الوقت- أعرب النائب العام القطري، علي بن فطيس المري، عن تشاؤمه حيال عدم وجود بوادر حل لانفراج الأزمة الخليجية وإنهاء الحصار عن بلاده، وكشف عن وجود شرط لدى دول الحصار، يتمثل بإلغاء الدوحة لتنظيم مباريات كأس العالم 2022، كأحد شروط تسوية الأزمة.
وأجاب المري على سؤال صحيفة إيه بي سي الإسبانية بشأن فرصة قطر بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022: "حسناً، هذا الأمر واقع، فقد طلبوا منا التخلي عن تنظيم كأس العالم لرفع الحصار المفروض ضد قطر. وقد دأب الجنرال المسؤول عن إدارة شرطة الإمارات على تكرار هذا الأمر قائلاً: إذا أرادت الدوحة إظهار استعدادها لإيجاد حل ورفع الحصار عنها، عليها أن تلغي مسألة احتضان مباريات كأس العالم لسنة 2022.
وقال المري: إن فرص الحوار لإنهاء الحصار الذي طال بلاده تبدو اليوم معدومة، واصفاً الاتهامات للدوحة بأنها مأوى للجماعات الراديكالية، أنها أشبه بدعابة سمجة، حيث يعلم الجميع أن الدول الثلاث التي تتهمنا بهذا الأمر تواجه مشكلات خطيرة فيما يتعلق بالتطرف والجهاد.
المري تابع: إذا ألقيت نظرة إلى الوراء فيما يتعلق بهجمات 11 من أيلول/ سبتمبر 2001، ستلاحظ أن جنسية معظم الإرهابيين في هذه العملية كانت سعودية، في حين كانت العملية ممولة من قبل أبو ظبي، وهو ما أكدته آنذاك الصحيفة الأمريكية "وول ستريت جورنال". في المقابل، لم يشارك أي مواطن قطري مطلقاً في أي أعمال إرهابية كبرى شنت ضد الغرب.
وحول أسباب اعتبار مصر والسعودية مسألة إغلاق قناة الجزيرة القطرية أمراً في غاية الأهمية، قال المري: يعزى ذلك إلى أن كلتا الدولتين لا تدعم حرية نقل وبث المعلومات التي تتسم بها هذه القناة. في الواقع، يذكّرني موقفهم بممارسات الجنرال شارل ديغول، عندما قرر في سنة 1962 فرض حصار على إمارة موناكو، على خلفية مسألة تتعلق بالضرائب والبث التلفزيوني. أنا لا أرى أي مبرر سياسي آخر قد يدفعهم إلى فرض هذا الحصار سوى شعورهم بالحسد.
ولفت إلى ما أسماه "عدم وجود أي رغبة أو استعداد للحوار"، مشيراً إلى أنه "من الصعب جداً المضي قدماً في عملية تسوية للأزمة. في المقابل، نحن نثق في الجهود التي يبذلها الأمريكيون للتوسط في هذا النزاع؛ نظراً للعلاقات الجيدة التي تربط واشنطن بجميع دول المنطقة. يجب ألّا ننسى أيضاً أن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط توجد في قطر".