الوقت- رغم الحرب التي تعصف في بلده لبّى الطفل السوري حمدو الحسين بكل سرور دعوتنا له ليكون أحد الحكام في مهرجان أفلام الأطفال الدولي الـ31 المنعقد حاليا في مدينة أصفهان الايرانية.
ليس غريبا خلال حوارنا معه أن تنهمر دموعه ودموع والدته التي لازمته طوال الرحلة، فمسيرة حياته تراجيدية وتغصّ بالأحزان لاسيما بعد أن حرمته التنظيمات الارهابية في بلده من حنان والده الشهيد، وفي حوار أجرته معه مراسلة المهرجان (هبة اليوسف) أجاب على الأسئلة الموجهة إليه بشغف، وفي البداية عرّف عن نفسه قائلا: أنا حمدو الحسين من مدينة دمشق بسوريا عمري 9 سنوات في الصف الثالث الابتدائي وأنا متفوّق في دراستي، هواياتي كثيرة من بينها السباحة و كرة القدم. و بعد ان عرّفنا حمدو عن نفسه بهذا الشكل الرائع، وفيما يلي نص الحوار معه:
-لماذا أتيت الى ايران؟
لقد تم اختياري لأكون واحداً من بين الحكام الذين سيشاركون في تحكيم أفلام المهرجان، و أتمنى أن أكون عند حسن الظن.
-كيف تم اختيارك لهذه المهمة؟
لقد شاهدت أمي الاعلان على الانترنت ثم سجلتني على موقع المهرجان وأرسلت لهم صور ومعلومات عني و من بينها أني أحب مشاهدة الأفلام والسينما.
-هل ترى أن مهمة التحكيم أمر صعب أم سهل؟
انه أمر سهل و صعب بنفس الوقت، سهل لأنني أحبه و لدي ثقة بقراراتي كما أني تدربت عليه قبل مجيئي الى هنا، و صعب لأنه عليّ أن أكون عند حسن الظن وأكون دقيقا في التحكيم.
-هل شاهدت أفلاما ايرانية من قبل؟
لا لم أشاهد أفلاماً ايرانية سابقاً، لكنني سعيد بهذه الفرصة التي أتيحت لي، سأشاهد أفلاماً من ايران ومن جميع أنحاء العالم وهو أمر جيد، كما أنني هنا سأعثرُ على أصدقاء جدد و هذا أمر جميل بالنسبة لي وطالما كنت أسعى خلفه.
-ماهو نوع الأفلام التي تفضله؟
انني أشاهد قناة "سبيستون" كثيراً فهي قناتي المفضلة، كما أحب أفلام الأكشن، و أيضا مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن قصص الأئمة و الأنبياء لأنني أتعلم منهم الكثير.
-ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟
في الحقيقة لم أقرر بعد لكنني سأصبح طبيباً لكي أساعد المرضى، أو مُخرجاً لأروي قصص وأوجاع الناس من خلال أفلامي.
-مارأيك بايران و كيف كان استقبالهم لك؟
ايران بلد جميل وأنا أحبه كثيراً، استقبالهم لي كان جيدا و رحبّوا بي على أكمل وجه.
-ماهي الكلمة التي تريد أن توجهها لأولاد الشهداء في سوريا؟
بصراحة لا أعرف ما هي الكلمة التي تستطيع أن تصف مشاعري لأنني أنا ابن شهيد و أعلم صعوبة الأمر، لكن أريد ان أقول لهم رحم الله جميع الشهداء.
- تحدّث لنا عن سينمات سوريا؟
هناك عدد كبير من السينمات في سوريا لكنني لا أذهب للسينما لأن الأفلام التي تعرض فيها هي أفلام للكبار، لكنني أتمنى ان يتم بناء سينمات مخصصة لأفلام الأطفال في بلدي حتى أتمتع بمشاهدتها.
-كيف تستطيع أن تساعد الأطفال في سوريا؟
في البداية أتمنى أن تنهي الحرب في سوريا لأننا ليس لنا أي ذنب في هذا، لكنني اريد اذهب الى هؤلاء الطفال لأواسيهم و أقدم لهم اي مساعدة أستطيع القيام بها، و كما ذكرت مسبقا أود ان يكون هناك دور سينما خاصة بالأطفال لأن هذا يساعدهم كثيراً.
والدة حمدو تروي لنا تداعيات الحرب على أطفال سوريا
على هامش الحوار مع الطفل حمدو علقت والدته بهذه الكلمات واصفة الأوضاع في سوريا:
في الحقيقة لا تسعفني الكلمات لأصف أحوال أطفال سوريا فلقد اختفت الابتسامة والفرحة من وجوههم و حتى إن وجِدت لم تعد كما كانت سابقاً، أشعر بأنه لم يعد هناك شيئا يمكن له أن يعيد الفرحة كما كانت حتى العيد الذي كانوا يتنظرونه بفارغ الصبر لم يعد كذلك، كما أنهم يحتاجون للمساعدة بجميع أشكالها معنويا و ماديا.
و في النهاية ذكرت والدة حمدو بأن طفلها قد حضّر كلمة يريد أن يلقيها في المهرجان ومنذ لحظة قبوله في لجنة تحكيم مهرجان أفلام الأطفال بدورته الـ31 بايران وهو منهمك في التحضير والاستعداد للمشاركة بفعالياته.