الوقت- أعادت قوات الجيش السوري فتح معبر "أبو ضهور" الواقع في شرق محافظة "إدلب" السورية قبل أسبوعين، لكن الجماعات الإرهابية تواصل منع المدنيين من مغادرة المناطق التي لا تزال تسيطر عليها.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الجماعات الإرهابية تستخدم المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها في محافظة "إدلب" كرهائن وكدروع بشرية، ولفتت تلك المصادر إلى أن الإرهابيين يهددون المدنيين بالقتل ويمنعونهم من مغادرة تلك المناطق بالقوة وذلك لكي يحموا أنفسهم من ضربات طائرات الجيش السوري التي بذلت الكثير من الجهود خلال سنوات لتجنّب استهداف المناطق المأهولة بالمدنيين والتي يتمركز فيها الإرهابيون.
وفي هذا الصدد نظّم سكان المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية في محافظة "إدلب" تظاهرات احتجاجية أدانوا فيها الأعمال الوحشية والإجرامية التي تقوم بها تلك الجماعات الإرهابية التي منعتهم من العبور من معبر "أبو ضهور" والانتقال إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فإن الأحداث الميدانية في الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية في تنامٍ مستمر، بحيث إن الخلافات بين المدنيين الذي حُجزوا كرهائن في تلك المناطق تزداد كل يوم مع تلك الجماعات الإرهابية وهناك احتمال لاتساع رقعة الاحتجاجات.
ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن تلك الجماعات الإرهابية واصلت لليوم الخامس عشر على التوالي اتخاذ المدنيين في مناطق انتشارهم في محافظة إدلب دروعاً بشرية وقاموا أيضاً باستهداف ممر "أبو الضهور" أكثر من مرة يوم أمس السبت بالقذائف لمنع الراغبين بالخروج من التوجه إلى الممر.
إلى ذلك أشارت تلك المصادر إلى أن مجموعات من النساء خرجت صباح يوم السبت بمظاهرات ضد تلك الجماعات الإرهابية في عدد من مناطق سيطرتها في مدينة "إدلب"، مطالبة بالسماح للأهالي بالتوجه إلى ممر "أبو الضهور" والخروج من مناطق سيطرة هذه التنظيمات التكفيرية.
وعلى الرغم من أن المواطنين السوريين في الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية ليس لديهم في الوقت الحالي القدرة العسكرية على مواجهة تلك الجماعات الإرهابية وطردهم من تلك المناطق، إلا أنهم مصممون على التعاون مع قوات الجيش السوري للمضي قدماً في القضاء كلياً على تلك الجماعات الإرهابية.
ووفقاً لعدد من المصادر الإخبارية، فلقد أرسل المواطنون الذين تم احتجازهم كرهائن وأولئك المحاصرون في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، إشارات إيجابية إلى الجيش السوري للتعاون معاً ولشنّ عمليات عسكرية ضد تلك الجماعات الإرهابية.
وفي الوقت الذي زادت فيها احتجاجات المواطنين السوريين ضد الإرهابيين، تنتشر قوات الجيش السوري على محاور "أبو دالي" و"أبو ضهور" في شرق محافظة "إدلب" وفي "الحاضر" جنوب غرب محافظة حلب و"كفر نبودة" و"خان شيخون" في جنوب وجنوب غرب محافظة "إدلب".
وإذا نجحت قوات الجيش السوري في التقدّم من محور "كفر نبودة" وتمكّنت من تحرير المناطق الجنوبية من جبل "الزاوية"، بما في ذلك مناطق "بعربو وديرسنبل وترملا وسطوح الدير، إلخ" من أيدي تلك الجماعات الإرهابية، فستكون قد استطاعت تأمين مدينة "خان شيخون" من المحور الشمالي الغربي.
وهنا يرى العديد من الخبراء العسكريين بأن نجاح قوات الجيش السوري في محور "كفر نبودة" سوف يضاعف الضغط على الإرهابيين في سهل "الغاب" في الشمال الغربي لمحافظة "حماة"، وفي نهاية المطاف لن تكون أمام تلك الجماعات الإرهابية أي طريقة أخرى سوى الاستسلام أو الفرار.
وعندما تتقدّم قوات الجيش السورية عبر المحور الشمالي لمدينة "خان شيخون"، فإنها سوف تتمكّن من تطهير عشرات البلدات والقرى، بما في ذلك بلدات "حيش، وكفرسنجة، ومعرة حرمة، وطبيش، جبالا، إلخ" وسوف تتمكن أيضاً من تأمين أجزاء أخرى من طريق "دمشق – حلب" السريع والانتقال إلى المناطق الجنوبية من مدينة "إدلب" والوصول إلى منطقة "معرة نعمان".
وإذا تقدّمت قوات الجيش السوري من تحرير محور "أبو دالي" شرق محافظة "إدلب" وتمكّنت من تحرير مناطق مثل "الفرجة، وأم جلال، والهلبة، والتح، و..." من أيدي الجماعات الإرهابية، فإنها ستتمكن من تأمين المناطق الشمالية لمدينة "خان شيخون" والمناطق الشرقية القريبة من طريق "دمشق – حلب" السريع.
وسيؤمّن تقدّم قوات الجيش السوري على طول محور "أبو ضهور"، أيضاً المناطق الغربية القريبة من خط سكة حديد "دمشق-حلب"، بما في ذلك مناطق "سلمان، وخوين الشعر، وفروان، والخريبة، والربيعة، وكفر عميم، وأبو الخوص، وبيجغاص، وسلامين، إلخ." وسيفتح الطريق المؤدي إلى مدينتي "معرة نعمان وسراقب".
وفي محور "الحاضر" الواقع جنوب غرب مدينة "حلب"، إذا تمكّنت قوات الجيش السوري من تحرير مناطق رئيسة، مثل "العيس، وتل حدية، والبرقوم، وتفتناز، وطعوم، إلخ ..." من أيدي الجماعات الإرهابية، فإنها ستقترب من البوابة الشرقية لمدينة "إدلب" وكذلك سيتم عزل الإرهابيين المتمركزين في المناطق الغربية والجنوبية الغربية من محافظة حلب مع تلك الجماعات التي تتواجد في الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية من مدينة "إدلب".
ووفقاً للعديد من المصادر الإخبارية، فلقد نشرت قوات الجيش السوري معدات عسكرية ثقيلة على هذه المحاور الخمسة المهمة، ومما لا شك فيه أن الجماعات الإرهابية إذا خرقت هدنة وقف إطلاق النار في تلك المناطق، فإنهم سيتعيّن عليهم انتظار ردّ فعل عنيف من قبل قوات الجيش السوري وينبغي عليهم انتظار الكثير من الهزائم الثقيلة التي قد تنهي سيطرتهم على تلك المناطق التابعة لمحافظة "إدلب" السورية.