الوقت- انهالت إدانات دولية خلال اليومين السابقين لمجازر جيش ميانمار بحق أقلية الروهينغا المسلمة، في حين ردّت حكومة بورما على هذه الإدانات بقتل 3000 من المسلمين خلال ثلاثة أيام.
وفي هذا السياق أدان مجلس الأمن الدولي بتردّد، يوم أمس الأربعاء، أعمال العنف الجارية بولاية أراكان (راخين) في ميانمار، معرباً عن قلقه إزاء الأوضاع في الولاية، قبل أن يدعو إلى نزع التوتر وخفض العنف.
وحث أعضاء مجلس الأمن بنغلاديش على الاستمرار في الدور الذي تقوم به حاليا، إزاء استقبال المدنيين الفارين من جحيم أراكان.
وكان قد شنّ جيش ميانمار حملة إبادة في 25 أغسطس/آب الجاري بحق الروهينغا المسلمة، ومارس انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان شمالي إقليم أراكان، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهينغيا.
الى ذلك كشف مجلس الروهينغا الأوروبي، الإثنين الماضي، عن مقتل ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان، خلال 3 أيام فقط.
وشنّ جيش ميانمار هذه الهجمات بعد يومين من تسليم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، لحكومة ميانمار تقريرًا نهائيًا بشأن تقصي الحقائق في أعمال العنف ضد مسلمي "الروهينغيا" في أراكان.
ووصل إلى بنغلاديش بحسب ماذكرته مصادر نحو 87 ألف شخص من الروهينغيا منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
من جانبها سارعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" (حقوقية غير حكومية)، يوم أمس الأربعاء، لمطالبة حكومة ميانمار بالسماح لإجراء تحقيقات في نشوب 10 حرائق على الأقل بولاية أراكان (راخين).
وكشفت المنظمة في تقرير لها، أن مناطق نشوب الحرائق تتوافق مع الاتهامات التي وردت في وسائل الإعلام، حول حرق قرىً للروهينغا مع ساكنيها.
وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أن الحرائق تشبه إلى حد كبير حالات إضرام النار التي استهدفت مسلمي الروهينغيا على نطاق واسع؛ عامي 2012 و2016.
إدانات إفريقية
كما وجّه نشطاء ومنظمات مجتمع مدني في جنوب إفريقيا دعوات لإنقاذ مسلمي ميانمار من الجحيم الذي فرضته عليهم الحكومة، وأدان النشطاء المجازر المرتكبة ضد المسلمين في ولاية أراكان.
من جهته صرّح الناشط الإسلامي وعضو إدارة شبكة البحث الإعلامي في جنوب إفريقيا إقبال جاسات: "ندعو حكومة جنوب إفريقيا والمجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف صارمة تجاه العنف الممارس ضد المسلمين في أراكان".
من جانبها أدانت المتحدثة باسم "حركة مقاطعة إسرائيل من أجل دعم فلسطين" في جنوب إفريقيا "كوارة كيكانا" قائلة: إن المجازر التي يتعرض لها مسلمو أراكان تشبه المآسي التي وقعت خلال عهد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
وتابعت الناشطة كيكانا: إن الظلم الذي يتعرض له المسلمون في أراكان يذكرنا بمآسينا التي عشناها في عهد الفصل العنصري.. ندعو الحكومة إلى إدانة العنف والتمييز الممارس ضد المسلمين في أراكان.
إدانات بوذية
كما أدانت جمعية بوذية، يوم أمس الأربعاء، انتهاكات حكومة ميانمار ضد مسلمي الروهنغيا، وقالت إنها "لا تتوافق مع أي من الديانات".
وفي هذا السياق صرّح "سوهادي سندجاجا" رئيس فرع جمعية "نيتشيرين شوشو" البوذية اليابانية في إندونيسيا: "كبوذي؛ لا أوافق على ما يتعرض له مسلمو الروهنغيا. ما شاهدناه لا يتوافق مع أي من الديانات".
وتابع المسؤول البوذي: لا شك بتعارض المعاملات التي شاهدتها تجاه مسلمي الروهنغيا مع حقوق الإنسان. لذا ينبغي التأكد من الأسباب الاجتماعية والسياسية لتلك الأحداث وإيجاد حلول لها.. وكذلك يجب الكف عن إثارة مشاكل بسبب الاختلافات الإثنية والدينية.
يذكر أن وقوع هجمات على مخافر الشرطة بالإقليم، و"المجازر" التي تطال المسلمين هناك جاء في توقيت ذو دلالة، حيث طالب التقرير الذي قدمه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، حكومة ميانمار بإعطاء المسلمين حقوقهم.
ليليه في اليوم التالي هجمات متزامنة على مخافر للشرطة، وحرس الحدود في منطقة مونغدو غربي أراكان، خلفت 96 قتيلًا. ليتم اتهام "جيش تحرير روهنغيا أراكان"، بتنفيذ هذه الهجمات.
وشرعت قوات جيش ميانمار بعد الهجمات المزعومة بهدم قرى المسلمين وارتكاب "المجازر" بحق سكانها. وسط مخاوف من سقوط آلاف القتلى في إقليم أراكان، في حين فر عشرات الآلاف بحثاً عن مناطق آمنة للحفاظ على حياتهم.
جدير بالذكر أن ردود فعل الأمم المتحدة، والدول الغربية جاءت هزيلة جداً، حيال ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان بحق مسلمي الروهنغيا في ميانمار.