الوقت- فجرت قضية القدس واعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بها عاصمة لكيان الاحتلال الخلافات الاردنية السعودية التي بدأت تطفو الى السطح دفعة واحدة، وذهب الأمر بعمان للاعتراف وبشكل علني بوجودها وتأثيرها على الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
رئيس الوزراء الأردني بالوكالة ممدوح العبادي، كشف وللمرة الأولى عن قطع السعودية الدعم عن بلاده بسب مواقف عمان اتجاه القدس، والذي لا ينسجم مع مزاج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقال إن على المواطن الأردني أن يعي بأن بلاده تدفع ثمن مواقفها تجاه القدس المحتلة، وإن التخلي عنها مقترن بتدفق المساعدات، وأضاف العبادي في تصريحات للإذاعة الأردنية أنه لا يوجد دعم من السعودية كما كان سابقا، وأن الاعتماد على النفس هو الحل الوحيد، مؤكدا على غياب الدعم من الأشقاء.
وتأتي هذا التصريحات الأردنية العلنية والتي تتحدث مباشرة عن العقوبة السعودية على الأردن، في وقت كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن سر الخلاف السعودي الأردني، مؤكدة أن العدوان على اليمن وأزمة قطر شكلتا بالإضافة الى قضية الاخوان المسلمين، أهم قضايا الخلاف بين الطرفين.
وبحسب الصحيفة فان هناك ثلاثة أسباب تقف وراء الخلاف السعودي الأردني الذي لوحظ في الآونة الأخيرة:
السبب الأول: هو رفض الأردن إرسال قوات برية للمشاركة بالغزو السعودي لليمن قبل ثلاث سنوات.
والسبب الثاني: اعتراض الاردن على الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات على قطر، خاصة أن هناك أكثر من 50 ألف أردني يعملون في الدوحة.
أما السبب الثالث: فهو أن الأردن رفض المشاركة في الحملة على جماعة الإخوان المسلمين، حيث تعتبر عمّان أن احتواء المخابرات العامة للجماعة سراً أكثر فعالية من تلك الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات ضدها.
واعتبرت الصحيفة أن عمان تعد اهم حليف لأمريكا في المنطقة، رغم ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي بات اليوم حليفاً مفضلاً لواشنطن بدأ يتحرك لاحتلال الفضاء السياسي الذي كان يحتله الأردن، حيث يحاول إعادة تسويق بلاده لتكون صوتاً للإسلام المعتدل، وهي المهمة التي ظلت المملكة الأردنية الهاشمية تلعبها طيلة عقود خلت.
وأشارت الصحيفة الى أن محمد بن سلمان وبدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطرح نفسه على أنه الخيار المناسب للصفقة النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو ما أثار المخاوف الأردنية، لافتة الى أن الأردن يعيش هذه الأيام أزمة اقتصادية خانقة في منطقة عربية مشتعلة، حيث يعاني اقتصاده من الضغط بسبب وجود نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلى لاجئين من دول عربية أخرى، يقابل كل ذلك توتر في علاقته مع الإمارات والسعودية، الدولتين اللتين كانتا تقدمان مساعدات مالية للأردن.
وقبل هذه التصريحات، دعت الحكومة الأردنيين من اسمتهم "الاشقاء" إلى تفهم موقفها، وتحدثت قبل أيام عن عجز خانق في الموازنة وعن قطع المساعدات والمنح عنها. وقال ملك الأردن عبد الله الثاني في لقاء مع بعض طلاب الجامعة الأردنية إن قطع المساعدات الدولية يرتبط بالموقف الأردني المدافع عن القدس.
وأكد الملك الاردني أن بعض الدول حاولت مساومة بلاده بشأن التخلي عن مواقفها اتجاه القدس المحتلة مقابل معونات اقتصادية، واشار الملك الاردني، الى أن عمان تتعرض لضغوط اقتصادية بسبب الموقف الأردني من القرار الأمريكي الأخير باعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، مؤكدا أن بعض الدول أرسلت إلى الأردن رسائل مفادها أن تغير الموقف الأردني من موضوع القدس سينعكس ايجابا على اقتصاد الأردن.
كذلك كشفت وسائل اعلام غربية وعربية في وقت سابق أن السعودية مارست ضغوطا كبيرة على الملك الاردني لمنعه من المشاركة في القمة الاسلامية التي انعقدت قبل أسابيع في اسطنبول بعد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الامريكية من تل أبيب اليها وهو ما أثار موجة غضب عارمة في العالمين العربي والاسلامي.
وتؤكد مصادر اردنية مطلعة أن الامارات بدأت فعليا التوسط بين عمان والرياض لإزالة التوترات في العلاقة بين الاردن والامير محمد بن سلمان خصوصا بعد الانباء عن عدم تفهم السعودية لدور الاردن في رعاية القدس وبعد اعتقال الملياردير صبيح المصري بأمر من بن سلمان، ووضعت زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني الى أبو ظبي في هذا الاطار.