الوقت- عادت المفاوضات بين الأمير السعودي الوليد بن طلال وابن عمه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان الى نقطة الصفر، وذلك بعد رفض الوليد دفع مبلغ وقدره 6 مليار دولار للإفراج عنه، مطالباً السلطة القضائية في السعودية بتحقيق رسمي شفاف بحضور خبراء ومحامين دوليين متخصصين في عالم المال والأعمال من اجل تبرئة ساحته من اتهامات الفساد الموجهة إليه، لكن بن سلمان يرفض هذه الصيغة لأن البراءة التامة للوليد يعني وجود تعسّف من طرفه باعتقال الأمراء وكذلك هزيمته في مواجهة الوليد، مما سيشجع أمراء آخرين على التحدي.
ماذا يريد بن سلمان من الوليد؟!
مع تعرقل صفقات بن سلمان مع الوليد بن طلال في محكمة الخمس نجوم في فندق الريتز في الرياض، تزداد ورطة ولي العهد مع مضي شهرين على الحملة التي لم تنته بعد بحق أولاد عمه من ال سعود، حملة أراد منها تطويع اميرين أساسيين يشكلان خطراً كبيراً امام وصوله الى العرش هما "متعب بن عبد الله" رئيس الحرس الجمهوري السابق والملياردير "الوليد بن طلال".
واستطاع بن سلمان بأسلوبه الفطن من اخضاع الأمير متعب بن عبد الله الذي كان يشكل عقبة كبيرة امام وصوله الى العرش وذلك بعد اعفائه من منصبه من ثم زجه بالسجن، قبل أن يطلق سراحه بعد موافقته على صفقة بن سلمان التي تقتضي بدفع أكثر من مليار دولار والابتعاد عن الأمور السياسية في المملكة، بحسب وكالة رويترز.
صحيح ان اعتقالات بن سلمان لأولاد عمه كانت تطغى عليها الاهداف السياسية، الا ان الامر كان مختلف بالنسبة للوليد بن طلال، حيث كان يحمل اعتقاله طابعًا اقتصادياً وسياسياً على حد سواء. فبن طلال هو اقوى الامراء على الاطلاق من الناحية الاقتصادي، الأمر الذي أعطاه دور سياسي فاعل داخل المملكة وخارجها حيث لديه أصدقاء كثر على اعلى المستويات من الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى غيرهم من الرؤساء الذين استغربوا اعتقال الوليد لما يشكله من داعم اقتصادي لبلادهم.
ويعي بن سلمان أن ترامب التاجر قد يغيّر من موقفه تجاه تنصيبه ملكاً في حال حصوله على أي "رشوة" من الملياردير الوليد بن طلال وعلى هذا الأساس شرع بن سلمان في خطته من اجل تجريد الوليد بن طلال من نقطة قوته وهي المال، واضعاً يده على أموال الوليد في السعودية، وسعى بن سلمان الى مصادرة أموال الوليد بن طلال في الخارج، الا ان المؤسسات المالية اخبرته أنه يجب حضور الوليد بن طلال نفسه الى هذه المؤسسات الموجودة في الغرب لكي يقرر بكل حرية في مصير أمواله. ورفضت البنوك الدولية ايضاَ رفضا قاطعا مدّ السعودية بالبيانات المالية بل عملت على التدقيق في كل وثيقة قد يكون الوليد بن طلال قد وقعها.
وفي هذا السياق، كشفت معلومات بريطانية أن الرياض تحركت فعلا باتجاه المغرب وذلك لحجز أملاك الملياردير السعودي الذي يتوفر على مشاريع ضخمة في عدة مدن مغربية، جاءت في سياق حصول السلطات السعودية على دعم أميركي لمصادرة أموال الأمراء المتهمين بالفساد المالي.
الرأي العالمي ينقلب على بن سلمان
استمرار اعتقال الوليد بن طلال زاد من ورطة ولي العهد وخاصة بعد مضي أكثر من 3 أشهر على اعتقاله للوليد دون تحقيق أي من صفقة مع الأخير، وأصبح بن سلمان محرج امام الرأي العام وخاصة الأمريكي حيث تساءل ستيفن سنايدرالصحفي الأمريكي في برنامج "ذي وارلد" عن مصير الوليد قائلاً: لماذا يتم اعتقال واحد من أغنى أغنياء العالم، ولا أحد يتكلم؟ وقال إن الأمير الوليد بن طلال المحتجز في السعودية منذ شهرين، اختفت قصته.
كما ويعتقد سياسيون فرنسيون أن الرئيس ماكرون سيثير مع ضيفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في أواخر فبراير/ شباط أو مطلع مارس/ آذار المقبلين مسألة احتجاز السلطات السعودية المتواصل لمجموعة من الأمراء، في طليعتهم الأمير الملياردير الوليد بن طلال.
يذكر انه تمّ توقيف الأمير الوليد بن طلال منذ أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2017 مع عشرات من النخبة السياسية والاقتصادية في البلاد في حملة قالت السلطات السعودية إنها "حملة على الفساد".