الوقت- تمكنت قوات الجيش السوري في أغسطس 2018 من تحقيق العديد من الانتصارات على الجماعات الارهابية التي كانت تنتشر في المناطق الوسطى والشمالية من سوريا وتمكنت تلك القوات أيضا وبمساعدة عناصر من جبهة المقاومة من تنفيذ عملية تطهير واسعة لمحافظة "درعا" الجنوبية وطرد ما تبقى من العناصر التابعة للجماعات الإرهابية منها. وفي هذا السياق، ذكرت بعض المصادر الميدانية، إن عناصر الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة، قامت خلال الفترة الماضية بتغيير مواقفها وأماكن تواجدها وخاصة عناصر الجيش الحر الارهابي، الذي عرف جيدًا أنه بعد خمس سنوات من الصراع، لم يعد بإمكانه التقدم، ولم يعد بإمكانه الحفاظ على الأراضي التي كانت قابعة تحت سيطرته في محافظة "درعا".
ولفتت تلك المصادر الميداني إلى أن تلك الجماعات الإرهابية توصلت خلال الفترة الماضية إلى توافق نسبي في الآراء بشأن المصالحة مع حكومة دمشق ولقد جاء هذا التوافق النسبي عندما وجدت تلك الجماعات الارهابية أنه لا يوجد عامل يمكن أن يحول دون تقدم قوات الجيش السوري في محافظة "درعا" الجنوبية، ولهذا فإن تلك الجماعات استجابت بشكل إيجابي لحسن نية الروس ومسؤولي المصالحة الوطنية. وفي هذه المرحلة الزمنية، قرر الآلاف من عناصر الجماعات الإرهابية، بما في ذلك جبهة النصرة، التي لم تكن لديها القدرة على مواجهة القوات السورية في ساحة المعركة، مغادرة محافظة "درعا" والانتقال إلى المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها في شمال محافظة "إدلب" ولقد جاءت هذه الخطوة على أساس اتفاق تم التوصل إليه مسبقاً.
لكن غالبية الجماعات الارهابية الاخرى، وخاصة الجيش الحر إلى جانب بعض الجماعات الأخرى والمتمردين المسلحين الذين جاؤوا من جنوب سوريا، اتفقت مع الممثلين الروس على تسليم أسلحتهم والاستسلام. وبعد مشاورات مكثفة وجهود جماعية كثيرة، تم منح أولئك الارهابيين الذين وافقوا على قضية المصالحة الوطنية الفرصة للبقاء في المنطقة وحتى الانضمام إلى بعض هيئات الجيش السوري. ووفقا لبعض المصادر الاخبارية، كان الاتفاق الذي تم التوصل إليه في محافظة "درعا" الواقعة في جنوب سوريا بمثابة هزيمة كاملة ومريرة لمحور الشر العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في المنطقة، وذلك لأن فقد أحد أذرعه الارهابية على الأراضي السورية.
ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن محور الشر هذا، بذل خلال الفترة الماضية وخاصتا عقب شعوره بالهزيمة الكثير من الجهود للتعويض عن تلك الخسائر وقام بتقديم الكثير من الدعم المالي والعسكري للخلايا النائمة التابعة للجماعات الارهابية وذلك من أجل أن تقوم هذه الجماعات بعمليات ارهابية في محافظة "درعا" الجنوبية، الامر الذي قد يؤدي إلى زعزعة الامن والاستقرار في هذه المحافظة السورية.
ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد قامت وكالة الاستخبارات الأردنية خلال الفترة الماضية بتنشيط الخلايا النائمة التابعة للجماعات الإرهابية المختبئة في محافظة "درعا" من خلال تقديم الكثير من الدعم المالي والعسكري لها، وذلك لتقوم هذه العناصر الارهابية باستهداف قوات الأمن والجيش السوري وأعضاء سابقين في الجيش الحر ومقاتلين انضموا إلى الحكومة السورية.
ووفقًا لبعض المصادر الميدانية، فلقد هاجمت الخلايا النائمة التابعة للجماعات الإرهابية في الأيام الأخيرة نقاط التفتيش في بلدتي "الكرك وناحتة"، وأسرت ثلاثة جنود من قوات الجيش السورية وفي وقتنا الحاضر تقوم تلك الجماعات الارهابية بالتفاوض مع حكومة دمشق الشرعية من أجل إطلاق سراحهم. كما أفادت تلك المصادر الميدانية أن عددًا من جنود قوات الجيش السورية أصيبوا بجروح بالغة عندما مرو من طريق كان بها الكثير من الفخاخ الناسفة التي زرعتها تلك العناصر الارهابية في مدينة "الصنمين" الواقعة في شمال محافظة "درعا".
ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن عدداً أخر من جنود القوات السورية أصيبوا أيضاً جراء الهجمات الغادرة التي شنتها تلك العناصر الارهابية على مواقعهم خلال الايام الماضية. وأكدت تلك المصادر على أنه منذ نهاية صيف عام 2018 وحتى الان، عندما تم التوصل إلى اتفاق مصالحة وطنية، استشهد أكثر من120 من أبطال الجيش السوري والمدنيين وجرح العشرات منهم في هجمات شنتها خلايا إرهابية في مناطق متفرقة من محافظة "درعا" الجنوبية. وفي سياق متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية بأن بلدات "طفس وبصرى الشام ودرعا البلد والصنمين و بصرى الحرير" إلى جانب منطقة "وادي اليرموك" وبعض المناطق الواقعة في جنوب وجنوب شرق وشمال وشرق وجنوب غرب محافظة "درعا"، لا تزال توجد فيها العديد من الخلايا النائمة التابعة للجماعات الارهابية.
ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، يسعى التحالف "العربي - الغربي – الصهيوني" بقيادة قوات المخابرات التابعة للنظام الأردني إلى زيادة التوترات وخلق حالة من عدم الاستقرار في جنوب سوريا، وخاصة في محافظة "درعا"، وذلك من أجل التشويش على تركيز قوات الجيش السورية في المناطق الشمالية، بما في ذلك في محافظتا "حلب" و"إدلب". وفي الختام يمكن القول أنه على رغم الدعم المالي والتسليحي واللوجستي السعودي للمسلحين في سوريا فان نتائج المعارك تشير الى فشل السياسة السعودية وهزيمة المسلحين في المعارك، وهذا ما يغضب القادة السعوديين الذين كانوا يتمنون سقوط نظام الاسد خلال الشهر وها هو "بشار الاسد" يخرج إلى شوارع دمشق ويلتقي المواطنين ويريد المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.