الوقت-قالت وسائل إعلامية أمريكية يوم أمس الجمعة أن إيران نجحت في تعطيل نحو 70% من عمليات التجسس الأمريكية عبر اختراقها وقرصنتها لشبكة اتصالات فائقة السرية تتبع وكالة الاستخبارات المركزية بين 2009 و2013.
هذا الكلام جاء على لسان مجموعة ضباط سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية ونقلته وسائل إعلام أمريكية، حيث أوضح الضباط أن عملية الاختراق "ابتدأت في إيران وتشعبت لمصادر في دول أخرى منها الصين. ما يدل على قصور أداء وعدم كفاءة قيادات رفيعة المستوى في قمة هرم الوكالة".
لكن الأمر ليس صدفة وفق تصريح ضابط سابق في الوكالة من خارج المجموعة لم يفصح عن اسمه. الضابط الذي أمضى قرابة 15 عاماً كموظف في أجهزة استخبارات جزم بأن مسألة الاختراق والتجسس الالكتروني الإيرانية "ليست صدفة، بل ثمرة معضلة بنيوية تعاني منها الأجهزة. بالإضافة لحالة الاسترخاء بين القيادات العليا".
المجموعة المذكورة لفتت إلى حجم تأثير الاختراق الذي جاء على نطاق عالمي ولم تتم معالجته من قبل الوكالة، "على الرغم من إشارات التحذير لما كان يجري.. أرسلها الخبير الأمني المتعاقد جون ريدي عام 2008"، والذي كان من ضمن مهامه "تحديد (هوية) العملاء في إيران والاتصال بهم والإشراف عليهم" نيابة عن الوكالة.
ريدي أوضح ماهية مؤشرات القرصنة الإيرانية بالقول "مع تصاعد جهود (الوكالة) لتجنيد العملاء في إيران، بدأنا نرصد سلوكيات خارجة عن المألوف في إجراءاتنا. مصادرنا (الاستخباراتية) اختفت فجأة ودون تفسير وأوقفت كل قنوات الاتصالات" هناك. وتابع إن "البنية التحتية لشبكات الاتصالات الأمريكية أضحت محاصرة".
ونُقل عن ريدي قوله عام 2010 إن مسؤوليه في الوكالة أبلغوه لاحقاً بعد خروجه القسري من وظيفته بصحة توقعاته "لسيناريو اختراق تجسسي مرعب" لشبكات الاتصال وقضي الأمر.
وينسب ريدي سبب "إهمال" الوكالة لتحذيراته لفرط اعتمادها على السبل التقنية "والاستخفاف بقدرات الأطراف الدولية الأخرى. ولتبنيها الاعتقاد السائد بأن التطورات التقنية تشكل حلاً لكل الصعوبات التي تواجه قطاع الاتصالات".
المجموعة أكدت كلام ريدي عندما اعتبرت أن "السي آي ايه" لم تتعامل "مع الأمر بالجدية المطلوبة إلا بعد نحو سنتين بالتزامن مع كشف الصين عن مجموعة من عملاء الوكالة وتنفيذ حكم الإعدام بهم عامي 2011 و2012"، أحدهم قال إن الصين تعرفت على هوية نحو 20 عميلاً نالوا القصاص.
ونقلت الأجهزة الإعلامية عن أحد أولئك الضباط السابقين قوله إن "خبراء إيرانيين في المجال الإلكتروني تعقبوا عملاء الوكالة خارج حدود بلادهم، مع حلول عام 2013، ومن ضمنها اليمن، ودخلوا إلى بيانات أجهزة اتصال الوكالة، مما حدا بكبار مسؤوليها للدعوة لعقد اجتماعات طارئة في مقر الوكالة بعد إقرارهم بنجاح مساعي إيران بقرصنة الأجهزة" ليس التي تخص إيران فحسب بل المختصة بمناطق ودول أخرى.