الوقت - أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تقريراً تناولت فيه قدرات إيران العسكرية لاسيّما في مجال صناعة الرادارات والطائرات بدون طيار.
وأشار التقرير إلى أن إيران تمكنت من تطوير قدراتها في كافة الصنوف العسكرية اعتماداً على قدراتها الذاتية، مستفيدة من التجارب الغنيّة التي اكتسبتها في هذا المجال طيلة العقود الثلاثة الماضية.
واعترف التقرير بأن إيران باتت إحدى الدول المتخصصة في صناعة الرادارات وطائرات الاستطلاع (بدون طيار) على مستوى العالم، إضافة إلى التطور الكبير الذي حققته في مجال صناعة الصواريخ البالستية والبوارج البحرية.
ونوّه التقرير إلى تصريحات قائد مقر خاتم الأنبیاء (ص) للدفاع الجوي الإیراني "العمید فرزاد اسماعیلي" التي أكد فيها أن إيران باتت إحدى الدول الست المتقدمة عالمياً في صناعة الرادارات ومن بينها رادار (كاوش) الذي يعد جزءاً من منظومة (مرصاد) للدفاع الجوي، وكذلك منظومة رادار (نذير) القادرة على كشف الأهداف التي يصعب اكتشافها عن طريق الرادارات التقليدية. ويتمتع رادار (نذير) بقدرة عالية على التخفي والإفلات من القدرات الإلكترونية المعادية.
ويتولى رادار (كاوش) في منظومة (مرصاد) عملية البحث والكشف عن الهدف في الارتفاعات المنخفضة. وبمساعدة هذا الرادار تتمكن منظومة (مرصاد) من تدمير الهدف الطائر على ارتفاع منخفض أيضاً.
وتستطيع منظومة (مرصاد) تحديد الهدف من مسافة 150 كيلومتراً بواسطة رادار (كاوش) والتركيز عليه على بعد 80 كيلومتراً واستهدافه على مدى 45 كيلومترا. وحسب إعلان وزارة الدفاع الإيرانية، فإن منظومة مرصاد قادرة على الإطلاق المتزامن باتجاه هدفين في آن واحد.
وألمح تقرير البنتاغون إلى أن "العمید فرزاد اسماعیلي" قد أوضح خلال تصريحاته بأن رادار (نذير) يتمكن من رصد طائرات التجسس الأمريكية من طراز (U2) و(MQ1) و(RQ4).
وكان قائد مقر الدفاعات الجوية الإيرانية قد أعلن في وقت سابق أن المنظومة الصاروخية لمقره قادرة على إسقاط أهداف يبلغ مقطعها العرضي الراداري أقل من 0.01 متر مربع.
وأعرب تقرير البنتاغون عن اعتقاده بأن إيران تمكنت أيضاً من تطوير صواريخها (أرض - جو)، والتي يحاكي بعضها الصواريخ الروسية من طراز (إس -300)، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن إيران يمكنها أن تطور هذه المنظومات في المستقبل، بالاستفادة من الظروف التي حصلت بعد إبرامها الاتفاق النووي مع مجموعة (5+1) في تموز/يوليو 2015 والذي دخل حيز التنفيذ في مطلع عام 2016، لأن هذا الاتفاق يقضي برفع الحظر الاقتصادي والتقني المفروض على إيران منذ سنوات طويلة على خلفية الأزمة النووية مع الغرب.
وأشار تقرير وزارة الدفاع الأمريكية كذلك إلى أن إيران نجحت أيضاً في صناعة منظومة دفاع جوية من طراز (بصير) القادرة على تبادل المعلومات مع المنظومات الأخرى من الرادارات والتي يمكن الاستفادة منها في إدارة العمليات الحربية المعقدة، لأنها تتيح للقادة العسكريين الإيرانيين الإشراف الكامل على ساحة المعركة ضد أي عدوان محتمل.
كما لفت التقرير إلى نجاح إيران في صناعة منظومة رادار (سميع) التي يمكن حملها على عجلات خفيفة الوزن، و(صامت 1) التي تتمتع بقدرتها الفائقة على جمع معلومات دقيقة وواسعة عن الأهداف المعادية، وبالتالي تقوم بتوفير المعطيات اللازمة لتوجيه الصواريخ المنطلقة نحو الهدف حتى لحظة الإصابة به.
ومن الميزات الأخرى لهذه المنظومة هي قابليتها على التحرك والتنقل السريع وإمكانية نصبها وتركيبها في فترة زمنية قصيرة جداً ما يزيد من فاعليتها العملياتية في الظروف القتالية الصعبة.
ولفت تقرير البنتاغون إلى أن إيران أزاحت الستار أيضاً عن مجموعة أخرى من الرادارات والصواريخ البعيدة المدى، مشيراً إلى أن عدد كبير من هذه الصواريخ تم إخفاؤه في ملاجئ رصينة ومحكمة تحت الأرض أو في الجبال الوعرة والصحاري الواسعة لضمان الحفاظ عليها من جانب، والتمكن من استخدامها بعيداً عن رصد القوات المعادية لضمان عنصر المباغتة الذي يعد من أهم عوامل القوة في أي مواجهة عسكرية محتملة.
وختم التقرير الأمريكي تغطيته بالقول إن طائرات الاستطلاع (بدون طيار) الإيرانية الصنع والتي تم تجربتها خلال المناورات المتعددة التي أجرتها قوات حرس الثورة الإسلامية أثبتت هي الأخرى قدرتها على لعب دور مهم في جمع المعلومات اللازمة عن القطعات المعادية لأنها مجهزة بمعدات إلكترونية متطورة جداً، كما أن الكثير من هذه الطائرات قادر على حمل رادارات وصواريخ متطورة من طراز (جو - جو) و (جو - أرض) و(جو - بحر) لضرب الأهداف المعادية.