الوقت - رداً على القصف السعودي المتواصل على بلادهم كثف الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة لحركة انصار الله هجماتهم الصاروخية على مواقع عسكرية داخل الاراضي السعودية ملحقين بها خسائر جسيمة بالارواح والمعدات.
واستهدف القصف الصاروخي مبنى إمارة ظهران الجنوب بصواريخ النجم الثاقب والتي تصنع محلياً . كما أطلق الجيش اليمني 46 صاروخاً على مواقع العين الحارة والخوبة والسودة ومحطة الغاز في سلعة ودمّر عدداً من الآليات العسكرية السعودية في هذه المواقع . وتم أيضاً استهداف موقع الرديف العسكري في منطقة جازان جنوب السعودية.
في هذه الاثناء استشهد وجرح العشرات من اليمنيين جراء غارات لطيران التحالف السعودي - الامريكي على احد الاسواق الشعبية في محافظة صعدة شمال اليمن . كما قصفت الطائرات السعودية قلعة حرم التاريخية في مديرية رازح بصعدة وجددت قصفها لمطار عدن الدولي جنوبي اليمن، واستهدفت الغارات أيضاً جبل النهدين ومعسكر العفا في محيط صنعاء ومنطقة الزور غربي مأرب وسط البلاد.
من جهة اخرى اشار القيادي في حركة أنصار الله "عبد الوهاب طلال" إلى أن انفجارات واشتباكات عنيفة دارت بين اللجان الثورية والجماعات الارهابية شمالي عدن جنوبي البلاد ، لافتاً إلى ان الارهابيين ارتكبوا مجزرة بشعة جديدة وذلك بقصف عدة مناطق في عدن ما أدى إلى استشهاد وأصابة العشرات من المدنيين بينهم الكثير من الاطفال والنساء وتدمير عدد من المنازل وتضرر الكثير منها.
وفي مدينة الضالع لقي عشرات الارهابيين مصرعهم في كمين مسلح للجان الثورية، فيما شنّ الجيش اليمني هجوماً واسعاً على منطقة " الواقعة " ما ادى إلى مقتل العشرات من الارهابيين بينهم القيادي المدعو " ابو ابراهيم".
في غضون ذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية تميم الشامي عن استشهاد 23 شخصاً من الكوادر الطبية وإصابة آخرين في غارات سعودية، أدت أيضاً إلى تدمير 61 مستوصفاً ومركزاً طبياً. وأشار الشامي إلى ان الغارات السعودية استهدفت أيضاً 14 سيارة إسعاف في مختلف المحافظات اليمنية ، مؤكداً أن الحصار البري والبحري والجوي على اليمن قد إدى إلى انعدام وسائل الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي في المراكز الطبية.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" حذرت من تدهور الأوضاع الصحية في اليمن، وقالت إنها استقبلت قبل يومين في مدينة عدن وحدها أكثر من مئة جريح، بينهم نساء وأطفال، جراء القصف السعودي العشوائي ، فيما اكدت وزارة الصحة اليمنية أنها تمتلك أدلة قاطعة على استخدام السعودية لأسلحة محرمة دولياً في قصفها لليمن.
بدوره اعلن المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية "طارق جاساريفيتش" إن الوضع الصحي العام في اليمن انحدر كثيراً منذ بداية الصراع. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال لم يتلقوا اللقاحات وهذا يضعهم في خطر الإصابة بأمراض معدية . وأضاف أن هناك شح كبير بالمياه النظيفة وصعوبة في ايصال المساعدات الطبية.
على صعيد آخر إتهم عضو المجلس السياسي لحركة أنصارالله "ضيف الله الشامي" المبعوث الأممي إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد" بأنه يمارس الأجندة السعودية أكثر من ممارسته أجندة الأمم المتحدة، محذراً من محاولة فرض معادلة جديدة على الشعب اليمني والسعي لتأجيل الحوار اليمني - اليمني الذي دعت له الامم المتحدة.
وأشار الشامي إلى أن مؤتمر جنيف يجب أن يضم كافة القوى والمكونات السياسية اليمنية التي عقدت حواراً طويلاً خلال أكثر من 9 أشهر ، ووقعت أخيراً على اتفاقية السلم والشراكة، مؤكداً على ضرورة أن تحدد أهداف مؤتمر جنيف لكافة القوى والمكونات السياسية للانطلاق نحو الحوار.
وكانت وسائل اعلام قد تحدثت عن أن وفد حركة انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي لم يغادر إلى جنيف بعد، رغم تسمية أعضائه، وردّت أسباب ذلك إلى اعتراض الحركة على غموض آلية المحادثات وعدم استجابة المبعوث الاممي " اسماعيل ولد الشيخ احمد" لطلب الحركة بتقديم توضيح رسمي بشأن الأطراف الاخرى المشاركة والممثلين عنها.
وفي وقت سابق أعلنت الأمم المتحدة عن تأجيل محادثات جنيف التي كانت مقررة الأحد إلى يوم الاثنين . وعزا بيان المنظمة الدولية سبب التأجيل إلى تأخر وصول أحد الوفود إلى العاصمة السويسرية.