الوقت- أكد زعيم حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبدالملك الحوثي، أنه لا يمكن القبول بشروط تحالف العدوان بالانسحاب من الحديدة واصفاً أن ذلك يشبه أن يطلب البريطانيون من الفرنسيين الانسحاب من باريس.
وأشار الحوثي في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إلى أن الكثير من الدول الغربية تتعامل مع مشكلات وحروب المنطقة من زاوية المصالح الاقتصادية والمكاسب المادية حتى ولو كان على حساب حقوق الإنسان وانتهاك القانون الدولي وهذا ما يحدث تجاه الحرب الذي يقوده تحالف العدوان على بلدنا اليمن ويستخدم النظام السعودي فيه الأسلحة المحرمة دولياً بتأكيد منظمات دولية ويقتل المدنيين ويستهدف المنشآت الخدمية والمدنية ويرتكب مجازر الإبادة الجماعية، وقد نشرت وسائل الإعلام المحلية مشاهد مصورة وموثقة لآلاف جرائم القتل للمدنيين.
وأكد السيد الحوثي أنه لم يرفض مقابلة المبعوث الفرنسي إنما طلب إيضاحاً مقدماً عن دور فرنسا في العدوان على اليمن بعد أن نشرت صحف فرنسية خبراً عن مشاركة عسكرية فرنسية مؤكداً أن تحالف العدوان هو الذي اعترض على مجيئه.
وجدد السيد الحوثي تأكيده أن حركة أنصار الله لم تمانع من جمع إيرادات الموانئ بما فيها ميناء الحديدة وإيرادات النفط والغاز في مأرب وشبوة وحضرموت وتخصيصها للمرتبات بإشراف أممي على أن تصرف من صنعاء مرتبات المناطق الحرة التي لم يتمكن السعودي والإماراتي من احتلالها.
وأضاف الحوثي "كلٌ من النظامين السعودي والإماراتي يعرف أنه يكذب حيث لا تدخل أساساً أي سفن إلى الميناء إلا برخصة وإذن من تحالف العدوان وترخيص من الأمم المتحدة وضمن آلية مشددة تماماً كما يحدث تجاه قطاع غزة والقطع الحربية البحرية لتحالف العدوان منتشرة بكثافة في محاذاة الساحل وتراقب بشدة كل السفن الوافدة ولا يدخل شيء إلا وفق آليتهم وطريقتهم وبترخيصهم وأذنهم، ومع كل ذلك سبق منا أيام عمل المبعوث السابق ولد الشيخ وكذلك في تفاعلنا مع مبادرات ومساعي المبعوث الأممي الحالي الموافقة على انتقال عملية الرقابة من جانب الأمم المتحدة إلى الميناء بشكل مباشر مع شرط وقف العدوان على الحديدة لاعتبارات إنسانيّة وقبولنا بذلك فضحهم وكشف زيف ادعاءاتهم، والجميع يعرف أن الإمارات تسعى للسيطرة على الموانئ في اليمن تحت إشراف وحماية أمريكية لأهداف استعمارية وأطماع اقتصادية وأمور أخرى".
وأعرب الحوثي عن استعداده لوقف القصف الصاروخي على السعودية والإمارات إذا تم إيقاف العدوان على اليمن، وتابع "إذا توقف العدوان وتحقق حل سياسي وتشكلت حكومة شراكة فالمسؤولية عليها في معالجة الموضوع من جانب كل الأطراف وفي ظل وضع يتأكد فيه وقف الاستهداف والعدوان على شعبنا اليمني".
وختم السيد الحوثي بالقول "الكلام عن انسحاب أهل اليمن من صنعاء لمصلحة النظامين السعودي والإماراتي كما لو طلب أحد انسحاب الفرنسين من باريس لمصلحة الإمارات ألا يبدو ذلك غريباً وغير منطقي؟، أما مسألة تشكيل حكومة يمنية ضمن حلّ سياسي على قاعدة الشراكة فهذا كان ممكناً من البداية بشهادة المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر والحرب على اليمن ليست من أجل ذلك بل هدفها الحقيقي السيطرة على اليمن أرضاً وإنساناً".