الوقت- قام رئيس الوزراء العراقي، "عادل عبد المهدي"، يوم الاثنين بزيارة رسمية للعاصمة الإيرانية طهران، على رأس وفد حكومي ضمّ وزراء النفط والكهرباء والتجارة والموارد المائية والخارجية والمالية والتخطيط ومستشار الأمن الوطني، كما ضم عدداً من رجال الأعمال ونواب في البرلمان وشخصيات أخرى.
والتقى رئيس الوزراء العراقي خلال هذه الزيارة كبار المسؤولين الإيرانيين، لبحث العلاقات بين البلدين، والتوترات بين إيران وكل من أمريكا والسعودية.
وسبق أن أبدى "عبد المهدي"، استعداد بلاده للتوسط بين أمريكا وإيران للتخفيف من حدة الأزمة بينهما، كما تحدث عن إرسال وفدين عراقيين إلى واشنطن وطهران للمساعدة على "احتواء التوتر" بينهما، مشدداً على أن العراق يلعب "دور تهدئة" فقط وليس وساطة.
وأكد أن العراق يريد البناء على المشتركات مع جيرانه وترك الخلافات، مشيراً إلى أنه بالمشتركات نستطيع تفكيك الكثير من الخلافات وإزالة المخاوف.
العراق يلعب دور الوسيط
يقف العراق على مفترق طرق، بينما تقوم إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالكثير من التحركات الاقتصادية والعسكرية والسياسية العدائية ضد إيران، وتجديد العقوبات الاقتصادية القاسية عليها، ولقد وجد العراق نفسه في موقف حرج، بعد قيام الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بتجديد العقوبات الاقتصادية القاسية ضد إيران، وإرساله تهديدات مبطّنة للقيادة الإيرانية.
لقد عرض العراق الوساطة الدبلوماسية بين أمريكا وإيران لتهدئة التوترات، وقال رئيس الوزراء العراقي "عادل عبد المهدي" خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، سأزور كلاً من طهران وواشنطن خلال الأيام القادمة للقاء كبار المسؤولين لمناقشة الوضع الإقليمي بغرض تحييد الأزمة السياسية الحالية.
ولهذا يمكن القول هنا بأن أحد الأهداف الرئيسة لزيارة "عادل عبد المهدي" العاصمة الإيرانية طهران، يتمثّل في إيجاد حلول لتخفيف حدة التوترات الإقليمية بين إيران والسعودية وأمريكا، وذلك من خلال عقد مؤتمر دولي للتفاوض الإقليمي.
لقد أعلن رئيس الوزراء العراقي قبل عدة أسابيع بأنه سيرسل وفدين إلى واشنطن وطهران في محاولة للوساطة بغية تهدئة التصعيد الأخير بين إيران وأمريكا حول الملف النووي.
كما يسعى الرئيس العراقي "برهم صالح" للوساطة بين الطرفين لاحتواء التصعيد تحسّباً لحرب إيرانية أمريكية قد تكون كارثية على العراق.
وقال صالح "لسنا مطمئنين يجب التفاوض والتركيز على القضايا الأساسية".
وفي سياق متصل، قال الناشط السياسي، "محمد بهلوي" إن إيران التي تهدف لخلق تحالف إقليمي تسعى أيضاً إلى اتفاق عدم اعتداء مع العراق وحلفائها الآخرين في الشرق الأوسط.
وأضاف "بهلوي"، تريد إيران أيضاً أن تقنع حلفاءها باتفاق سياسي مبني على فكرة أنه إن تمت مهاجمة أي من الحلفاء، فإن الحلفاء الآخرين سيهبّون لمساندته للوقوف ضد أي اعتداء أمريكي.
ويرى المحلل السياسي "رافد جبوري"، أن العراق مؤهل للعب دور الوسيط لكن الأمر يحتاج لعمل سياسي صعب، وأضاف إن الدعوة الأمريكية لـ"عبد المهدي" لزيارة واشنطن كانت مرتبطة بالتصعيد الأخير مع إيران، مشيراً إلى أن التحركات العراقية بطيئة، قياساً بوساطات أخرى أهمها وساطة سلطنة عمان صاحبة التاريخ في العمل السياسي بين طهران وواشنطن.
إن هذه الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي لطهران يوم الاثنين الماضي، لها أهمية كبيرة خاصة وأنها جاءت عقب التصريحات التي أدلى بها الأسبوع الماضي المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة، "عبد الله المعلمي" حول استعداد بلاده للحوار الدبلوماسي والتواصل مع إيران.
حيث قال "المعلمي": إن بلاده لا تريد حرباً مع إيران، وإن الوقت حان لأن تضع الحرب في اليمن أوزارها.
وكشف "المعلمي"، أن هناك اتصالات جرت مع طهران من خلال مؤتمر القمة الإسلامية الذي عقد في مكة المكرمة".
وقال "المعلمي" أيضاً للصحفيين: إن بلاده على استعداد للدبلوماسية في التعامل مع إيران، مستدركاً بالقول، لكن ذلك يحتاج إلى أرضية مشتركة.
الرسالة الواضحة للتعاون الاقتصادي
جزء آخر من زيارة "عادل عبد المهدي" إلى طهران، يتمثل في عقد محادثات اقتصادية والتوقيع على العديد من اتفاقات التعاون الاقتصادي التي توصل إليها الرئيس الايراني "حسن روحاني"، خلال زيارته للعاصمة العراقية بغداد قبل بضعة أشهر ولهذا يمكن القول هنا بأن إحدى الرسائل المهمة لتبادل هذه الزيارات، هي عدم اهتمام بغداد بالضغوط التي تمارسها واشنطن ضدها للمرافقة على العقوبات الأحادية وغير القانونية التي فرضتها الحكومة الأمريكية ضد إيران قبل عدة أشهر، والتي لم يأخذها العراقيون على محمل الجد ولم يتخذوا أي إجراء يضّر بعلاقاتهم مع إيران.
لقد كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن أحد التحديات الرئيسة لحكومة "عبد المهدي" في وقتنا الحالي، تتمثل في تقديم الكثير من الخدمات الأساسية لعامة الناس، خاصة في الصيف، وذلك لأن العديد من المدن العراقية تعاني من نقص الكهرباء، الأمر الذي أدّى إلى حدوث سلسلة من الاحتجاجات الشعبية في العديد من المدن العراقية خلال الفترة السابقة ولهذا فإن هذه الزيارة سوف تركّز على التوقيع على العديد من الاتفاقيات لتأمين احتياجات العراق من الطاقة عن طريق استيراد الكهرباء من إيران.