الوقت-إجراءات عديدة بدأت "المجالس المحلية"، التي شكّلها الجانب التركي، باتخاذها في المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين، لتحويل احتلالها تلك المناطق إلى أمر واقع، من خلال اتخاذ إجراءات لتفعيل الجانب التعليمي والخدماتي فيها.
وعلى الرغم من عجز المجالس حتى الآن عن تقديم الخدمات العامة، من نظافة وصيانة لشبكات المياه والكهرباء والاتصالات، في تلك المناطق، بعد أن تدمّر معظمها نتيجة القصف المدفعي والجوي التركي خلال المعارك التي دارت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فإنَّها تبدي اهتماماً لتفعيل الجانب التعليمي، من خلال إعادة افتتاح المدارس في المناطق المحتلة.
وتؤكّد مصادر محليّة أنّ "المجلس المحلي في مدينة رأس العين، وعبر مديرية التربية والتعليم في المجلس، قام بإعادة افتتاح عدد من مدارس مدينة رأس العين وأريافها، وصولاً إلى تل أبيض، بعد أن قامت بتحضير مناهج دراسية للطلاب من الصف الأول وحتى السادس".
ولفتت المصادر إلى أنّ "الافتتاح كان لعدد محدود من المدارس، مع تخصيص معلّمين من موظفين كلَّفهم المجلس المحلي بمهام إدارية وتعليمية لحين تعيين معلّمين وإداريين لتغطية احتياجات كامل المدارس في المنطقة".
كما لفتت إلى أنَّ "المدارس التي تمَّ افتتاحها لم تشهد إقبالاً من الأهالي لإرسال أبنائهم، نظراً إلى عدم قناعتهم بجدوى التعلّم بمناهج غير معترف بها". وأضافت "التربويون الموجودون في تلك المناطق أكَّدوا أنها مناهج ضعيفة وغير معترف بها، ولا يستفيد الطالب من تلقّي التعليم من خلالها".
وكشفت المصادر أنَّ "المناهج هي نفسها الموجودة في جرابلس والباب وأعزاز وعفرين، التي تم احتلالها منذ قرابة ثلاث سنوات من الجانب التركي".
وبحسب بعض الصّور، فإنَّ النسخ كافةً حملت عبارة: "تتقدَّم المديرية العامّة للتعليم مدى الحياة الداعمة لمشروع طباعة وتوزيع الكتب المدرسية للطلاب السوريين بأسمى عبارات الشكر والتقدير لوقف المعارف التركي على الجهود المبذولة في عملية مراجعة وتدقيق وتسهيل طباعة هذا الكتاب".
وكان المجلس المحلّي لمدينة رأس العين قد أجرى في الثالث عشر من شهر كانون الثاني/ نوفمبر الجاري، اختباراً لتعيين قرابة 800 معلمٍ وإداريٍ في المدارس في مدينة رأس العين وأريافها.
وأُجريت الاختبارات في ثلاثة مراكز في مدينة رأس العين، هي مدرستا "العزيزية والعفاف في رأس العين ومدرسة الإمام للراغبين في التقدم في مدينة جيلان بينار التركية المحاذية لرأس العين". وبحسب إعلان "المجلس المحلي لمدينة رأس العين"، فقد جرى "تخصيص راتب 120 ألف ليرة سورية (حوالى 120$)، يتم دفعها كراتب شهري لكل المعلمين".
وتشهد محافظة الحسكة السورية التي يتقاسم السيطرة عليها الجيش السوري و"قسد" و"الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، اعتماد ثلاثة مناهج هي المنهاج الحكومي السوري، ومنهاج "الإدارة الذاتية" الكردية، و"منهاج المجلس المحلي" المدعوم من تركيا.