الوقت- انتكاسات جهنمية لقوى العدوان ومرتزقته في جبهة الساحل الغربي، وانتصارات خاطفة وسهلة للجيش اليمني ولجانه الشعبية، جعلتهم يحيون يوم القدس العالمي "الجمعة" في مدينة الحديدة، وهم يجوبون شوارع المدينة على المدرعات الإماراتية التي غنموها في معارك الساحل، ليضعوا بذلك حدّاً لتسويق العدوان الإعلامي بانتصارات افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.
اعترافات واسعة داخلية وخارجية بتلك الانتكاسات، ومبررات واهية أولها التخوين، وآخرها ضعف الإرادة القتالية والتصدع الداخلي للتحالف.
تدارك الموقف
قالت مصادر في المقاومة الجنوبية أن طارق صالح لجأ إلى اللواء هيثم قاسم طاهر بعد سقوط المواقع التي سلمتها القوات الجنوبية لقواته لحمايتها في منطقة الجاح جنوب التحيتا، وأشارت المصادر إلى أن طارق صالح حاول تبرير فشل قواته وانهيارها أمام مجاهدي أنصار الله خلال الأيام الماضية، وطلب من اللواء هيثم قاسم فرصة أخيرة لإعادة الثقة بين قواته والجنوبيين الذين يتهمون قواته بالخيانة، ووفقاً للمصدر فقد أجتمع طارق صالح "الأحد" باللواء هيثم قاسم في الخوخة، ووبخ الأخير طارق صالح وقواته، ووصفه بالعاجز والفاشل، إلا أن اللقاء ناقش مستجدات الوضع العسكري بعد السخط الشعبي الجنوبي الهائل على الإمارات وقوات طارق بعد هروبهم من "الجاح" وما تبعها من انهيارات، دفعت فيها القوات الجنوبية ثمناً باهضاً، وبحسب المصادر، فإن اللواء هيثم قاسم اشترط تعزيز قوات طارق بقوات موالية له، على أن تسلّم المواقع هذه المرة لقواته وقوات جنوبية موازية.
رفض جنوبي
أكدت مصادر محلية لـ "الوقت"، أن القوات الجنوبية ترفض مشاركة قوات طارق في مواجهات الساحل الغربي، وتعتبر بقاء تلك القوات أساس نكساتها في المواجهات، وأضافت المصادر إن قيادات جنوبية وإماراتية وجّهت باستدعاء كل الجنود الجنوبيين الذين كانوا في إجازات، للحضور والمشاركة في معركة الساحل، إلا أن تلك التوجيهات قوبلت برفض الجنود والضباط العودة، ولاسيما بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها القوات الجنوبية خلال الأسبوع الماضي.
تلازم أمريكي إماراتي
تحاول الإمارات تبرير فشلها المخزي بالقول: أنها لا تستطيع السيطرة على مرتزقتها، وأن تحركاتهم فردية، غير أن موقع “ذي إنترسبت” الأمريكي أكد عدم صحة المزاعم الإماراتية بأنها لا تسيطر على القوات اليمنية الموالية لها، وأوضح الموقع أن القوات الموالية للإمارات لا تستطيع السيطرة على مدينة الحديدة بمفردها، لافتاً إلى أنه من الواضح أن تلك القوات تعتمد على القوة الجوية للتحالف السعودي والدعم البري الإماراتي. وقال مسؤول أمريكي سابق في البيت الأبيض، إن العديد من المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أن الإمارات لن تهاجم الحديدة من دون دعم أمريكا. وأفاد جوست هيلترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، بأنه لا يمكن للقوات الموالية للإمارات أن تنجح في مواجهة أنصار الله من دون دعم الإمارات.
وأضاف: الجانب الإماراتي هو الآخر لا يستطيع النجاح في مواجهة أنصار الله من دون ضوء أخضر ودعم أمريكي، ولمّح هيلترمان إلى أن الترويج لفكرة أن أمريكا والإمارات لا تملكان سيطرة على المقاتلين اليمنيين في معارك الساحل الغربي، تتيح للدولتين قدرة إنكار معقول، في حال تم الهجوم على الحديدة، في إشارة إلى محاولة الجانبين التهرب من مسؤولية تبعات المعركة، بخاصة على المستوى الإنساني.
إقرارات
أعتبر الموقع تصريحات الجانب الإماراتي حول غياب تأثير أبوظبي على الفصائل اليمنية المقاتلة في الساحل الغربي لليمن، بأنها تتعارض مع المشهد على خط تلك الجبهة أواخر الشهر الماضي، والذي حمل إشارة إلى أن المرتزقة اليمنيين "هناك" لا يتحركون دون أوامر إماراتية، وحسب الموقع، أقرّ أحد المقاتلين في جبهة الساحل الغربي لليمن أن رواتبهم يتم دفعها من قبل الإمارات، إلى جانب مبالغ نقدية إضافية، يحصل عليها بعض عناصر ما يسمى بـ "المقاومة" بصورة يومية في أكياس بلاستيكية على خط الجبهة، ولفت إلى أن قادة ميدانيين في تلك المقاومة أبلغوه بأنهم يتلقون أوامرهم من حكومة الإمارات، بمن في ذلك ضباطاً إماراتيين كبار، يتمركزون على ساحل البحر الأحمر.
إقرار بالفشل
أشار الموقع أيضاً وبشكل صريح إلى أن نجاح القوات المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي في أي محاولة للسيطرة على الحديدة، غير مؤكد إلى حد بعيد.
وكشف الموقع، بالاستناد إلى تحليل عسكري أجراه الجيش الأمريكي في هذا الخصوص، أن تلك القوات تعاني من “ضعف إرادة القتال”، إلى جانب صعوبات أخرى يواجهها عناصر تلك القوات، على نحو يبطئ من وتيرة العملية العسكرية باتجاه الحديدة، وبحسب الموقع، فإن عناصر عسكرية من تلك القوات، والمتمركزة على الخطوط الأمامية أقرّت بأنها مترددة إزاء القتال.
انتكاسة جهنمية
استند الموقع إلى الوثيقة العسكرية الصادرة عن الجيش الأمريكي، للوقوف عند ما سماه الانتكاسات الأخيرة للمقاتلين اليمنيين المدعومين من الإمارات، عندما حاولوا الاندفاع شرقاً باتجاه مدينة تعز، التي تسيطر عليها حركة أنصار الله بصورة «جزئية»، وبحسب ما جاء في الوثيقة المذكورة، فإن الحرس الرئاسي الإماراتي أشار إلى أن عمليات شرق المخا لم تجرِ كما كان مخططاً لها، وأن "قواته" تكبدت العديد من الخسائر والإصابات، وعانت من إشكالات في استخدام الأسلحة، إلى جانب تعرضها لـ "أعطال تشغيلية"، موضحاً أن الدوائر الإماراتية نفسها وصفت مسار المعارك هناك بـ "الجهنمي" و"المهلك".