الوقت - "أبو صلاح، الفرعون، الأسطورة، أبو مكة، محبوب العرب، شمس الإنجازات"، كلها ألقاب للاعب كرة قدم واحد إنه المصري محمد صلاح فخر الكرة العربية والإسلامية ومعشوق الجماهير، الذي من المتوقع أن يجعل مدينة ليفربول تصوم رمضان هذا العام لأول مرة في تاريخها.
صلاح الذي تم تتويجه قبل أيام بجائزة أفضل لاعب في "البريمرليغ" متفوقاً على البلجيكي كيفين دي بروين لاعب مانشستر سيتي، وهاري كين مهاجم توتنهام، كان على موعد مع يوم تاريخي آخر له وللجماهير العربية التي أصبحت تتسابق لمشاهدة إنجازاته حتى وإن لم تكن تحبّ كرة القدم، ومع كل لمسة يلامس "ابن المحافظة الغربية" فيها كرة القدم يهيج قلوب المحبين وكل عشاق كرة القدم.
الصحف البريطانية احتفت بصلاح بشكل كبير وأكدت أن إنجازات هذا اللاعب العربي المسلم ولم تتوقف على الصعيد الكروي فقط، بل إن الجماهير الإنكليزية بدأت تحتفي بدينه وأصوله المصرية، بعد أن أصبحت هويته الإسلامية والتزامه بدينه أحد مميزاته التي يتغنّى بها الجمهور البريطاني المعروف بتعصّبه.
الجماهير الإنكليزية تهتف للإسلام لأجل أبو صلاح
"إذا استمر صلاح في التسجيل بهذه السرعة، فإن مدينة ليفربول بأكملها ستصوم رمضان" هكذا يقول البريطانيون عنه باختصار، وأصبحت أغنية الجماهير الإنجليزية التي تشيد بالدين الإسلامي "المسجد سيكون مكاني" لتشجيع صلاح أشهر الأغاني الكروية، وأحدثت ضجة كبيرة في إنجلترا، وتقول كلمات الأغنية "هو جيد بالنسبة لي.. هو جيد بالنسبة لك.. وإذا سجّل المزيد من الأهداف قد أصبح أنا مسلماً مثله، صلاح جيّد بالنسبة لي، صلاح جيد بالنسبة لك، سيكون المسجد مكاني الذي أفضّل الوجود به".
كذلك سحر اللاعب المصري قلوب الأطفال الإنكليز، وبثت مقاطع على الانترنت لأطفال يسجلون هدفاً ثم يسجدون متأثرين باللاعب محمد صلاح، وأعرب عدد من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي عن نيتهم اعتناق الدين الإسلامي من أجل محمد صلاح وما عرف منه من مهارة كروية وأخلاق طيبة، حتى أصبح مثالاً يحتذى به، كما وصفه نجم نادي ليفربول الإنجليزي المعتزل ستيفن جيرارد، بأنه أفضل لاعب على كوكب الأرض في الوقت الحالي بكل المقاييس.
وذهبت بعض الصحف العالمية للحديث عن دور محمد صلاح في تراجع الحوادث العنصرية ضد المسلمين في إنجلترا منذ انضمامه لفريق "ليفربول"، معتبرة أن اللاعب الجيد مثل صلاح يكسر الحواجز، ويدفع الجماهير لتقبّل عرقه أو دينه، حتى لو كانوا في الماضي ضد ذلك، وهو ما يعدّ فائدة كبيرة للتغلب على العنصرية، باعتراف المنظمات الحقوقية ذاتها.
مصر وصلاح
أبو مكة لم يفرح قلب المصريين بأهدافه فقط، بل إن ابن المحافظة الغربية لم ينس أصله وكان فيه خير لأهله حيث قام بالعديد من الأعمال الخيرية سواء لأهل قريته نجريج مركز بسيون محافظة الغربية، أم لمصر ككل، ما جعله أكثر من مجرد لاعب في نظر المصريين والعرب وربما على مستوى العالم، وحرص صلاح الإنسان على أن يكون على تواصل دائم مع أبناء بلده رغم آلاف الأميال التي تفصله عن بلده وموطنه، فقد كان دائم التبرع لمشروعات صحية ومجتمعية منها تبرعه لتطوير وحدات الغسيل الكلوي بمستشفيات طنطا والغربية، والتبرع لمصلحة مستشفى 57357 من خلال جهاز زراعة النخاع العظمي، الذي تبلغ تكلفته 12 مليون جنيه، وتبرّعه بـ 8 ملايين جنيه من أجل إنشاء معهد ديني ووحدة حضانات للأطفال بقريته نجريج، كما قام بشراء 5 فدانات من أجل إنشاء محطة صرف صحّي في قريته الواقعة بمحافظة الغربية، أما مساهمته الأبرز فكانت لصندوق تحيا مصر، الذي يهدف لإنشاء مشروعات تنموية
حصد صلاح خلال مسيرته الكروية ألقاباً كثيرة منها:
في بداية ظهوره تمكّن "موصلاح" كما يلقبه عشاقه الإنكليز من الفوز بجائزة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" لأفضل لاعب صاعد في إفريقيا، وذلك عقب مشاركته مع المنتخب الأولمبي المصري تحت 23 عاماً، موسم 2012.
عام 2013 حصد جائزة أفضل لاعب في دوري السوبر السويسري مع فريقه بازل.
عام 2014 كان صلاح هداف المنتخب الوطني في التصفيات الإفريقية لكأس العالم.
عام 2016 حصل أبو مكة على لقب أفضل لاعب عربي عقب لعبه مع فريق تشيلسي الانجليزي
عام 2016 حصل على جائزة أفضل لاعب في روما، كما حصل على صاحب أفضل هدف في العام ذاته، ودخل قائمة أفضل لاعبي العالم.
خلال مباراته الأخيرة مع روما، ضمن فريقه ليفربول مع روما حقق عدداً آخر من الإنجازات:
انتزع صلاح صدارة قائمة اللاعبين الأكثر تسجيلاً للأهداف في جميع المسابقات في أوروبا لهذا الموسم، برصيد 43 هدفاً، متقدماً بفارق هدف واحد على البرتغالي رونالدو، الذي يحتل المركز الثاني (42 هدفاً).
أصبح محمد صلاح أول إفريقي يسجّل 10 أهداف في نفس الموسم لدوري الأبطال متخطّياً الكاميروني صامويل إيتو، ويتصدر النجم المصري السباق للتتويج بجائزة الحذاء الذهبي، التي تقدم لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية، إذ يتفوق الفرعون المصري على ميسي ورونالدو.
وسجل صلاح حتى الآن 43 هدفاً هذا الموسم أكثر من أي لاعب آخر في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى (إنجلترا- إسبانيا- إيطاليا – ألمانيا – فرنسا)، كما نجح في معادلة رقم أسطورة فريقه ليفربول وهدّافه التاريخي، إيان راش بالتسجيل في 33 مباراة مختلفة، وهو ما حققه راش موسم 1982-1983.