الوقت- شنّت قوات الجيش التركي والجماعات الإرهابية الموالية لها قبل ثلاثة أيام هجوماً عسكرياً للسيطرة على مناطق شمال سوريا التي تتمركز فيها الميليشيات الكردية المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية.
يذكر أن العمليات العسكرية التركية بدأت يوم الأربعاء الماضي بعدما أخذ الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الضوء الأخضر من البيت الأبيض ولقد تم إطلاق اسم "نبع السلام" على هذه العملية العسكرية التركية.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن وحدات المدفعية والصواريخ والمقاتلات التركية استهدفت في البداية مواقع الميليشيات الكردية والبنية التحتية لتلك المناطق السكنية في هجمات عنيفة لتفتح الطريق أمام تقدّم المشاة والجنود الأتراك والجماعات الإرهابية الموالية لها.
وفي هذا الصدد، أعلنت الميليشيات الكردية قبل عدة أيام بأن الأمريكيين تركوهم يواجهون مصيرهم ولفتت تلك المليشيات إلى أن واشنطن طعنتهم من الخلف، ولم تبذل أي جهد أو محاولة لمنع الجيش التركي والإرهابيين من احتلال أراضيهم.
وفيما يلي سوف نسلط الضوء أكثر على آخر التطورات الميدانية في شمال سوريا:
ذكرت العديد من المصادر الميدانية، بأن العمليات البرية لقوات الجيش التركي وعناصر الجماعات الإرهابية الموالية لها لا تزال مستمرة في الضواحي الشمالية الغربية والشمالية الشرقية من منطقة "تل ابيض" الواقعة شمال محافظة الرقة ومنطقة "رأس العين" الواقعة شمال غرب محافظة الحسكة.
كما لفتت تلك المصادر إلى أن القوات التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها وبدعم من وحدات المدفعية والمقاتلة، نجحت بعد معارك عنيفة بطرد القوات الكردية من تسع قرى والسيطرة عليها، وتلك القرى هي "مشرفة الشيخ، والجنداوي العيساوي، وبئر العاشق، وأبو قُبر، والديك الشرقي، والدادات، واليابسة وتل فندر" وتقع هذه القرى التي تمكّن الجيش التركي والعناصر الإرهابية الموالية له من احتلالها خلال الساعات الماضية على المحورين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي لمدينة "تل أبيض".
وفي السياق ذاته، كشفت تلك المصادر الميدانية، بأن المسلحين الأكراد تمكنوا من استهداف وتدمير دبابة وسيارة عسكرية تركية خلال الاشتباكات في قرية "اليابسة" مع تلك القوات التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها.
وذكرت تلك المصادر، بأن القوات العسكرية التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها شنّت عملية أخرى على مشارف مدينة "تل العروس" بعدما احتلوا قرية "اليابسة" الواقعة في الضواحي الغربية لمنطقة "تل أبيض".
وبعد معارك عنيفة تمكّنت القوات التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها من السيطرة على بلدات "أبو قبر وبئر العاشق" وبهذا الامر تمكنت تلك القوات من قطع الطريق أمام المسلحين الأكراد للانتقال من مدينة "تل أبيض" والوصول إلى مدينة "السلوك".
وفي الضواحي الشرقية لرأس العين الواقعة في الشمال الغربي من محافظة الحسكة السورية، ذكرت تلك المصادر الميدانية بأن القوات التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها تمكنوا من احتلال بعض المناطق الحدودية، بما في ذلك أجزاء من منطقة "علوك" الغربية وشمال منطقة "أبو حجر".
كما تمكّنت القوات التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها من احتلال منطقة "كشتو التحتاني" الواقعة في المحور الغربي لمدينة رأس العين وطرد القوات الكردية منها.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر ميدانية أن تقدّم القوات التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها من الضواحي الغربية لمنطقة رأس العين نحو بلدة "تل الأرقم"، أدّى إلى قطع الطريق أمام القوات الكردية للانتقال من منطقة "رأس العين" والوصول إلى منطقة "تل أبيض".
كما أكدت تلك المصادر الميدانية بأن قوات الاحتلال التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها قامت بعملية أخرى على المحور الشرقي لمدينة "رأس العين" وذلك من أجل احتلال المدينة الصناعية، لكن الميليشيات الكردية تمكّنت حتى الآن من التصدي لتلك الهجمات.
ولقد تسبّب التقدم السريع للقوات التركية والجماعات الإرهابية الموالية لها، في قيام عدد من قادة الميليشيات الكردية بالتخفي بين الناس العاديين الساكنين في مناطق النزاع.
وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد تسبّبت تلك الهجمات التركية على مناطق شمال سوريا في إيقاظ الخلايا النائمة التابعة لجماعة داعش الإرهابية والتي قامت بدورها بالتعاون مع الجيش التركي للسيطرة على تلك المناطق.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فلقد نفّذت عناصر سرية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي عملية عسكرية على أطراف قرية "التويمية" الواقعة في جنوب مدينة "رأس العين"، لكن القوات الكردية تمكّنت من صد تلك الهجمات.
كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، أن قوات الجيش التركي والعناصر الإرهابية الموالية لها، هاجمت مطار مدينة "القامشيلي" الدولي الواقع في شمال مدينة "الحسكة"، وهو ما نفاه مصدر ميداني في مقابلة صحفية، حيث قال بأن مدينة القامشلي لا تزال تحت سيطرة قوات الجيش السوري.
تظهر التطورات الميدانية، أن الأولوية القصوى للجيش التركي والجماعات الإرهابية الموالية له هي احتلال ضواحي مدينتي "تل أبيض" و"رأس العين"، وهنا يمكن القول بأنه إذا تمكّنت قوات الاحتلال التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها من احتلال هذه المناطق، فإنه سيتم قطع جميع الطرق بين هاتين المدينتين وستتم محاصرتهما بشكل كامل.
يذكر أن مدينة "رأس العين" تقع في الشمال الغربي من محافظة الحسكة ومدينة "تل أبيض" تقع في شمال مدينة الرقة وهاتين المدينتين تعتبران قاعدتين أساسيتين للقوات المسلحة الكردية، وإذا تم احتلالهما، فإن القوات التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها سوف يتمكّنون من احتلال باقي المدن الواقعة في شمال سوريا.