الوقت- بحضور شعبي ورسمي واسع بدأت مراسم تشييع شهداء الهجوم الإرهابي الذي استهدف أول أمس السبت الاستعراض العسكري بمناسبة بدء أسبوع الدفاع المقدس في مدينة الأهواز الإيرانية، والذي راح ضحيته 25 شهيداً وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال.
وبحسب حاكم مدينة أهواز، جمال عالمي نيسي، فإن ما يقرب من نصف عدد شهداء الحادث الإرهابي سيوارون الثرى في مدينة الأهواز، فيما سيتم نقل باقي الشهداء إلى سائر المدن في محافظة خوزستان وأيضاً المحافظات الأخرى.
وحضر مراسم التشييع وفد شعبي واسع من أبناء المحافظة ولاسيما أبناء العشائر والأقوام المختلفة تجسيداً للوحدة الوطنية، وقال عدد من المشاركين أن ابناء المحافظة وبمشاركتهم الكبيرة في هذه المراسم أكدوا على فشل الحملة الدعائية والحرب النفسية التي تمارس ضد البلاد طوال الأعوام الماضية، مشددين على أنهم جزء لا يتجزأ من نسيج الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
واللافت في هذه المراسم الحضور الجماهيري الواسع والبارز لأبناء العشائر في المحافظة رافعين شعارات مناهضة للامبريالية وداعمي الإرهاب وكتب عليها "الموت لأمريكا" و "الموت للمنافقين" "حسين حسين شعارنا والشهادة فخرنا".
بدوره أكد النائب عن مدينة الأهواز في مجلس الشورى الإسلامي جواد كاظم نسب، أن المشروع الإرهابي الذي مُني بهزائم نكراء في سوريا والعراق أصبح يستهدف النساء والأطفال من أجل بقائه، لافتاً إلى أن العملية الإرهابية التي استهدفت الاستعراض العسكري الإيراني لن تزيد الشعب إلا عزيمة وإصراراً.
وقال كاظم نسب "اليوم تشهدون أن معظم دول العالم وحتى في قلب أوروبا تعاني من عمليات إرهابية ولكن في داخل ايران لم نرَ العمليات الإرهابية كثيراً وأن ما حدث اليوم في مدينة أهواز تم من خلف حديقة قريبة من مكان الاستعراض وجرى إطلاق النار بشكل عشوائي وعن بعد تجاه المواطنين الأبرياء"، وأكد النائب نسب أن أهالي محافظة خوزستان أثبتوا مرة أخرى مقاومتهم وصمودهم في مواجهة الأعداء كما قاموا بذلك خلال فترة الدفاع المقدس، وشدد على "أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتأثر ولم تتأثر بمؤامرات أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية، نظراً لوجود قيادة حكيمة وقوات مسلحة مقتدرة وشعب شجاع حاضر في الساحة.
أمين مجمّع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي قال في مراسم التشييع: إن مدينة الأهواز وإيران موحدتان وستبقيان إلى جانب بعضهما البعض دائماً، وأضاف رضائي الذي ظهر وهو يلبس البذّة العسكرية: إن أبناء خوزستان سيبقون في طليعة المدافعين عن إيران وثورتها، أكد أن على أعداء إيران أن يدركوا أنهم لن يتمكنوا من زعزعة أمنها واستقراره، مشدداً على أن "إيران اليوم هي أكثر اقتداراً وأمناً"، وقال رضائي: إننا "نطالب بملاحقة الزمرة الإرهابية التي نفذت الهجوم وسوقها للعدالة".
نائب قائد الحرس الثوري العميد حسين سلامي أكد في مراسم التشييع: "أننا نعلم أين يقع مركز التخطيط لهذه المؤامرات"، وأن الجماهير اليوم تؤكد أن ثمار دماء شهدائنا هي الوحدة والتعاون".
وفي سياق متصل أعلن وزير الأمن الإيراني محمود علوي عن اعتقال عدد من الضالعين في الهجوم الإرهابي بمدينة الأهواز، وقال علوي في كلمة له خلال مراسم تشييع جثامين شهداء هجوم أهواز الإرهابي اليوم الاثنين: على الذين ارتكبوا هذا الاعتداء المروع أن يعلموا بأن أبناء إيران الإسلامية لن يلتزموا الصمت تجاه هذه الجرائم، إذ إن جريمة إطلاق النار على النساء والأطفال وقتل الأطفال أمر لا يمكن لأبناء إيران الإسلامية في الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخبارية التغاضي عنه.
وأكد الوزير الإيراني أن الإرهابيين الذين نفذوا الاعتداء قد قتلوا وسيتم الكشف عن آخر عنصر من الإرهابيين الضالعين في الجريمة، من قبل كوادر الأمن وسائر القوات العسكرية والشرطية والأمنية والقضائية والأعزاء في التعبئة والحرس الثوري والجيش والإدارة السياسية في البلاد.
وأضاف وزير الأمن: إنه تم اعتقال أغلبية الإرهابيين الضالعين وسيتم الكشف عن آخر عنصر منهم، وتابع علوي: إن القوى الأمنية والعسكرية ستعاقب الإرهابيين حتى آخر عنصر منهم وستبعث بهذه الرسالة إلى العالم بآن إيران الإسلامية ليست مكاناً لمثل هذه الأعمال الإجرامية.
ووسط الإدانات الدولية الواسعة للاعتداء الإراهابي، أعلنت طهران اليوم الاثنين حداداً عاماً في البلاد على أرواح الشهداء الذين سقطوا في الحادث الإرهابي الذي استهدف العرض العسكري في مدينة الأهواز.