الوقت- سارعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، يوم الأربعاء، للردّ على استخفاف أمريكا بالاتفاق النووي مع ايران مؤكدة أن كل أطراف الاتفاق ملتزمة به.
ومن الأمم المتحدة أكدت المسؤولة الاوروبية بعد اجتماع للأطراف الموقعة على الاتفاق عام 2015 أنه ينبغي التعامل مع أي قضية خارج إطار الاتفاق النووي في محفل مختلف، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة التي شككت في قيمة الاتفاق وافقت على أن إيران ملتزمة تماما به.
مشاكل تيلرسون مع الاتفاق
وكان قد هاجم وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون"، الإتفاق النووي إثر اجتماعه في نيويورك مع بقية الاطراف الموقعة على الاتفاق، وزعم أنه أجرى حوارا عمليا مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف، لكنه تذرّع أن واشنطن لا تزال لديها "مشاكل هامة" مع هذا الاتفاق.
رمي الأحذية الامريكي
وزعم الوزير الامريكي خلال مؤتمر صحفي: كانت فرصة جيدة لأن نلتقي ونتصافح، النبرة كانت عملية للغاية. لم يكن هناك صراخ، لم نرم بعضنا البعض بأحذية.
وتابع تيلرسون بعد استخفافه بالاتفاق: لم تكن نبرة غاضبة بتاتا. كان نقاشا عمليا للغاية بشأن رؤية كل منا المختلفة جدا لهذا الاتفاق.
وادّعا أن واشنطن تعتبر بعض المهل المنصوص عليها في الاتفاق "غير مقبولة"، ولا سيما ما يتعلق بسقوط العديد من الضوابط المفروضة على إيران بعد انقضاء 10 سنوات على توقيعه.
يشار الى أن مطالب تيلرسون المذكورة آنفا، تتفق مع مطالب الكيان الاسرائيلي بشأن الضغط على ايران من خلال الاتفاق النووي.
تيلرسون وظريف يلتقيان
وجاء تصريح الوزير الامريكي بعد لقائه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، للمرة الأولى خلال اجتماع في مقر الأمم المتحدة، في نيويورك يشارك فيه ايضا ممثلو بقية أطراف الاتفاق النووي الايراني.
ويعد هذا اللقاء هو الأول على الاطلاق منذ تسلم دونالد ترامب مفاتيح البيت الابيض في يناير، ويناقش الوزيران مع ممثلي الاطراف الخمسة الاخرى الموقعة على الاتفاق المبرم في فيينا في 2015 (روسيا والصين وفرنسا والمانيا والاتحاد الاوروبي) مستقبل هذه الوثيقة التي ينوي ترامب على مايبدو تلبية مطالب الاحتلال الصهيوني والانسحاب منها للضغط على ايران.
فرنسا وألمانيا تحذران
من جانبهما حذّرت كل من فرنسا وألمانيا من إقدام امريكا على إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، لاسيما بعد أن أكدت طهران بأنها مستعدة لكل السيناريوهات، بما فيها نيّة ترامب الانسحاب من الاتفاق.
وفي هذا السياق حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا: إن من الخطأ الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، وذلك بعدما أوضحت إدارة ترمب أن لديها اعتراضات على جوانب من الاتفاق التاريخي.
وتابع الرئيس الفرنسي مدافعا عن الاتفاق على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: بالنسبة لي يجب أن نحافظ على اتفاق 2015 لأنه اتفاق جيد ويؤمّن مراقبة للوضع الحالي، مؤكدا أنه "سيكون من الخطأ إلغاء الاتفاق النووي في غياب البديل".
كما حذّرت من جهتها الحكومة الألمانية عن عدم تفهمها لموقف ترمب الناقد للاتفاق النووي الذي وقعته القوى الكبرى مع إيران، وقال نائب المتحدث باسمها: إن برلين لا ترى داعيا للمخاطرة مجددا بهذه الاتفاقية المهمة.
واعتبرت أوساط اقتصادية في ألمانيا أن إلغاء الإتفاق سيكون إن حدث، مفاجأة غير سارة للاقتصاد الألماني.
وعلى الجانب الروسي أكد وزير الخارجية "سيرغي لافروف" موقف بلاده الرافض لإلغاء الاتفاق، وقال لصحفيين روس في الأمم المتحدة اليوم الخميس: إن بلاده قلقة من موقف ترمب، وستدافع عن الاتفاق الذي قوبل بارتياح من جانب المجتمع الدولي بأكمله، وعزز بالفعل الأمن الإقليمي والدولي لاسيما في منطقة الشرق الاوسط.