الوقت- إن العملية الإرهابية التي نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية يوم أمس الثلاثاء في قطاع غزة والتي أدّت إلى استشهاد "بهاء أبو العطاء" القائد البارز في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وقعت في الوقت الذي طالبت فيه السلطات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية بالحاجة إلى اغتيال عدد كبير من الشخصيات العسكرية والسياسية الفلسطينية المهمة، وفي سياق متصل، كشف عدد من وسائل الإعلام الصهيونية، أن طائرة إسرائيلية قصفت منزلاً في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، حيث قتل رجل وزوجته، ليتبيّن لاحقاً أنه "أبو العطاء"، في حين قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها إن فلسطينيين اثنين قتلا وأصيب آخران بجراح مختلفة جراء القصف الإسرائيلي شرقي غزة.
وبدوره، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" على صفحته الرسمية في فيسبوك: إنه في عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام تم في الساعة الأخيرة استهداف مبنى وجد بداخله أبرز قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة "بهاء أبو العطاء"، وعقب هذه العملية الإرهابية قالت سرايا القدس في بيان لها يوم أمس الثلاثاء، "إن أبو العطا البالغ من العمر 42 عاماً قتل في عملية اغتيال"، معلنة النفير العام في صفوف مقاتليها ووحداتها العسكرية المختلفة، كما توعّدت بالرد وقالت "لن يكون للرد على هذه الجريمة حدود، الاحتلال سيكون هو المسؤول عن هذا العدوان".
"نتنياهو" يحاول تعويض ما فاته
فيما يتعلق بأهداف هذه العمليات الإرهابية، هناك نقطة مهمة يجب أن نذكرها وهي التوقيت الزمني لهذه العملية الإرهابية، حيث تزامنت هذه العملية مع ذكرى العملية الفاشلة والكارثية للقوات الخاصة التابعة للجيش الصهيوني التي قامت بها العام الماضي لدخول قطاع غزة، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية قامت في العام الماضي، بالتسلل إلى قطاع غزة من أجل تنفيذ عملية اغتيال لأحد قادة المقاومة ولكن تلك العملية لم تنجح، حيث قتل قائد تلك المجموعة الإسرائيلية وعدد من قواته في تلك العملية، فيما فرّ من بقي على قيد الحياة بواسطة طائرات مروحية كانت تنتظرهم.
ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن هذه العملية الفاشلة التي حدثت العام الماضي تسبّبت في نشوب الكثير من الاضطرابات السياسية داخل الأراضي المحتلة التي انتقدت بشدة حكومة "نتنياهو"، الأمر الذي أدّى إلى استقالة وزير الحرب الإسرائيلي " أفيغادور ليبرمان" من الحكومة.
ولهذا فإنه يبدو، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قام يوم أمس الثلاثاء بتنفيذ هجوم إرهابي على أحد قادة الجهاد الإسلامي وذلك من أجل التستر على فشله في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة ومن أجل منع الأحزاب المتطرفة من الانضمام إلى حزب "أزرق أبيض".
وحول هذا السياق، كشف بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، أن قوات عسكرية إسرائيلية قتلت أحد كبار قادة حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة في وقت مبكر من صباح يوم أمس الثلاثاء، ولفت بيان الجيش الإسرائيلي إلى أن "بهاء أبو العطا" كان مسؤولاً عن إطلاق الصواريخ من غزة في الفترة الأخيرة، فضلاً عن التخطيط لهجمات عديدة أخرى ضد "إسرائيل".
وادّعى البيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي: "كان أبو العطاء يشجّع الاستعدادات لشنّ هجمات إرهابية فورية بطرق مختلفة تجاه المدنيين الإسرائيليين وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية"، كما زعم هذا البيان بأن "أبو العطا قام بتدريب فرق على التسلل وهجمات القناصة وإطلاق الطائرات من دون طيار وإطلاق الصواريخ على مسافات مختلفة".
وحول هذا السياق، ذكر العديد من الخبراء السياسيين بأن هذه العملية الإرهابية التي نفّذتها "إسرائيل" يمكن ربطها بعملية الانتخابات التي عقدت قبل عدة أسابيع في الأراضي المحتلة والتي اكتنفها الكثير من الأزمات والصراعات.
يذكر أن "نتنياهو" عيّن مؤخراً "نفتالي بينيت" وزيراً للحرب من حزب اليمين المتطرف في خطوة غير متوقعة وفي أعقاب هذه الخطوة، اشتدت الانتقادات على "نتنياهو" بسبب تعيينه رجلاً مدنياً عمل لعدة سنوات كوزير لوزارة التربية والتعليم، في منصب وزير الحرب.
كما كشف الكثيرون من منتقديه بأنه بهذه الخطوة قام بالتضحية بالمصالح الأمنية الإسرائيلية من أجل تعزيز سلطته وتوسيع نفوذه داخل البيت الإسرائيلي، ولهذا فلقد قام كل من "نتنياهو" و"بينيت" بتنفيذ هذه العملية بعد أيام فقط من تعيين هذا الأخير في منصب وزير للحرب وذلك من أجل إسكات جميع أصوات منتقديهما وإثبات أنهما لا يزالان يتّبعان سياسة القبضة الحديدية تجاه قادة الجهاد الإسلامي الذين شكّلوا تهديداً حقيقاً على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة لعدة سنوات.
ومع ذلك، فإن فشل الجيش الصهيوني في عملية العام الماضي وضعف نظام القبة الحديدية في تعقّب الصواريخ القادمة من قطاع غزة، يثبت حقيقة أن "نتنياهو" قام بهذه العملية الإرهابية من أجل إعادة ماء وجهه والتستر على الفضائح التي قام بها خلال السنوات الماضية وجلب الوّد الإسرائيلي من أجل انتخابه لولاية جديدة، ومع ذلك، فإن الرد الأولي للجهاد الإسلامي تمثّل في استهداف "تل أبيب" وعمق الأراضي المحتلة بالعديد من الصواريخ، وهنا يمكن القول بأن هذه الهجمات واسعة النطاق التي سوف تستمر خلال الساعات القادة وقد تستمر خلال الأيام المقبلة قد تؤثر سلباً على مكانة "نتنياهو" الانتخابية داخل البيت الإسرائيلي.
ووفقاً لعدد من المصادر الإخبارية، فلقد تم تعطيل الدراسة في مستوطنات غلاف غزة من عسقلان جنوباً، مع تعطيل حركة القطارات من منطقة اسدود إلى بئر السبع، كما تم تعطيل الدراسة في جامعة بن غوريون في بئر السبع.
كما لفتت تلك المصادر الإخبارية إلى سقوط نحو خمسين صاروخاً في مناطق متفرقة في "إسرائيل" من مستوطنات غلاف غزة ولغاية تل أبيب وريشون وحولون، في وسط "إسرائيل"، ما اضطر قيادة الجبهة الداخلية لتوسيع نطاق تحذيراتها للإسرائيليين، وتعطيل الدراسة في شتى المراحل من أقصى الجنوب ولغاية جامعتي بئر السبع وتل أبيب.