الوقت - أكد معهد کاتو (Cato) الأمريكي للدراسات الاستراتيجية أن تحالف (الرياض - أبو ظبي) المتعدد الوجوه يشكّل تهديداً كبيراً وخطيراً جداً لأمن واستقرار عموم منطقة الشرق الأوسط.
وقال المعهد في تحليل بقلم الخبير المعروف "داغ باندو" حمل عنوان "أخطر تحالف" ونشره موقع "أمریکن کانسروتیف" إن السعودية والإمارات عملتا منذ ثلاث سنوات وبأسلوب دموي على تشكيل تحالف يهدف في الظاهر إلى إعادة النظام السياسي للسلطة في اليمن الذي يعاني من الفقر المدقع، ولكنه تابع لهما.
وأشار الكاتب إلى أن العدوان الذي يشنّه التحالف الذي تقوده السعودية بدعم واضح من الإمارات ضد اليمن قام أساساً على سلسلة من الأكاذيب بحجة "دعم الشرعية" في هذا البلد لتبرير هذا العدوان.
وألمح "باندو" في التقرير إلى أن الإمارات تسعى حالياً إلى شنّ هجوم عسكري على اليمن بغرض تقسيمه وتكريس الفقر والعوز وإشاعة الأمراض ولاسيّما الكوليرا في هذا البلد.
ولفت تقرير معهد "کاتو" إلى أن النظامين السعودي والإماراتي الذين وصفهما بالديكتاتوريين قاما منذ سنوات بالترويج للمذهب الوهابي المتطرّف في مختلف أنحاء العالم ودعم الأنظمة الاستبدادية في الكثير من الدول من بينها البحرين، وسعيا كذلك لتقسيم دول أخرى بينها ليبيا وسوريا وقدّما الدعم الشامل للجماعات الإرهابية والتكفيرية لتنفيذ عمليات إجرامية في العديد من بلدان الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.
وأكد تقرير المعهد الأمريكي بأن الرياض وأبو ظبي سعيا ومازالا يسعيان لإثارة الاضطرابات في لبنان من خلال التدخل في شؤونه السياسية وتغذية الجماعات المتطرفة لإشعال الفتنة الطائفية والمناطقية في هذا البلد.
وأشار التقرير أيضاً إلى الدعم الذي تقدّمه أمريكا للرياض وأبو ظبي في مختلف المجالات ولاسيّما في المجالين التسليحي واللوجستي لضرب اليمن وتنفيذ سياسات واشنطن في عموم المنطقة.
كما لفت التقرير الانتباه إلى الدعم الذي تقدّمه كل من الرياض وأبو ظبي لتنظيم "القاعدة" وجماعات أخرى لإثارة الفوضى وإشاعة القتل في اليمن وتدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية لهذا البلد.
وتساءل التقرير عن سبب دعم واشنطن للعدوان السعودي على اليمن في وقت لم يرتكب فيه شعب هذا البلد أي عمل عدواني ولم يلحق أي ضرر بأمريكا أو أي دولة أخرى في المنطقة والعالم؟
وأضاف التقرير: من المؤلم والمخجل جداً أن يسمع العالم أن جرائم الحرب في اليمن وحصار أفقر البلدان وأكثرها عوزاً ترتكب بدعم أمريكي كبير، وتابع "لنكن واضحين: ليس هناك مبرر لتواطؤ واشنطن في هذه الجرائم البغيضة".
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من وسائل الإعلام الغربية بينها مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية قد أكدت أكثر من مرة بأن واشنطن وعواصم غربية أخرى باتت شريكة في الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها اليمن، داعية إلى تحرك دولي واسع النطاق لوقف هذه الأزمة أو الحدّ من تفاقمها على أقل تقدير.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة يحتاج 19 مليون مواطن يمني من إجمالي عدد السكان البالغ 25.6 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية عاجلة ما يشير إلى تصاعد حدّة الكارثة الإنسانية، مبينة بأن سبعة ملايين شخص على الأقل يعانون من نقص حاد في الإمدادات الغذائية، فيما تؤكد تقارير الصليب الأحمر الدولي بأن الحياة في اليمن أصبحت صعبة للغاية نتيجة الأوضاع الإنسانية الكارثية في هذا البلد.
وأوضح تقرير معهد "کاتو" أن الحصار البري والجوي والبحري الشامل والعدوان العسكري السعودي المدعوم أمريكياً قد تسبب حتى الآن بكوارث فجيعة في مقدمتها إزهاق أرواح وتشريد أعداد كبيرة جداً من اليمنيين بينهم الكثير من النساء والأطفال وتدمير المؤسسات الخدمية والتعليمية في البلد ولاسيّما المستشفيات والمدارس ومحطات الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشرب ومستودعات الأغذية والأدوية.
كما لفت التقرير إلى أن العدوان على اليمن تسبب أيضاً بزعزعة الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، ملقياً باللوم على المنظمات الدولية ولاسيّما مجلس الأمن والأمم المتحدة بسبب إخفاقها في وضع حدّ لهذا العدوان.
وخلص التقرير إلى نتيجة مفادها بأن (تحالف الرياض - أبو ظبي) سيجر المنطقة إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار إذا لم تسارع المنظمات الأممية وكل دول العالم لاتخاذ خطوات عملية ورادعة لإنهاء هذا التحالف المشؤوم ووضع حدّ لمأساة الشعب اليمني التي تمثل مظهراً بارزاً من مظاهر الشؤم لهذا التحالف.