الوقت- فقد العراق بالأمس رئيسه السابق جلال طالباني او كما يسمى في الاوساط الكردية " مام جلال" فمن هو الرجل المناضل جلال طالباني الذي تولى سدة الحكم في العراق.
ولادته
ولد جلال حسام الدين نور الله نوري طالباني في 12 نوفمبر في قرية كلكان على سفح جبل كوسرت المطلة على بحيرة دوكان في محافظة السليمانية العراقية وهو الرئيس السابع للعراق، في حين يعد الرئيس الثاني للعراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، ويعرف في صفوف الأكراد باسم مام جلال (العم جلال)، أطلقت عليه هذه التسمية منذ أن كان صغيرا.
رحلته الدراسية
التحق طالباني بصفوف كلية الحقوق في بغداد عام 1953 لكنه اضطر لترك الدراسة حينما كان في السنة الرابعة عام 1956 هربا من الاعتقال بسبب نشاطه في اتحاد الطلبة الكردستاني.
وفي يوليو/تموز 1958، وعقب الإطاحة بالملكية الهاشمية، عاد طالباني إلى كلية الحقوق وتابع -في الوقت نفسه- عمله صحفيا ومحررا لمجلتي خابات وكردستان. وبعد تخرجه عام 1959 استدعي لتأدية الخدمة العسكرية في الجيش العراقي حيث خدم في وحدتي المدفعية والمدرعات، وكان قائدا لوحدة دبابات.
حياته السياسية
كان طالباني عضوا في الحزب الديمقراطي الكردي عام 1947، وتميز بنشاطه وكفاءته في أداء الواجبات والمهمات الحزبية التي كان مكلفا بها، وعندما اندلع التمرد الكردي ضد حكومة عبد الكريم قاسم في سبتمبر/أيلول 1961 كان الطالباني مسؤولا عن جبهتي القتال في كركوك والسليمانية.
وفي منتصف الستينيات، تولى عددا من المهام الدبلوماسية التي مثل فيها القيادة الكردية في اجتماعات في أوروبا والشرق الأوسط. وعندما انشق الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1964 كان الطالباني عضوا في مجموعة المكتب السياسي التي انفصلت عن قيادة الملا مصطفى بارزاني. وقد أدى انهيار الثورة الكردية في مارس/آذار 1975 إلى أزمة كبيرة لأكراد العراق، حيث أسس الطالباني مع مجموعة من المفكرين والنشطاء الأكراد الاتحاد الوطني الكردستاني.
تنظيم طالباني للحراك الكردي المسلح
وفي عام 1976 بدأ تنظيم المعارضة المسلحة داخل العراق، وخلال الثمانينيات قاد المعارضة الكردية للحكومة العراقية من قواعد داخل العراق إلى أن قام صدام حسين بحملته العسكرية المسماة بالأنفال لسحق هذه المعارضة في 1988
كان طالباني مقاتلا، إذ شارك في انتفاضة الأكراد ضد الحكومة العراقية في ستينيات القرن الماضي، كما حمل السلاح ضد الحكومة العراقية المركزية في السبعينات، وهو مؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في سوريا عام 1975.
بعد ذلك سعى الطالباني إلى إيجاد تسوية تفاوضية للتغلب على المشاكل التي اجتاحت الحكومة الكردية، بالإضافة إلى القضية الأكبر وهي حقوق الأكراد في محيط المنطقة الحالية. وقد استفاد هو وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني من خسارة الجيش العراقي في الحرب الخليجية الثانية عام 1991 بإقامة إقليم كردي شبه مستقل في كردستان العراق.
موقع طالباني بعد الغزو الامريكي للعراق
وبعد غزو العراق في مارس/آذار 2003، دخل الطالباني والبارزاني العملية السياسية في العراق وشغلا مواقع قيادية بارزة تعززت إثر فوز تحالفهما الكردستاني بالمرتبة الثانية بعد الائتلاف الشيعي في انتخابات 2005، حيث شغل الطالباني منصب رئيس للعراق.
وقد انتخب البرلمان العراقي في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 الطالباني -وهو مرشح ائتلاف الكتل الكردستانية- رئيسا للعراق في ولاية ثانية بعد حصوله على غالبية الأصوات.
العراك مع المرض
عاني الطالباني في السنوات الأخيرة من حياته من مشاكل صحية، حيث أدخل إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن في 25 فبراير/شباط 2007 بعد وعكة صحية أصابته، وأجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2008، وفي نهاية عام 2012 غادر العراق للعلاج في ألمانيا من جلطة أصيب بها ودخل على إثرها في غيبوبة، ومكث هناك نحو عام ونصف حتى عاد للعراق في يوليو/تموز 2014.
المنية
توفي الطالباني يوم الثلاثاء 03 أكتوبر/تشرين الأول 2017 عن عمر ناهز 84 عاما، في أحد مستشفيات ألمانيا، وذلك بعد نحو عشر سنوات من المعاناة مع المرض، وبعد رحلات علاجية قادته إلى الولايات المتحدة وألمانيا.