار المحلل السياسي الأمريكي "جيمس كيري" إلى الضربة الصاروخية الذي وجهها حرس الثورة الإسلامية في 8 يناير / كانون الثاني لقاعدة عسكرية أمريكية في العراق رداً على اغتيال أمريكا اللواء قاسم سليماني ورفاقه، قائلاً، ان منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي مزحة وخدعة كاملة. لدينا دراسات بدأت منذ حرب الخليج الفارسي الأولى وتوضح هذه الدراسات أن معظم أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية باتريوت فشلت في اعتراض صواريخ سكود العراقية ، ومع ذلك ، تواصل أمريكا بيع هذه الأنظمة إلى حلفائها. مع ضمان أن هذه الأنظمة قادرة على إيقاف معظم التهديدات القادمة.
وفي ما يلي نص الحوار مع المحلل السياسي الأمريكي "جيمس كيري:
الوقت: في 8 يناير / كانون الثاني ، وجهت القوات المسلحة الإيرانية ضربة صاروخية إلى قاعدة أمريكية في غرب العراق رداً على اغتيال الجنرال قاسم سليماني، ما هي وجهة نظركم حول هذه الضربة؟
أعتقد أن الضربة كانت عاراً على أمريكا، لكن ليس من المقبول القول إن إدارة ترامب لم تكن على علم بالضربة الإيرانية الانتقامية. أعتقد أن أمريكا كانت محظوظة لأنها كانت عملية عسكرية محدودة بسبب أن ذلك كان ما كانوا يتوقعونه. لم تكن هناك أي طريقة بألّا تسعى إيران للرد على اغتيال الجنرال سليماني ، خاصة عندما عرض مستشارو ترامب العسكريون عليه خيار الهجوم على موكب الجنرال في مطار بغداد. في حين أن أمريكا ربما اعتقدت أن ذلك العمل قد وفّر لها الأمن ، ولكن لا أعتقد أن ترامب كان قد اخذ بعين الاعتبار دور القائد سليماني وأبو مهدي المهندس وباقي قوات الحشد الشعبي العراقي في هزيمة داعش.
حتى الأكراد الذين يعتبرون من الاساس حلفاء أمريكا، عارضوا الوجود العسكري الأمريكي في العراق واعتبروا استمرار الوجود الأمريكي في هذا البلد أمراً مخزياً. نشهد الآن رد فعل أمريكي يحاول خلق ذريعة لاستمرار التواجد في العراق وإرسال المزيد من القوات إلى المنطقة. لدي شكوك حول إمكانية حدوث اتفاق خطير دون حرب أكبر في المنطقة ، أعتقد أن أمريكا تحاول تجنّب وقوع هكذا حرب، ولهذا السبب حاولت التستر على الأضرار التي لحقت بالقاعدة العسكرية عقب الهجوم الصاروخي الإيراني.
الوقت: أطلقت إيران 16 صاروخاً باليستياً ، ولم تتمكن القوات الأمريكية من اعتراضها، وربما كانت تراقب فقط وتنتظر تأثير الهجمات، هذا الأمر مذكور في مواقع وتقارير أمريكية، الأمر الذي أظهر ضعف الدفاع الصاروخي الأمريكي. كيف يمكن لهذا الأمر تغيير المعادلات المستقبلية؟
النظام الدفاعي الصاروخي الأمريكي مزحة وخدعة كاملة. لدينا دراسات بدأت منذ حرب الخليج الفارسي الأولى وتوضح هذه الدراسات أن معظم أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية باتريوت فشلت في اعتراض صواريخ سكود العراقية ، ومع ذلك ، تواصل أمريكا بيع هذه الأنظمة إلى حلفائها. مع ضمان أن هذه الأنظمة قادرة على إيقاف معظم التهديدات القادمة، السعودية استخدمت سابقاً أنظمة باتريوت لكنها لم تنجح في اعتراض الصواريخ اليمنية. لدى إسرائيل أنظمة صاروخية مماثلة فشلت دائمًا في اعتراض صواريخ حماس. أعتقد أن فكرة أن باتريوت أو حتى القبة الحديدية يمكنها حماية أي شيء هي محاولة للتستر على نقاط الضعف، رأيتم حتى حلفاء أمريكا مثل تركيا يتطلعون إلى استخدام أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية S-400 الجديدة.
كما قيل أعتقد أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تمكّنت من أن تحطم فكرة التفوق التقني والدفاع الصاروخي الأمريكي. استخدام أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكي اعتمد بشكل كبير حتى الآن على الحلفاء ولم تستخدمها أمريكا لفترة محددة. التقنية الأمريكية ، سواء الرادار أم الدفاع الصاروخي أم الأسلحة الآلية المثبتة على السفن ، تفتقر إلى قدرة الضرورية للحرب على إيران. في حين أن "صدام" ربما أطلق عدة صواريخ سكود فقط على القوات الأمريكية ، فإن الدفاعات الإقليمية والبحرية الأمريكية لم تكن مستعدة لمواجهة هذا العدد الكبير من الصواريخ المتقدمة ، ويمكن لإيران أن تطلق العديد منها في وقت واحد. تم بناء أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكي لحرب برية لمواجهة أي حرب محتملة في أوروبا. لا تزال هذه الأنظمة تستند الى المعتقدات القديمة ، مثل احتواء مقاتلات السوفييت والقتال من أجل التفوق الجوي في عالم تعتقد أمريكا أنها القوة الحقيقية الوحيدة فيه.
رأينا ان الدفاع الصاروخي الأمريكي بالكاد قادر على مواجهة 12 صاروخاً إيرانياً أو حتى صواريخ أقل مستوى في دول أخرى حيث يتم فيها نشر التقنية الأمريكية ، تخيل ان مئات الأنظمة المماثلة التي تم نشرها في مناطق مختلفة من أمريكا ودول حلفائها ، بما في ذلك السعودية وإسرائيل. لم تتمكن أمريكا من الدفاع عن قاعدتها العسكرية في العراق ، على الرغم من أنهم ربما كانوا يعرفون أنها ستكون هدفًا محتملاً لعشرات الصواريخ ، ومن المؤكد أنهم لن يكونوا قادرين على إيقاف مئات الصواريخ. إذا بدأت حرب واسعة النطاق مع إيران ، فسوف يدرك الشعب بسرعة مدى سهولة هزيمة الدفاع الصاروخي الأمريكي ، طالما أن لديك ما يكفي من الموارد للتغلب عليها وتحقيق الفوز، يمكنك من خلال القليل من الصواريخ الهجومية فعل ذلك.
الوقت: أكد المسؤولون الأمريكيون في وقت لاحق أن أكثر من 50 جندياً أمريكياً أصيبوا في هذه الضربات، على عكس مزاعم واشنطن الأولية بعدم إصابة أي شخص. ان حجم الأضرار كبير للغاية والآن بات واضحاً، لماذا حاول ترامب التقليل من أهمية هذه الهجمات ويقول إن كل شيء على ما يرام؟ هل تعتقد أن أمريكا باتت عاجزة عن الرد؟
أعتقد أنه من السهل أن تكون فكرة وقوع حرب أكبر في الشرق الأوسط غير مرغوب فيها بقوة، لدرجة أن ترامب نفسه حاول إنهاء التدخل الأمريكي في المنطقة. أعتقد جازماً أن ترامب يريد تحقيق فوز دعائي كبير لأنه يواجه انتخابات قد تكون ضد مرشح يساري حقيقي. الشخص الذي يستطيع تحدي وعوده الجوفاء بمناهضة الحرب ومعاداة العولمة. شخص لا يبحث عن حرب كبيرة مثل حرب محتملة مع إيران ، يمكن لهذه الإجراءات أن تستميل فقط الناخبين الذين يدعمون ترامب والجمهوريين. تعارض غالبية الطبقة المتوسطة الأمريكية الحرب مع إيران ، هؤلاء قد لا يتظاهرون في الشارع ولكنهم يرفضون التسجيل للإيفاد الى الشرق الأوسط ، لذلك أعتقد أن فكرة ان يقال لما "كل شيء على ما يرام" تهدف إلى منع أي حرب أطول. نظر إلى أن ترامب قد أدرك ما قام به وإلى أي مدى غذى هذا العمل المشاعر المعادية لأمريكا في العراق.
الوقت: قال قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى علي الخامنئي "يوم الضربة الصاروخية التي وجهها حرس الثورة الى القاعدة العسكرية الأمريكية كان يوماً من أيام الله. رد حرس الثورة كان رداً طاحناً وقوياً على قوى أمريكا الخاوية". ما هي وجهة نظركم؟ هل تعتقد أن هذه نقطة تحول تاريخية خاصة وأن هذا الهجوم هو أول هجوم عسكري مباشر على أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية؟
أعتقد السبب في أننا لا نريد الحرب هو أننا أثبتنا في السابق أننا لسنا قوة عظمى. ان احتلال العراق عام 2003 ضد الحكومة البعثية وفيما بعد الحرب على داعش أظهر للأمريكيين جيداً عجز قادة الاستخبارات والقادة العسكريين والزعماء المدنيين. تعد الضربة الإيرانية مؤشرا مهما آخر على السبب في عدم وجود احتجاج واسع النطاق على حرب عام 2003، نحن لا يمكننا بسهولة السيطرة عليها. ان تغيير الأنظمة السياسية في بلدان مثل ليبيا والمحاولات في سوريا وحتى أمريكا اللاتينية في السنوات التسع الماضية في عهد أوباما وترامب قد فشلت. ما أعتقد أنه قضية تاريخية حول الضربة الإيرانية هو أنها قد أظهرت مدى تغير هذا البلد منذ عام 2003.
لا تزال حكومتنا متعطشة للدماء ، ولكن كلما وضعتم الأمريكيين اكثر امام قضية ان هذا البلد يريد ان يصبح امبراطورية، كلما مرضوا أكثر. الحرب مع إيران ستجل هذا الأمر أكثر وضوحًا ويمكن أن يقضي على الإجماع العام بين الحزبين السياسيين ، الإجماع على وجوب أن نبقى القوة العظمى الوحيدة في العالم ، وهو ما أعتقد أن الحكومة تعرفه لذلك امتنعت أكثر عن الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني. ان معظم الشعب هنا يعرف أن جميع جهودنا الإمبريالية فشلت تقريباً منذ الحرب العالمية الثانية ، وأعتقد أن الرد المناهض للحرب ازاء اعمال ترامب التخريبية تجاه إيران أوضح هذه القضية بشكل كامل.