الوقت - قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية اليوم إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى لوضع اسم الحرس الثوري في القائمة الدولية الإرهابية، يذهب إلى طريق يجعل الولايات المتحدة قريبة أكثر من مسرح حرب إقليمية مدمرة.
وفي هذا السياق انتقد موقع السياسة الخارجية التابع لمجلس السياسة الخارجية سياسة ترامب المحتملة لإدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية وحذر من آثار هذا التحرك على الصعيدين الاقليمي والدولي.
ووفقا لما نشرته المجلة الأمريكية فإن أبرز هذه النقاط هي كما يلي:
- يمكن أن يكون هذا القرار من أكثر الأخطاء المدمرة للسياسة الخارجية الأمريكية بعد غزو العراق (مارس 2003). وهذا سيجعل العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران أكثر تعقيدا في الشرق الأوسط عما كانت عليه في الماضي.
- إن وضع الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية يمكن أن يكون له آثار فورية وكارثية محتملة على الشرق الأوسط.
- لأي سبب من الأسباب، فإن قوات الحرس الثوري الإسلامي هي قوة عسكرية رسمية تابعة لدولة عضو في الأمم المتحدة.
- وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة، فإن الحرس الثوري قد حظي بتأييد الكثير من الرأي العام الإيراني، وخاصة في السنوات الأخيرة، من خلال لعب دور في تأمين الأمن القومي الإيراني خارج حدوده، ولا سيما بالنظر إلى أزمات الشرق الأوسط الحالية.
- نجح الحرس الثوري في السنوات الأخيرة في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق ومنعه من الاستيلاء على بغداد بعد مشروع الخلافة الذي أعلنه التنظيم الإرهابي.
- صحيح أن الفيلق يعتبر الولايات المتحدة و"إسرائيل" أعداء له، ويساهم في دعم الجماعات المناهضة للولايات المتحدة والمضادة لـ"إسرائيل"، ولكن في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد وصول ترامب إلى سدة الحكم، توضح لجزء كبير من الرأي العام الإيراني الموقف المناهض لإيران، حيث بات جليا وواضحاً أن ترامب ونتنياهو يعملان ضد إيران وبشكل كبير.
- اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، بطل وطني في نظر قسم كبير من الرأي العام الإيراني. حتى أن العديد من معارضي النظام الإسلامي في إيران لديهم انطباع إيجابي تجاه هذا القائد العسكري، حيث أن صفحة الإنستغرام لهذا القائد العسكري لديها الآلاف من المتابعين والعديد من الصحف الإيرانية تنشر صوره على صفحتها الخاصة، ومن الصعب جدا العثور على إيرانيين لا يحبون هذا القائد العسكري.
- كان خطاب ترامب الأخير في الأمم المتحدة، الذي أوضح خلاله هجومه الشديد على الحكومة الإيرانية، يرجع إلى سياساته، وخاصة في سياق حظر دخول الإيرانيين إلى الولايات المتحدة، وهو أمر غير مقبول على نطاق واسع من قبل الشعب الإيراني.
- وضع اسم الحرس الثوري على القائمة الإرهابية له عواقب كثيرة ولا يقتصر على مجموعة صغيرة من كبار القادة العسكريين. فعلى سبيل المثال، خدم مئات الآلاف من الشبان الإيرانيين خدمتهم العسكرية لمدة سنتين في فيلق الحرس الثوري، وفي هذا الصدد فإن الشعب الإيراني سوف يتضرر بشكل كبير.
- نظرا للنشاط الاقتصادي الهائل الذي قام به الحرس الثوري الإيراني الذي بدأ بعد الحرب التي دامت 8 سنوات مع العراق، سيكون من الصعب جدا التمييز بين القوات ذات الصلة بالحرس الثوري وغير المرتبطة بالاقتصاد الإيراني.
- عن طريق وضع الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية، يذهب الصدام إلى مسار أكثر وأشد غرابة بين الولايات المتحدة مع المجتمع الإيراني ويحتمل أن يحدد المشهد حربا إقليمية مدمرة.
- قلق فرنسي بشأن البيت الأبيض الذي يخطط لإعلان الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية"..
وفي هذا السياق أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها إزاء خطة البيت الأبيض لإعلان أن قوات الحرس الثوري الإسلامية "منظمة إرهابية"، وقالت إن هذه الخطوة ستزيد من حدة التوترات في المنطقة.
ووفقا لرويترز، فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "أين روتاثسبي" ردا على سؤال حول ما إذا كانت باريس تؤيد إعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية: "في ظل ظروف عدم الاستقرار في المنطقة، تشعر فرنسا بالقلق إزاء أي تدابير يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة الحالية ".
مصدر في وزارة الخارجية الروسية: أي اجراء ضد الحرس الثوري الإيراني يهدد الأمن العالمي
وفي يوم الخميس الماضي، انتقدت وزارة الخارجية الروسية قرار البيت الأبيض بإعلان الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية"، وأعربت عن معارضتها لهذه القضية.
ونقل متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية قوله إن "العمل الأمريكي لإضافة اسم الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة الإرهاب قد منع هزيمة الإرهابيين".
وقال المصدر في وزارة الخارجية الروسية أيضا إن مثل هذه الاتهامات قد تؤدي إلى نتائج سلبية في المنطقة والأمن العالمي.
وأوضح المصدر الروسي أن "التهمة الموجهة إلى قوات الحرس الثوري الإيراني وفقا لتصورنا، في الوضع الراهن في سوريا، تتفق مع المنطق الأمريكي الخاطئ، وهذه الادعاءات لا تساعد على هزيمة الإرهابيين، بل على العكس من ذلك، لأنه يهدف في المقام الأول إلى الحد من الضغط العسكري على الإرهابيين.