الوقت- تعتبر جزيرة الدمى المكسيكية بتفاصيلها الصغيرة وغروبها المرعب حين يسقط قرص الشمس خلف قنوات سوتشيميلكو المائية فيها من أكثر المناطق المرعبة حول العالم.
تبعد الجزيرة مسافة ساعتين جنوب مدينة مكسيكو، وتشتهر بإمتلائها بالدمى غريبة الأشكال والمقطعة الأوصل، والمعلقة في كل ناحية وجزء من الجزيرة.
هذه الجزيرة ليست كارنفالاً أو مكان لقضاء أعياد الهالوين إنما هي جزيرة تاريخية يعود إنشاؤها إلى ما قبل إكتشاف الإسبان للقارة الأمريكية، واعتبرت حديقة عائمة إستغلت في الزراعة قبل أن تتحول في التاريخ الحديث إلى جزيرة الدمى المرعبة.
تعددت الأساطير والقصص حول سبب نشأة هذه الجزيرة إلا أن أشهرها يقول بأن الجزيرة رهينة روح فتاة غرقت في قناة مائية تمر بالجزيرة، وحدث أن مرّ رجل ووجد جثة الفتاة في عام 1950. واعتقد الرجل بأن روح الفتاة قد استلبسته، بعدها رأى دمية تطفو على سطح الماء ومنذ ذلك الوقت وهو يعتقد أن ذلك علامة على صحة إعتقاده حول تلبس روح الفتاة له، فبدأ بتجميع الدمى ونشرها في الجزيرة وعلى أشجارها وكل أجزائها واستمر على هذه الحالة حتى وفاته في عام 2001 في ظروف غامضة.
وبالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بكل ما يتعلق بمسائل السحر والغموض وما وراء الطبيعة، فلن يكون مفاجئا بأن تكون القنوات المائية القديمة مثل سوتشيميلكو، وهي من صنع الإنسان في أمريكا الوسطى، موطنا للأرواح والأشباح.
ومع مرور السنين تحولت الجزيرة إلى معلم سياحي شهير جداً يقصده السيّاح من كل مكان، وأضاف لجنوب العاصمة المكسيكية ميزة جديدة. وما يميّز الجزيرة أنها تقع وسط عدد من البحيرات الشهيرة أهمها سوتيميلكو، وهي البحيرة التي تتوسط حضارات المكسيك القديمة جميعها، وأهمها حضارات مثل التولتيك والأزتيك.
وبإعتبار أن السياحة في هذه الجزيرة غريبة ومخيفة، فإن قلة يتجرأون على عبور هذه الجزيرة ليلاً على أضواء الشموع، وما روي من مشاهدات لا يحفز الآخرين على فعل المثل، إذ نقلوا أنهم سمعوا أصوات لإمراءة تنادي أطفالها وكأنهم ضائعون، ذلك إلى جانب مشاهدات وظواهر أخرى يصعب تفسيرها.
وتضم هذه الجزيرة كثافة أشجار مزينة بتعليق دمى بلاستيكية مشوهة عليها، ولكن بطرق مخيفة، إما مشنوقة أو مقطعة الأوصال، أو مصلوبة أو مقلوبة، ولا أحد يملك تفسيراً لسبب وضع هذه الدمى، ولكن إن زرتم الجزيرة ستسمعون قصص عديدة غريبة قد ترتقي بعضها إلى الأساطير والخرافات.
الجدير بالذكر أن بعض الجهات المختصة ستقوم بتنظيم رحلات دورية إلى البحيرات العريقة المحيطة بالجزيرة بدءاً من يوم غد 31 أكتوبر، ويهدف النشاط إلى جمع أموال لأجل مساعدة المتضررين من الزلزال الذي ضرب وسط المكسيك وتحديداً منطقة سان غريغوريو والأحياء المجاورة منذ فترة وجيزة.
وكتحفيز لزيارة هذا المعلم السياحي المكسيكي المهم أعلن القيمون على هذه الرحلة أن أول 20 شخص سيقومون بهذه الرحلة سيتسنى لهم زيارة جزيرة الدمى المخيفة!