الوقت- بعد هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي على يد الجيش اللبناني والقوات السورية وقوات حزب الله في "جرود القلمون" و"عرسال" يستعد لبنان للاحتفال بهذا النصر الذي أطلق عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اسم "التحرير الثاني " بعد "التحرير الأول" الذي حققته المقاومة على الكيان الصهيوني في عام 2000 في جنوب البلاد.
وكان عناصر "داعش" قد أعلنوا استسلامهم بعد ثلاث سنوات من احتلالهم لمناطق حدودية بينها "جرود عرسال" في شرق لبنان والتي تم خلالها خطف العديد من عناصر الجيش اللبناني.
ولم يكن "داعش" مستعداً للتفاوض بشان مصير هؤلاء المخطوفين وكان يرفض حتى الإدلاء بمعلومات عنهم، لكنه أرغم أخيراً على كشف مصير ثمانية منهم بفعل ضربات الجيشين اللبناني والسوري وقوات حزب الله، مشيراً إلى أنه قام بإعدامهم ودفنهم في "وادي ميرا" بالقلمون السوري.
ويعتزم "داعش" ترك المنطقة باتجاه "دير الزور" و"البوكمال" في شرق سوريا بعدما فقد السيطرة على أجزاء كثيرة من الجيب الجبلي الذي كان يتحصن فيه على الحدود اللبنانية، ما يمهد الطريق أمام إخلائه بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من صباح اليوم، الاثنين.
وقضى الاتفاق بأن يكشف "داعش" عن مصير تسعة جنود لبنانيين خطفهم عندما اجتاح بلدة عرسال بشمال شرق لبنان في آب/أغسطس 2014.
وقال مسؤول أمني لبناني كبير في وقت متأخر من مساء الأحد، إن الجنود ماتوا على الأرجح، إذ انتشل الجيش رفات ستة منهم، فيما يبحث عن رفات اثنين آخرين في مناطق كانت تحت سيطرة "داعش".
في هذه الأثناء أكدت قناة "الإخبارية" السورية أن "داعش" قام بحرق عتاده ومقاره وآلياته قبل خروجه من جرود القلمون الغربي. واسترد لبنان جيبين حدوديين آخرين هذا الشهر بعدما قبلت جماعات متطرفة أخرى باتفاقات إجلاء مماثلة.
وكان "داعش" قد عرض وساطة للانسحاب إلى دير الزور، بعد تضييق الخناق عليه خلال الأيام الماضية من قبل الجيش اللبناني من جهة، والجيش السوري وقوات حزب الله من جهة أخرى.
وبخروج "داعش" من القلمون الغربي، تكون قوات حزب الله قد سيطرت على كامل الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان.
من جانب آخر زار خمسة وزراء لبنانيين غرفة عمليات الجيش اللبناني الكائنة في ثكنة فوج حماية الحدود البرية في رأس بعلبك، وهم وزراء الخارجية "جبران باسيل" والدفاع "يعقوب الصراف" والطاقة والمياه "سيزار أبي خليل" والسياحة "أواديس كيـدانيان" والاقتـصاد "رائد خـوري" وذلك من أجل التباحث مع قادة الجيش اللبناني الميدانيين بشأن الأوضاع في المنطقة.
وكان السيد حسن نصر الله قد أكد في خطاب له يوم الخميس الماضي بأن الانتصار الذي تحقق على الجماعات الإرهابية في المناطق الحدودية اللبنانية - السورية تم بفضل المعادلة الذهبية "تلاحم الجيش والشعب والمقاومة".
وشملت العمليات التي أطلق عليها اسم "وإن عدتم عدنا" التي انطلقت في 19 من الشهر الجاري مناطق "رأس بعلبك" و"القاع" في الأراضي اللبنانية و"ارتفاعات القلمون" و"فليطة" في الأراضي السورية. وقد تمت محاصرة عناصر "داعش" بشكل كامل في هذه العمليات، ما أدى إلى استسلامهم ورضوخهم للتفاوض من أجل ترك المنطقة والانسحاب إلى "دير الزور" الشرقي.
وكان عناصر "داعش" وما يسمى "جبهة النصرة" قد احتلوا بلدة عرسال وقاموا بخطف 30 من عناصر الجيش اللبناني قبل أن يتمكنوا من احتلال الارتفاعات المطلة على عدد من البلدات اللبنانية ومن بينها "رأس بعلبك" و"القاع".
وأرغمت "جبهة النصرة" مؤخراً على مغادرة ارتفاعات عرسال بفضل ضربات قوات حزب الله بعد أن قامت بإعدام عدد من عناصر الجيش اللبناني. وبذلك ينتهي أي وجود لـ "داعش" و"النصرة" على الحدود اللبنانية - السورية، وهو ما يمثل هدفاً مهما للبنان وحزب الله، كما أنها المرة الأولى التي يوافق فيها "داعش" علناً على الانسحاب مجبراً من أراضٍ كان يسيطر عليها.