الوقت- الجمهورية الإسلامية الايرانية الانفتاحية المبنية على التعاون والالتقاء تُترجم في اليومين القادمين حيث يصل وزير الخارجية الايراني بعد ظهر اليوم الإثنين إلى بيروت على أن يبدأ لقاءاته يوم غد الثلاثاء، ومن المقرر بحسب الزيارة ان يلتقي ظريف السيد حسن نصرالله بالإضافة إلى كل من الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ونظيره جبران باسيل، هذه الزيارة لبيروت سبقها زيارات قام بها ظريف لدول عربية كالعراق والكويت وقطر على أن تكون دمشق المحطة الثانية لظريف بعد بيروت، الزيارة تحمل في طياتها مجموعة كبيرة من الدلالات التي يمكن ان تترك آثارا مهمة على المنطقة لا سيما المتعلقة بطرح المبادرة لحل الأزمة السورية والتي كان ظريف قد طرحها مع نظيريه السوري والروسي خلال لقاء جمعهم في طهران منذ ما يقارب ثلاثة أيام.
فالجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم تواصل جهودها السابقة القائمة على تمتين العلاقات مع دول العالم عبر شرح الإتفاق النووي الإیراني وأهمية نتائجه على المنطقة أولا وكيف يمكن الإستفادة منه ومن التجربة الدبلوماسية الايرانية في مواجهة التحديات ثانيا، ومحاولة بناء منظومة إقلیمیة متحدة لمحاربة الإرهاب ثالثا، والتمهید لإیجاد حلول للملفات الإقلیمیة لا سیما في الیمن وسوریا رابعا، وفي عرض لمجموعة الرسائل التي تحملها الزيارة نقف عند مجموعة من النقاط التي سنعرضها.
بحث مبادرة حل الأزمة السورية التي تقدمت بها ايران
زيارة ظريف لبيروت ومن بعدها دمشق لها أهمية خاصة لعدة أسباب وعلى رأسها مبادرة حل الأزمة السورية، فقد عقد منذ ثلاثة أيام اجتماع في طهران جمع كلا من ظريف ونظيريه السوري والروسي لبحث المبادرة الايرانية ومناقشتها، هذه المبادرة والتي ترتكز على وقف اطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة وانتقالية تنسجم مع روحية اتفاق جنيف الاول على أن تدرس الحكومة الإصلاحات الدستورية وتضع خريطة طريق لاصلاحها يلي ذلك انتخابات تشريعية فرئاسية في مهلة ثلاث سنوات وبذلك يوضع حد لجماعات التكفير هناك.
اذن ظريف في هذه الزيارة سيطلع المسؤولين على أسس هذه المبادرة ومناقشتها معهم باعتبار ان نجاح هذه المبادرة سينعكس على لبنان ايجابيا. وبعدها سيجري نقاش هذه المبادرة في دمشق وبحث سبل تطبيقها وامكانية ذلك وإجراء التعديلات عليها وفق الرؤية الموجودة. كما من المتوقع أن يتطرق الحديث إلى الأزمات التي تشهدها المنطقة في كل من العراق واليمن، كما وإطلاع المسؤولين اللبنانيين والسوريين على أجواء المناخات التي ترتبط بالتحركات الدبلوماسية الايرانية الأخيرة في قطر والكويت والعراق وموسكو. كما سيكون للزيارة مساحتها الأساس بالتأكيد على الاستقرار السياسي في المنطقة الناتج عن الإتفاق الأخير، كما والتأكيد على أن مبدأ الحوار هو طريق الحل الصحيح والسليم لكل مشاكل المنطقة.
تعاون في كافة المجالات
تعبر الزيارة عن تأكيد ايراني للمواقف السابقة بإنفتاح ايران على أي مبادرة تخص الشأن اللبناني كالفرنسية الأخيرة وغيرها مع التزامها بموقفها من أن الملف الرئاسي كما باقي الملفات هو شأن داخلي لبناني إذ يمكن للأطراف اللبنانية أن تحله بالتفاوض فيما بينها وبحسب المصلحة الوطنية من دون ربط هذا الإستحقاق بإيران، فدول وشعوب المنطقة بالمنظور الايراني تتمتع بالنضج والقدرة علی حل مشاکلها بذاتها، ویمکن أن تقوم بذلك عبر التفاوض، إلا أن ايران حاضرة للإسهام في التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين واستعداد ايران تقديم الدعم في الكثير من المجالات حاضر وموجود كقطاعي الكهرباء والنفايات وتبادل الخبرات المصرفية، كما والتأكيد على سبل تقريب وجهات النظر بين كافة الأفرقاء. وتجدر الاشارة إلى أن سياسة ايران القائمة على التعاون والتبادل مع البلدان هي السياسة التي اعتمدتها منذ انتصار الثورة الاسلامية فيها، وقد كانت حاضرة وعاملة في هذا السبيل على مر السنوات السابقة والتي اثمرت نتائج ملموسة على الأرض.
المبادئ الايرانية ثابتة ولن تتغير
تأتي هذه الزيارة أيضاً بعد الإتفاق النووي تأكيدا ايرانيا على أن مواقفها المبدئية ثابتة اتجاه المنطقة ودعم محور المقاومة، فخلافاً للشائعات التي تروج من أن الإتفاق النووي من شانه أن يؤثر على دعم ايران لمحور المقاومة تأتي الزيارة لتؤكد على أن الدعم سيُعزّز لهذا المحور الذي ترى فيه ايران نفسها جزءا لا يتجزأ منه، وهذا ما كان قد أكده ظريف ايضا في حديث له الأحد من أن بلاده ستواصل تقديم كافة انواع الدعم لحلفائها في المنطقة بما فيها القدرات الدفاعية، هذا الكلام والذي جاء في حديث له خلال جلسة عقدت لدراسة برنامج العمل المشترك الشامل في طهران، فالمقاومة في لبنان وجارتها سوريا في المفهوم الايراني هو خط أحمر من جهة وهو حق الشعوب من جهة ثانية، فحق الشعوب بالمنظور الايراني بالمقاومة والتصدي للكيان الاسرائيلي والجماعات التكفيرية حق لا يمكن المساومة عليه وطرحه ضمن لائحة أي مفاوضات قد تحدث في المنطقة.