الوقت- لليوم الثاني على التوالي، لا تزال ردود الفعل الدولية الغاضبة تتوالى بعد اعلان السعودية يوم أمس مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، واعترافها بتورط مسؤولين من الصف الأول في عملية قتله.
ووصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني ملابسات مقتل خاشقجي "بالمزعجة للغاية". وطالبت موغيريني إلى إجراء تحقيق ذي مصداقية حول مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، معربة عن قلقها الشديد حيال الرواية السعودية التي اتسمت بالتناقض مع ما قالته في الأيام الأولى لاختفاء خاشقجي.
بدورها علقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في كلمة لها خلال مؤتمر لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قائلةً إنها "لا تقبل تفسير السعودية بشأن مقتل خاشقجي". مطالبةً الرياض "بتقديم المزيد من التفسيرات حول ما حصل مع خاشقجي". وأضافت ميركل "لننظر إلى العالم وفكروا في سبب خروجنا إلى الشوارع في عام 89 خرجنا لأننا أردنا حرية الرأي، حرية الصحافة، وحرية الدين هذه الحريات لا يمكن الاستيلاء عليها في جميع أنحاء العالم.. انظروا من حولكم وما يحصل في السعودية اليوم من أحداث رهيبة لم تصبح واضحة بعد والتي بالطبع نطالب بتفسير لها".
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي إن باريس تطالب بتحقيق شامل بشأن خاشقجي و"الكثير من النقاط ما زالت من دون أجوبة". وأشار الى أن الطريقة العنيفة لقتل خاشقجي تتطلب تحقيقاً عميقاً، مضيفاً أن أسئلة كثيرة تحيط بمقتل خاشقجي ما زالت بلا أجوبة. كما أكّد أن بلاده تندد بقوة بمقتل خاشقجي.
وفي السياق قالت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها جيرمي هانت إنها تبحث "الخطوات المقبلة". وأضافت أن "هذا عمل مروّع يجب محاسبة جميع المسؤولين عنه".
أما كندا، والتي تعرضت لحملة سعودية شرسة جراء انتقادها لحقوق الانسان في المملكة، أدانت مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وقالت وزيرة الشؤون الخارجية كريستيا فريلاند أن "التفسيرات المقدمة تفتقر إلى الاتساق والمصداقية". وطالبت فريلاند باجراء تحقيق شامل بالتعاون مع السلطات التركية، مشددة على "ضرورة محاسبة المسؤولين عن القتل وتقديمهم للعدالة".
كما أدان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الجريم السعودية بحق الصحفي المعارض ورأى أن الأمر يتطلب مزيداً من التحقيقات، قائلاً إنه"ما زال الكثير غامضاً... ماذا حدث؟ كيف مات؟ من المسؤول؟".
وانضمت استراليا الى مجموعة الدول المنددة بالجريمة البشعة، وقالت على لسان وزيرة الخارجية، ماريس إن "استراليا تراجعت عن المشاركة في قمة استثمارية في السعودية احتجاجاً على مقتل خاشقجي"، وأضافت أنه "في ضوء هذه المعلومات الجديدة، قررنا أن التمثيل الأسترالي الرسمي في مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض لم يعد مناسباً".
أما منظمة العفو الدولية، فرأت أن "التفسير السعودي لوفاة خاشقجي يبدو تستراً على عملية اغتيال مروعة". ودعت الرياض الى "الإفصاح الفوري عن مكان جثة خاشقجي لإتاحة الفرصة أمام خبراء مستقلين من الطب الشرعي لتشريح الجثة وفقاً للمعايير الدولية". مؤكدة على أن "إجراء تحقيق مستقل في مقتل خاشقجي هو أمر ملحّ للغاية لأن نتائج تحقيق السعودية تفتقد إلى المصداقية"، وفقاً للمنظمة.
يذكر أنه صباح يوم أمس السبت اعترفت السعودية بمقتل خاشقجي، عازية مقتله بسبب مشاجرة بينه وبين 18 سعودياً في القنصلية السعودية في إسطنبول، وقد أمر العاهل السعودي بإعفاء كل من المستشار في الديوان الملكي، سعود القحطاني، ونائب رئيس الاستخبارات العامة، أحمد عسيري، من منصبيهما بسبب ارتباطهما بالحادث.