الوقت - يبدأ الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الأربعاء زيارة إلى طهران للتباحث مع كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن القضايا الإقليمية والدولية وسبل تعزير التعاون بين البلدين في كافة المجالات.
وكان رئيس أركان الجيش التركي "الجنرال خلوصي آكار" قد توجه إلى طهران يوم الأحد الماضي للقاء نظيره الإيراني "اللواء محمد حسين باقري" والتباحث معه بشأن العديد من القضايا والوضع الراهن في المنطقة لاسيّما في سوريا وسبل مكافحة الإرهاب والتهريب ومسألة كردستان العراق وتفعيل الاتفاقيات العسكرية المبرمة بين الجانبين الإيراني والتركي والتي تحتاج لمزيد من التشاور لدخول حيز التنفيذ.
وجاءت زيارة خلوصي رداً على زيارة الوفد العسكري الإيراني الرفيع برئاسة باقري إلى تركيا مؤخراً والتي بحث خلالها مع أردوغان ووزير الدفاع "نور الدين جانيكلي" آفاق التعاون العسكري وكافة القضايا الأمنية الإقليمية ومحاربة الإرهاب والتطورات في سوريا والعراق والمسائل المتعلقة بأمن الحدود بين البلدين.
والتساؤل المطروح: ما أهمية زيارة أردوغان إلى طهران في الوقت الحاضر، خصوصاً في ظل الظروف الحسّاسة والمعقدة التي تشهدها المنطقة على أكثر من صعيد.
يمكن تلخيص أبعاد ومحاور هذه الزيارة بالشكل التالي:
المحور العسكري وملف إقليم كردستان العراق
أوضحت مصادر دبلوماسية وإعلامية تركية وإيرانية بأن زيارة أردوغان إلى طهران ستتناول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالين العسكري والأمني، بالإضافة إلى بحث موضوع الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان العراق قبل أيام بشأن الانفصال والذي واجه اعتراضات شديدة من قبل الحكومة العراقية ودول الجوار ومعظم مكونات الشعب العرقي بما فيها عدد من الحركات والأحزاب الكردية داخل الإقليم.
وتجدر الإشارة إلى أن إيران وتركيا تشددان على ضرورة حفظ وحدة الأراضي العراقية والتنسيق مع الحكومة العراقية لمواجهة تداعيات استفتاء الإقليم الكردي والذي خلق أزمة متعددة الجوانب على المستويين الداخلي والإقليمي.
الملف السوري
تسببت التطورات المهمة التي شهدتها سوريا في الآونة الاخيرة على الصعيدين الميداني والسياسي خصوصاً في ما يتعلق بتحركات الأكراد بإثارة خشية أنقرة لاعتقادها بإمكانية تمدد تأثير هذه التحركات على الداخل التركي لاسيّما في ما يرتبط بمحاولات الأكراد لإنشاء إقليم بحكم ذاتي في شمال سوريا.
ومن الجدير بالذكر أن أكراد سوريا المنضوين في إطار قوات "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"وحدات حماية الشعب" تمكنوا مؤخراً من تحقيق انتصارات مهمة على "داعش" وتحرير مناطق حساسة في شمال وشرق البلد خصوصاً في مدينتي "الرقة" و"دير الزور".
إلى جانب ذلك تعتقد طهران وأنقرة أيضاً بضرورة التنسيق في ما يتعلق بمناطق خفض التصعيد أو التوتر في سوريا والذي ورد ضمن وثيقة عرضتها موسكو خلال الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا بين الحكومة السورية والمعارضة، وكذلك السعي لتمديد هذه المناطق لتشمل مساحات أخرى في شمال سوريا.
محاربة الإرهاب
تعتقد إيران وتركيا بضرورة التنسيق والتعاون التام لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية في المنطقة لاسيّما تنظيم "داعش". كما ترغب أنقرة بالتعاون مع طهران لمواجهة حزب العمال الكردستاني (ب.ك.ك) المحظور في تركيا والمصنف كمنظمة إرهابية من قبلها والعديد من عواصم المنطقة والعالم.
وتسعى تركيا أيضا إلى تهيئة الأرضية لمشاركة سوريا في خططها الرامية إلى تطويق التحرك الكردي باعتبار أن دمشق تربطها علاقات قوية مع طهران في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية.
تطوير العلاقات الاقتصادية
قال الرئيس التركي في وقت سابق أن زيارته إلى إيران تأتي للمشاركة في اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك الذي تم تأسيسه عام 2014، والتوقيع على وثائق لدعم وتسهيل التعاون الاقتصادي بين الطرفين، موضحاً في الوقت نفسه أنه عقب الزيارة ستتضح معالم خارطة الطريق للمرحلة المقبلة بالنسبة لأنقرة حيال قضايا المنطقة.
ويتوقع المهتمون بالشأن الاقتصادي أن يرتفع حجم التبادل التجاري بين إيران وتركيا إلى أكثر من 30 مليار دولار، خصوصاً وأن الطرفين لديهما وجهات نظر مشتركة في هذا المجال.