الوقت- قال موقع "وورلد سوشاليست" بقلم الكاتب "جان شاول" أنه وبعد أيام فقط من أداء اليمين الدستورية في البرلمان الإسرائيلي الجديد عقب فوز كتلته اليمينية المتطرفة في انتخابات الشهر الماضي، أذن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهجوم جوي مكثف على سكان غزة العزل، واستهدف ما لا يقل عن 150 موقعاً في نهاية الأسبوع.
وتابع الموقع: استخدم جيش الدفاع الإسرائيلي، نيران المدفعية لقصف 200 موقع في الجيب الفلسطيني الصغير بما في ذلك المباني السكنية والمساجد والمتاجر والمؤسسات الإعلامية، في حملة تم إعدادها كي تستمر لعدة أيام. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد كان من بين الضحايا الفلسطينيين الستة عشر أم حامل وطفلتها البالغة من العمر14 شهراً بالإضافة إلى ثمانية نشطاء على الأقل، وأصيب 70 فلسطينياً بجروح في الهجمات.
وقد اعترفت "إسرائيل" بتنفيذ عملية اغتيال، قائلة إن قواتها قتلت قائد حماس "حامد الخضري" بغارة جوية على سيارته، وأصيب ثلاثة آخرون في الهجوم.
وتابع الموقع: ادّعت الحكومة الإسرائيلية أن الزعيم البالغ من العمر 34 عاماً كان مسؤولاً عن تحويل الأموال من إيران إلى المنظمات في غزة، كان هذا هو أول اعتراف بجريمة قتل مستهدفة منذ عام 2014، ويحدث ذلك في ظل ظروف يدعو فيها وزير الداخلية جلعاد أردان إلى العودة إلى سياسة الاغتيالات المستهدفة.
أحد المواقع التي استهدفتها القوات الإسرائيلية في مدينة غزة هو مبنى يضم أنادولو، وكالة الأنباء التركية الحكومية، على الرغم من أن المبنى قد تعرّض لأضرار بالغة بسبب ما لا يقل عن خمسة صواريخ إسرائيلية، بعد إطلاق طلقات تحذيرية، لم ترد تقارير عن وقوع وفيات أو إصابات، وقد أدان الرئيس التركي أردوغان الهجوم الذي من المرجّح أنه سيؤدي إلى تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل بين "إسرائيل" وتركيا.
في الشهر الماضي ، وصف أردوغان نتنياهو بأنه "طاغية" بعد أن أشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه "ديكتاتور".
وقال الموقع الأمريكي: نقلاً عن أردوغان: "ندين بشدة الهجوم الإسرائيلي على مكتب وكالة الأناضول في غزة، وسوف تستمر تركيا ووكالة الأناضول في إطلاع العالم على الإرهاب الإسرائيلي والفظائع في غزة وأجزاء أخرى من فلسطين على الرغم من هذه الهجمات، كذلك اتهم مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم كالين "إسرائيل" بضرب وكالة الأناضول "للتستر على جرائمها الجديدة".
وزير الخارجية التركي قال: "استهداف مكتب وكالة الأناضول في غزة هو مثال جديد على العدوان الإسرائيلي غير المقيد، العنف الإسرائيلي ضد الأبرياء دون تمييز هو جريمة ضد الإنسانية، أولئك الذين يشجعون إسرائيل هم أيضاً مذنبون، سوف نستمر في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حتى لو كنا وحدنا ".
وقال نتنياهو الذي يشغل أيضاً حقيبة الدفاع: "إن الجيش سيواصل "ضرباته الضخمة" على أهداف في قطاع غزة رداً على مئات الهجمات الصاروخية على جنوب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية".
وأضاف: "أصدرت تعليمات [للجيش] هذا الصباح بمواصلة ضرباته الضخمة على العناصر الإرهابية في قطاع غزة وأمرت [بتعزيز القوات في جميع أنحاء قطاع غزة بالدبابات والمدفعية وقوات المشاة"، حماس مسؤولة ليس فقط عن هجماتها ضد "إسرائيل"، ولكن أيضاً عن هجمات الجهاد الإسلامي، وهي تدفع ثمنها باهظاً للغاية ".
وأثار بيان نتنياهو مخاوف من غزو بري، وفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية التي تقول أن مصادر دفاعية كبيرة تتوقع استمرار القتال لبعض الوقت.
وقال الموقع: كالعادة، وقف راعي "إسرائيل"، أمريكا على مسافة أربعة مربعات خلف "إسرائيل"، يدين الهجمات الصاروخية التي تشنها غزة على "إسرائيل" ويعلن دعمها الكامل لـ "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ضد هذه الهجمات البغيضة".
وألقى الاتحاد الأوروبي من جانبه باللوم على الفلسطينيين ودعا إلى وقف التصعيد الفوري ، ودعم محاولات مصر والأمم المتحدة لإقناع الفلسطينيين.
وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوسيجانيتش: "يجب أن يتوقف إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه "إسرائيل" على الفور. هناك حاجة ملحة لإلغاء تصعيد هذا الوضع الخطير لضمان حماية أرواح المدنيين ".
وأضافت بسخرية ،" لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين الحق في العيش بسلام وأمن وكرامة".
يأتي هذا التصعيد الأخير للوحشية الإسرائيلية ضد غزة بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية أربعة فلسطينيين في حادثين منفصلين وجرحت ما لا يقل عن 50 شخصاً شاركوا في احتجاجات يوم الجمعة الماضي بالقرب من الحدود بين غزة و"إسرائيل"، والتي استمرت لأكثر من عام، وتطالب الاحتجاجات بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم فيما يعرف الآن بـ "إسرائيل" ورفع الحصار الإسرائيلي الجنائي واللاإنساني عن غزة.
إن الحصار الذي دام اثني عشر عاماً - العقاب الجماعي المحظور بموجب القانون الدولي - تحوّل إلى سجن في الهواء الطلق لسكانه البالغ عددهم مليوني نسمة وحرمهم من أبسط أساسيات الحياة اليومية ، بما في ذلك المياه النظيفة والصرف الصحي و الكهرباء. هذا ، بالإضافة إلى حروب "إسرائيل" الثلاثة المميتة على غزة ، التي دمرت جزءاً كبيراً من بنيتها التحتية، حيث دمرت اقتصاد المنطقة وجعلته غير صالح للسكن، ومع إنهاء المساعدات الأمريكية للفلسطينيين عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتأهيل اللاجئين (أونروا) ، فإن أكثر من 50 في المئة من السكان عاطلون عن العمل والفقر متفشٍ.