الوقت- يتساءل العديدون بينما نشهد استفتاءا غير مسبوق يجريه إقليم كتالونيا للإنفصال عن اسبانيا "ماهو مصير نادي برشلونة الكتالوني في حال انفصل الإقليم؟ وهل سيستبعد الفريق البارز عن الدوري الاسباني لكرة القدم؟
وعلى مايبدو أنه يتوجب على نادي برشلونة وإدارته اتخاذ قرار قريب حول مصير النادي، والأمر الأهم هو هل سيُحرم النادي المشهور عالميا من اللعب في الدوري الاسباني؟ وهو ما أكدته مجددا تصريحات رئيس النادي.
وفي هذا السياق صرّح رئيس برشلونة جوسيب بارتوميو، يوم أمس الاثنين: في حال الاستقلال، سيتعين على النادي والإدارة اتخاذ قرار حول هوية الدوري الذي سننافس فيه.
وتابع رئيس النادي الكتالوني: نحن نمر بوقت عصيب، وعلينا التعامل مع المستقبل بحكمة وتريث.
من جانبه كشف وزير الرياضة الكتالوني "جيرارد فيغويراس"، في وقت سابق هذا الأسبوع: إن برشلونة قد ينافس في بطولة بدولة أخرى أو إقليم آخر.
ومايثير القلق بحسب فيغويراس: في حال الاستقلال، سيتعين على فرق كتالونيا، برشلونة وجيرونا وإسبانيول، اتخاذ قرار حول الدولة التي تريد المنافسة فيها، سواء كانت إسبانيا أو إيطاليا أو فرنسا أو حتى إنجلترا.
وفي مباراته التي انتصر فيها 3-0 على لاس بالماس عصر الأحد الماضي، لعب برشلونة دون حضور الجمهور.
كتالونيّة برشلونة
وكان قد أدان نادي برشلونة فى بيان له أي فعل ينافي الديمقراطية وحرية التعبير والحق في تحديد المصير، مشيرًا إلى أن هذا الإعلان ينبع من التزامه التاريخي بالدفاع عن البلاد.
الأمر الذي يشير الى أن النادي الكتالوني يؤيد الرأي الشعبي الداعي للإنفصال.
ورداً على أساليب الشرطة الاسبانية القمعية بحق الكتالونيين التي وقعت خلال الأيام الأخيرة أدان النادي الكاتالوني في بيانه يوم الاحد، أي فعل من شأنه أن يحول دون ممارسة هذه الحقوق.
وأكد نادي برشلونة دعمه لكل الأشخاص والكيانات والمؤسسات التي تعمل من أجل ضمان كل هذه الحقوق.
وتابع بيان النادي الكتالوني: إن برشلونة، من منطلق احترامه التام لتعددية كتلته الاجتماعية، سيواصل دعم إرادة السواد الأعظم من شعب كاتالونيا، التي تم التعبير عنها دائمًا بشكل مدني وسلمي ونموذجي.
وكان قد اعتقل الحرس المدني الإسباني 12 شخصًا، بينهم مسؤولون بحكومة إقليم كاتالونيا ذاتي الحكم، وقامت بتسع حملات تفتيش في إطار عمليتها الأمنية لمنع إجراء الاستفتاء المقرر في الأول من أكتوبر المقبل، حول انفصال الإقليم الواقع في شمال شرقي البلد الأوروبي.
وفي تصعيد للأمور بدأت كتالونيا بما فيها نادي "اف سي برشلونة" إضرابا عاما، اليوم الثلاثاء، للدفاع عن "حقوقها" والتنديد بعنف قوات الأمن على هامش إستفتاء تقرير المصير، في حين تتسع الهوة على ما يبدو اكثر مع مدريد، وتأتي هذه التعبئة الكبيرة التي تتخللها تظاهرات، بعد يومين من تنظيم الاستفتاء الذي يتعرض لضغوط محلية اسبانية وأوروبية أيضا.
وكان قد اقتحم الأمن الاسباني والحرس المدني مئة مكتب تصويت لمصادرة صناديق الإقتراع ومعداته، لكن ذلك لم يحدث دون عنف، وفتح الاستفتاء الذي شارك فيه عدد كبير من الكتالونيين الازمة السياسية الاعمق التي تمر بها اسبانيا منذ إرساء الديمقراطية فيها في 1977.
خسائر اسبانيا
وكانت قد سلّطت الضوء مجلة "سي كيو" الإسبانية على عدد من النقاط التي ترد على سؤال: ماذا ستفقده إسبانيا حال انفصال كتالونيا؟
وبحسب المجلة ستفقد إسبانيا 7.5 مليون نسمة ودافعي الضرائب المحتملين، فعدد السكان في هذه الحالة سينخفض من 46.4 مليون شخص إلى 39 مليونا، وستكون إسبانيا في المرتبة الـ 29 في قائمة الدول الأكثر اكتظاظا بالسكان وستصبح في المرتبة الـ36.
وأما من الناحية الاقتصادية فإن كتالونيا تساهم في الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 212 مليار يورو، وهو ما يعني فقدان إسبايا 19 % من الناتج المحلي الإجمالي.
فكتالونيا تحتوي على 20 % من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا، وهو رقم كبير جدا، بالمقارنة، مع ناتج اسكتلندا الذي يمثل 8 % من الناتج المحلي البريطاني، مرافئ كتالونيا تصدر 25 % من صادرات إسبانيا، فيما يعمل 50 % من سكان المدينة بالمجال الصناعي والتجاري.
وتابعت المجلة تحذيرها مشيرة الى أن الإقليم تبلغ مساحته 32 ألف كيلومتر مربع إلى 474 ألف كيلومتر مربع، ولن يكون هناك وصول مباشر إلى أندورا حال الانفصال، ويقطنه 7.5 مليون نسمة، ويمثل هذا العدد 16 % من العدد الإجمالي لسكان إسبانيا.