الوقت- كشف تقرير صادر عن مؤسسة "ساتا" أنه من بين جماعات المرتزقة الـ28 الموالية للجيش التركي والتي قامت خلال الأيام القليلة الماضية باحتلال العديد من مناطق شمال سوريا، كان 21 جماعة منها تتلقى الدعم المالي واللوجستي من قبل أمريكا خلال السنوات الماضية، حيث كانت ثلاث جماعات تتلقى الدعم مباشرة من "البنتاغون" و18 جماعة كانت تتلقى الدعم من قبل وكالة المخابرات المركزية.
حول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن مقاطع الفيديو التي أظهرت مسلحين موالين للجيش التركي وهم يقتلون سجناء أكراد مقيدين على طريقة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قد أثارت سخط العديد من السياسيين الغربيين الذين تساءلوا "لماذا سمح ترامب للقوات التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها بالهجوم على شمال سوريا؟" و"لماذا لم يتدخل الجيش الأمريكي في هذه المعركة؟" وما شابه ذلك، ولكن الحقيقة المُرّة التي لا يعرفها الكثير من الناس هي أن العديد من هذه الميليشيات والعناصر الإرهابية نمت وترعرعت تحت مظلة وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون.
وفي سياق متصل، وصف مسؤول في واشنطن تلك المليشيات المتشددة بأنهم "مجنونون وغير موثوق بهم" وآخر وصفهم بـ "قطّاع الطرق الذين يجب أن يختفوا من الأرض".
كما أن "هيلاري كلينتون" وصفت تلك الصور بأنها "كابوس مزعج"، ووصفت الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بأنه الجاني الوحيد في هذه الجريمة البشعة، والغريب في الأمر أنها لا تدرك أبداً أنها كانت هي العامل الأكثر أهمية في دعم تلك المليشيات المتشددة خلال فترة ولايتها في وزارة الخارجية الأمريكية.
وفي هذا الصدد، كشفت العديد من التقارير الإخبارية، بأن "هيلاري كلينتون" في عام 2012 وبعد عقد مؤتمر "أصدقاء سوريا"، قالت: "من المؤكد أن الرجال المسلحين الذين يعملون بجد أكثر فاعلية من أولئك الذين يكتفون بالحديث فقط، لذلك ينبغي علينا أن نرى كيف يمكننا دعم أولئك الرجال على الأرض وتزويدهم بالمعدات العسكرية أكثر".
"سالم إدريس" أحد قادة الجيش الحر الذي استضافه السناتور "جون ماكين" أثناء رحلته إلى سوريا في عام 2014 وهو الآن وزير في الحكومة السورية المزعومة والمؤقتة!
يذكر أن المليشيات التي تقاتل جنباً إلى جنب مع قوات الجيش التركي، كانوا غالباً أعضاء في الجيش السوري الحر، الذين تلقوا الدعم العسكري والمالي من البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية وكانوا يطلقون على أنفسهم اسم "المتمردين المعتدلين" للإطاحة بحكومة "الأسد"، وهنا تجدر الإشارة إلى أن كل هذه المعلومات كشف عنها معهد "ساتا" التركي قبل عدة أيام. ووفقاً لتقرير نشره معهد "ساتا" التركي، فإنه من بين جماعات المرتزقة الـ28 الموالية للجيش التركي والتي قامت خلال الأيام القليلة الماضية باحتلال العديد من مناطق شمال سوريا، كان 21 جماعة منها تتلقى الدعم المالي واللوجستي من قبل أمريكا خلال السنوات الماضية.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من التقارير بأن وسائل الإعلام الأمريكية الذراع الآخر لدعم المتمردين المسلحين ضد الرئيس السوري "بشار الأسد"، قدمت الكثير من الدعم تلك المليشيات الإرهابية، وبالإضافة إلى قيامها بنشر الكثير من الأخبار والصور المفبركة لتشويه صورة الرئيس "الأسد"، كانت أيضاً تبث صوراً مفبركة للمناطق التي يسيطر عليها حلفاء "داعش" وكانت تُظهر أعضاء الجيش السوري الحر كأبطال للحرية.
يذكر أن المراسل الغربي "داني جولد" والذي كان مقرّباً كثيراً عند قوات الجيش السوري الحر، تحدّث خلال الفترة الماضية عن الحاجة إلى تدّخل أمريكا في المعركة السورية، ومن المثير للاهتمام، أنه عندما هاجم جيش المرتزقة الأتراك شمال سوريا، أعلن في تغريدة له عبر وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلاً: "أحد أصدقائي السابقين كان أحد اعضاء الجيش الحر والآن يقاتل تحت المظلة التركية".
في الحقيقة، لقد نجحت تركيا اليوم في إعادة بناء الميليشيات التي تشكلت قبل عدة سنوات لمحاربة الحكومة السورية وحول هذا السياق، كشف العديد من الخبراء العسكريين بأنه في وقتنا الحالي، تمت عملية إعادة تنظيم المقاتلين المتمردين بنجاح وهم الآن مستعدون للقيام بعمليات جديدة.
يذكر أن الجانب التركي استعان بتلك المليشيات الإرهابية للمرة الأولى في مارس 2018، لمهاجمة مدينة "عفرين" الواقعة في شمال سوريا، ومنذ ذلك الحين، ازداد حجم هذه القوات التي تقودها تركيا، وفي وقتنا الحالي أصبح بمقدور "أنقرة" احتلال المناطق السورية من دون الحاجة إلى إراقة دماء الجنود الأتراك وذلك لأنها تستخدم مقاتليها السوريين المتشددين لمقاتلة قوات الحكومة السورية والقوات الكردية السورية.
"كلاريسا وارد" مراسلة الـ"سي إن إن"، قبل عدة سنوات كانت المسؤولة عن تحويل مقاتلي الجيش السوري الحر إلى أبطال تضحيات الحرية.
يذكر أن تركيا ليست عازمة على القبول باتفاق "وقف إطلاق النار" في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من سوريا وحول هذا السياق، قال وزير الخارجية التركي: "هذا ليس وقفاً لإطلاق النار، إنه مجرد توقف قصير في عملياتنا العسكرية".
ومن جهته قال "إبراهيم كالين" المتحدث باسم الرئيس التركي أردوغان، إنه "ليس هناك فرصة لتمديد وقف إطلاق النار" في شمال سوريا، لمدة تتجاوز الـ120ساعة التي تم تحديدها في الاتفاق الموقع الخميس الماضي بين تركيا وأمريكا، وكان "مايك بنس" نائب الرئيس الأمريكي قال إن بلاده وتركيا اتفقتا يوم الخميس الماضي على وقف لإطلاق النار في الشمال السوري لمدة خمسة أيام، وذلك عبر تجميد العملية العسكرية التركية للسماح بانسحاب القوات الكردية بعيداً عن الحدود التركية مسافة 32 كلم.
وأضاف "بنس" إن واشنطن تلقت ضمانات من وحدات حماية الشعب الكردية بانسحاب منظّم من المنطقة، وقال إن الاتفاق يشمل التعاون مستقبلاً بخصوص إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا تكفل حماية الأمن القومي التركي.